بالصوت والصورة .. سوق قيمته 3.7 مليار جنيه يبحث عن منقذ.. معلومات مهمة عن صناعة الخزف في مصر
في استمرار لإبراز دور وحجم سوق عمل مهن الفنون التشكيلية، نشر عضو مجلس الإدارة ومقرر لجنة ممارسة المهنة بنقابة الفنانين التشكيليين، المهندس طارق عيد، الفيديو الرابع ضمن سلسلة مهن الفنون التشكيلية، تحدث فيه عن فن الخزف وأنماطه وشكل المهن والصناعات المتعلقة به وكيفية الاستفادة منها في دعم الإقتصاد الوطني المصري.
وقد بدأ مقرر لجنة ممارسة المهنة، بتقرير صادر عن الأبحاث العالمية الصناعية في عام 2020، تم فيه تقدير حجم سوق عمل الخزف (السيراميك) السنوي في العالم بـ 90.1 مليار دولار، ثم تحدث عن تقرير صادر عن وزارة الصناعة والتجارة المصرية في عام 2019 تم فيه تقدير حجم سوق عمل الخزف السنوي في مصر بـ 3.7 مليار جنيه، أي ما يزيد على 100 مليون دولار، ثم لفت النظر إلى حجم استيراد مصر للخزفيات في عام 2018 والذي تم تقديره بـ 25.8 مليون دولار أمريكي تذهب إلى الخارج ويمكن استعواضها إذا ما تم تطوير تلك المهنة والصناعة بالداخل.
وأوضح عضو مجلس الإدارة، المهندس طارق عيد، أشكال المنتجات الخزفية والتي من الممكن أن يتم إنتاجها بشكل صناعي خالص كمنتجات السيراميك والبورسلين الصحية والمستخدمة في العمارة الداخلية والديكور، أو كالتي يتم إنتاجها بشكل فني تشكيلي خالص يُعرَض كعمل فني إبداعي داخل المعارض والجاليريهات ويستخدم في التزيين ويُقتنَى بمبالغ كبيرة، أو يمكن أن يكون المنتج الخزفي دمجاً ما بين الصناعي ذي الغرض الوظيفي والفني الإبداعي ذي الشكل الرائع والقيمة الفنية الرفيعة.
ثم استعرض المهندس طارق عيد، المشكلات والتحديات التي تواجه مهنة وصناعة الخزف في مصر والتي لخصها في أربع نقاط أساسية وأولها المنافسة الشديدة مع المنتجات المستوردة التي تستخدم تقنيات صناعية حديثة، ثم ارتفاع تكلفة الإنتاج في مصر بسبب الرسوم والضرائب وارتفاع أسعار الخامات، بالإضافة إلى ضعف الاستثمار في الأبحاث العلمية لتطوير الصناعات الخزفية لتوسيع أسواقها وانتشارها، و النقطة الرابعة التي ذكرها هي نقص الكوادر الفنية المتخصصة في الخزف.
ونصح بأهمية وجود سياسات داعمة لهذا المجال في مصر نظراً لأهميته الاقتصادية والثقافية في حفظ التراث والهوية المصرية ونقل الصورة الحضارية إلى الخارج، خصوصا وأن مصر من أقدم الحضارات على مر التاريخ التي عرفت الخزف واستخدمته في مناحي الحياة، واستشهد بالفخاريات المصرية القديمة الموجودة في أكبر متاحف العالم والتي تم اكتشافها بمقابر المصري القديم مثل (نقادة) و(الكوم الأحمر) والتي تؤكد ريادة الأجداد وعظمة إبداعهم في هذا المجال.
وألقى الضوء على قرية (تونس) بمحافظة الفيوم وكيف تحولت من قرية فقيرة مجهولة في سيتينيات القرن الماضي إلى مزار ومقصد سياحي بفضل فن الخزف، فقد استطاعت فنانة سويسرية تدعى (إيفيلين بوريه) أن تحيي فن الخزف والفخاريات بهذه القرية، مما حول القرية إلى شبه متحف مفتوح وأصبحت داعمة للسياحة ومن ثَم الاقتصاد المصري.
واختتم بالحديث عن نقابة الفنانين التشكيليين ودورها الغائب في إدارة مهن الخزف وتطوير سوق عملها في مصر خصوصا في ظل وجود فنانين كبار ومتميزين أعضاء بشعبة الخزف داخل النقابة والتي ترأسها الفنانة الكبيرة أ.د. سلوى رشدي، والتي تم توجيه الشكر لها ولمحاولاتها المستمرة لدفع مسيرة العمل التطوعي بالنقابة.