تضم أبيدوس ومعبد سيتى الأول .. سوهاج على الخريطة السياحية .. صور
قطاع السياحة، واحد من القطاعات المهمة فى الدولة المصرية، وهو أيضا واحد من أبرز قطاعات الدولة التى شهدت نجاحات عديدة على مدار السنوات السابقة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، نظرا لأن ذلك القطاع يساهم بشكل كبير فى تنمية الاقتصاد الوطنى، كما يعد من أهم مصادر النقد الأجنبى، لذا سعت الدولة جاهدة لتطوير هذا القطاع، وفتح أسواق سياحية جديدة فى كل بقاع مصر.
ومحافظة سوهاج واحدة من المحافظات المصرية التى حظيت باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية على كافة الأصعدة، من خلال تطوير المناطق السياحية وإقامة المتاحف والمراسى والفنادق، وتوفير العائمات النيلية، هذا الأمر انعكس بدوره على توافد السائحين الأجانب على المحافظة لزيارة المعالم الأثرية العديدة والهامة والمتنوعة.
ومن أهم المعالم والمناطق الأثرية بالمحافظة التى شهدت إقبالا كثيفا للسائحين الأجانب والمصريين على حد سواء، اعتبارا من شهر يناير 2023 وحتى مايو 2023 هى منطقة أبيدوس حيث بلغ عدد السائحين الأجانب 18 ألف 298 سائحا بينما بلغ عدد الزائرين المصرين 6 آلاف 754 زائرا بهذا يصبح عدد الزائرين مصريين وأجانب 25 ألفا و52 زائرا خلال 5 أشهر.
وتفقد اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج، برفقة أشرف عكاشه مدير عام آثار سوهاج، بزيارة المناطق الأثرية بعرابة أبيدوس فى مركز البلينا، فى ضوء تنفيذه توجيهات القيادة السياسية، معبد سيتى الأول والذى يرجع تاريخه لأكثر من 3500 سنة، وتعد مدينة أبيدوس من المناطق الأثرية الهامة فى مصر القديمة، فقد كانت بمثابة مقصد لحجاج القدماء المصريين عند الإله أوزوريس، والذى يُعتقد أنه دفن به، كما خرج من مدينة أبيدوس أهم الملوك الذين وحدوا مصر على مدار العصور المختلفة، ويضم المعبد قائمة بأسماء 76 ملكًا من أعظم ملوك مصر القديمة، وقد توفى سيتى الأول قبل إكمال المعبد، مما دفع رمسيس الثانى والذى يعد من أقوى ملوك مصر، إلى تدمير بعض من أجزاء المعبد وتغيير النقوش ونسبها لنفسه وتفقد معبد الأوزوريون والذى يعد المعبد الفريد من نوعه فى مصر.
وأكد محافظ سوهاج على ضرورة إظهار هذه الآثار للعالم من خلال الدعاية والترويج لجذب السياح من كل أنحاء العالم، مشيرًا إلى دور هيئة الأثار فى اكتشاف والتنقيب عن الأثار الموجودة بمنطقة أخميم لأجل اكتمال البنية الأثرية للمحافظة ودعم المحافظة التام لاستكمال تطوير المنطقه الأثرية بابيدوس لتكون مزار سياحيا عالميا واستكمال انشاء سور يحيط بالمنطقة ونقل 102 منزل محاوره للمنطقة.
ومن خلال المتابعة للزيارة للمناطق الأثرية بأبيدوس ففى شهر يناير من العام الحالى استقبلت المنطقة 2686 سائحا أجنبيا، و138 طالبا أجنبيا، و455 زائرا مصريا و468 طالبا مصريا، وفى شهر فبراير استقبلت اللمنطقة 4265 سائحا أجنبيا، و125 طالبا أجنبيا، و415 زائرا مصربا، و445 طالبا مصريا، وفى شهر مارس استقبلت المنطقة 5625 سائحا أجنبيا، و963 طالبا أجنبيا، و404 زائرين مصريين، و425 طالبا مصريا، وفى شهر إبريل استقبلت المنطقة 3006 سائحين، و491 طالبا أجنبيا، و1185 زائرا مصريا، و1941 طالبا مصريا، وفى شهر مايو من العام الحالى استقبلت المنطقة 934 سائحا أجنبيا و65 طالبا أجنبيا و467 زائرا مصريا و549 طالبا مصريا وبهذه الإعداد يكون عدد السائحين الأجانب الذين زارو مصر خلال خمسة أشهر 16516 سائحا أجنبا و1782 طالبا أجنبيا و2926 زائرا مصريا و3828 طالبا مصريا.
وتوحيد مصر بدأ من سوهاج، وكانت أبيدوس قبلة الحج لكل المصريين، كما كانت مركزا هاما لانطلاق الأمبراطورية العظمى التى أسسها تحتمس الثالث لتمتد من بلاد الرافدين حتى جبال الجزائر وانتهاء بمنابع النيل فى وسط أفريقيا، وكانت أبيدوس حتى وقت قريب يطلق عليها قرية العرابة المدفونة لأن آثارها مدفونة تحت الرمال وتم تغيير الاسم إلى الاسم الحقيقى لها وهى قرية أبيدوس، والتى تعد من القرى الأشهر والأعرق فى المحافظة وفى مصر.
وكان يحج إليها قدماء المصريون ليبكوا الإله أوزوريس حارس الحياة الأبدية، واكتشف فيها أقدم القوارب فى التاريخ بالمقابر القديمة إلى الغرب من معبد سيتى الأول والد رمسيس الثانى، مؤسس الأسرة 19 والتى اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها حتى رمسيس 11 نسبة إلى اسم مؤسس الأسرة.
ويقع معبد أبيدوس فى مركز البلينا، بناه أولًا الملك “سيتى الأول”، ثانى ملوك الأسرة التاسعة عشرة، ووالد الملك “رمسيس الثانى”. وهو معبد جنائزى وضع داخل سور شامل يضم قبر الإله “أوزوريس”.
وقد كُشف حديثًا عن واجهة المعبد الأصلية، وأُعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد، أما الفضاء الذى يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثانى للمعبد.
وهما ينتهيان بواجهة المعبد، ومدخله الحالى بأعمدته المربعة وحوائطه التى رُسمت عليها بالحفر بعض وقائع “رمسيس الثاني” الحربية، وانتصاراته فى آسيا.
كذلك كُتب عليها بعض النقوش التذكارية الخاصة به وقد أكمل بناءه “رمسيس الثانى” لكن الجزء الذى تم تشييده فى عهد “سيتى” كان أعظم بكثير من الناحية الفنية عن الجزء الذى أكمل بناءه “رمسيس الثانى” ومعبد “أبيدوس” يختلف عن تصميم غيره من المعابد المصرية فهو على شكل زاوية قائمة، أو على هيئة الحرف اللاتينى (L) وتقع مقصورة قدس الأقداس وهى المقصورة الرئيسية بالمعبد.
ويوجد أيضا بالمدينة معبد الأوزوريون، والذى يقع مباشرة خلف معبد الملك سيتى الأول وهو عبارة عن مقبرة رمزية للإله أوزوريس، وهو مبنى من الجرانيت الأحمر، ويتكون معماريًا من ممر منحدر غطيت جدرانه بالنقوش الجنائزية (كتاب البوابات) ويليها حجرة عرضية توصل إلى صالة رئيسية ذات أعمدة مربعه وفى النهاية توجد حجرة الدفن، وهناك بعض الآراء التى ترجح أن يكون هذا المبنى أو جزء منه يرجع لعصر الدولة القديمة، بينما يرى (بورخاردت) أن تاريخ بناء هذا المبنى كان معاصرا لفترة بناء معبد سيتى الأول، ومقترحا أن هذا المبنى هو المقبرة الرمزية للملك سيتى الأول.
وأيضا يوجد بالمدينة، معبد رمسيس الثانى تم بناؤه فى أوائل حكم رمسيس الثانى وهو مبنى من الحجر الجيرى وأعمدته مبنية من الحجر الرملى، وقد تم بناء إطار الأبواب من الجرانيت الأحمر والأسود والرمادى وبناء المحراب من المرمر، ويتميز بدقة النقوش والألوان الزاهية وقد نقشت على جدرانه الخارجية تفاصيل معركة قادش التى دارت بين المصريين والحيثيين ويقع إلى الشمال من معبد سيتى الأول.
المصدر : اليوم السابع