أزمات متتالية يواجها الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتزامن مع عمله الجاري على حملة إعادة انتخابه للبيت الأبيض لولاية ثانية في 2024، اخرها الاف الرسائل الالكترونية التي وثقت صلته باعمال نجله هانتر الخارجية المثيرة للجدل.
كشفت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية في الولايات المتحدة حيازتها ما يقرب من 5400 رسالة بريد إلكتروني وسجلات إلكترونية تظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن يستخدم اسما مستعارا خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس، بحسب ما نشرته صحيفة نيويورك بوست.
وبموجب قانون حرية المعلومات الصادر في يونيو 2022، أكدت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية وجود تلك الوثائق استجابةً لطلب من قبل مؤسسة South Eastern Legal Foundation، وهي مجموعة قانونية دستورية غير ربحية.
وسعى الطلب للحصول على رسائل بريد إلكتروني تتعلق بحسابات روبن وير، وروبرت إل بيترز، وجي آر بي وير، وهي كلها أسماء مستعارة كان من المعروف أن الرئيس البالغ من العمر 80 عامًا يستخدمها في البيت الأبيض خلال فترة عمله كنائب للرئيس الأسبق باراك أوباما.
ورفعت المؤسسة دعوى قضائية ضد إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية بخصوص نشر السجلات، التي تدعي المجموعة أنها قد تظهر أن بايدن مرر معلومات حكومية وناقش الأعمال الحكومية مع ابنه هانتر بايدن وآخرين.
وقالت المؤسسة في بيان: “في كثير من الأحيان، يسيء المسئولون العموميون استخدام سلطتهم من خلال استخدامها لمصلحتهم الشخصية أو السياسية. وعندما يفعلون ذلك، يسعى الكثيرون إلى إخفاء ذلك. الطريقة الوحيدة للحفاظ على النزاهة الحكومية هي أن تقوم إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية بنشر ما يقرب من 5400 رسالة بريد إلكتروني أرسلها بايدن بأسماء مستعارة”.
وقالت كيمبرلي هيرمان، المستشارة العامة للمؤسسة في بيان: “الجمهور الامريكي يستحق أن يعرف ما بداخلها”.
وتتهم المجموعة القانونية، الأرشيف الوطني NARA بالتباطؤ منذ طلب قانون حرية المعلومات في يونيو 2022، وتقول إنه لم يتم إنتاج أي بريد إلكتروني منذ أن اعترفت الوكالة الحكومية بوجودها بعد أيام فقط من الطلب.
وكتبت ستيفاني اوربايور مديرة قسم عمليات الارشفة في NARA ردا على الاتهام: “لقد أجرينا بحث في مجموعتنا عن سجلات نائب الرئيس المتعلقة بطلبك المقدم في 9 يونيو 2022 وحددنا ما يقرب من 5138 رسالة بريد إلكتروني و25 ملف إلكتروني و200 صفحة من السجلات التي يجب معالجتها من أجل الرد على الطلب”.
في وقت سابق من هذا الشهر، طالب رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب جيمس كومر (جمهوري من ولاية كنتاكي) نارا بتسليم أي سجلات غير منقحة استخدم فيها جو بايدن اسمًا مستعارًا خلال فترة نائبه للرئيس كجزء من تحقيقه في الدور الذي لعبه نائب الرئيس السابق في قضية هانتر وتعاملاته التجارية الخارجية.
تكشف رسائل البريد الإلكتروني التي نشرتها الأرشيف سابقًا وتم استرجاعها من الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن، أن جو بايدن استخدم عنوان البريد الإلكتروني “Robert.L.Peters @ pci . gov” عندما كان الرجل الثاني في قيادة أوباما وأن مساعده جون فلين أرسل نسخة إلى هانتر، واحتوت 10 رسائل بريد إلكتروني على الجدول اليومي لبايدن الأب بين 18 مايو و15 يونيو 2016.
وفي وقت سابق خلال الشهر قال كومر في بيان: “ذكر جو بايدن أن هناك جدارًا مطلق بين مخططات الأعمال الخارجية لعائلته وواجباته كنائب للرئيس، لكن الأدلة تكشف أن الوصول كان مفتوحًا على مصراعيه لاستغلال نفوذ عائلته”، وأضاف: “يجب على الأرشيف الوطني تقديم هذه السجلات غير المنقحة لمواصلة تحقيقنا في فساد عائلة بايدن”.
ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه الجمهوريون داخل مجلس النواب الذي يعود للانعقاد بداية سبتمبر، للدفع باتجاه عزل الرئيس جو بايدن ، مستغلين ملف الفساد الخاص بنجله هانتر بايدن ، وما طرأ عليه من شهادات وتفاصيل جديدة .
وأشار رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، إلى أن التحقيق في عزل الرئيس جو بايدن اصبح قريبا، وواصفه بخطوة طبيعية إلى الأمام مع انهاء الكونجرس قريبًا إجازته الصيفية خلال مقابلة اجراها مع فوكس نيوز.
تجنب مكارثي، الجمهوري من كاليفورنيا، حتى الآن الالتزام بالتصويت على عزل ترامب أو تقديم جدول زمني لاتخاذ إجراءات محتملة. ويحرص بعض الجمهوريين في مجلس النواب على ملاحقة بايدن بسبب مزاعم عن سوء سلوك مالي يتعلق بابنه هانتر بايدن، لكن لم يثبت أن الرئيس الديمقراطي ارتكب أي خطأ.
وخلال الأشهر الماضية ، استمع الجمهوريين إلى شهادات شفوية من قبل اثنين من المبلغين عن مخالفات مصلحة الضرائب الأمريكية فيما يتعلق بتعامل الحكومة بتحقيقها مع هانتر بايدن.