بعد أيام من رحلة بلينكن .. جانيت يلين تزور بكين لوقف التوترات الأمريكية الصينية
حظت زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى العاصمة الصينية بكين باهتمام كبير، ليس فقط داخل كلا البلدين، الولايات المتحدة وأمريكا، وإنما على الصعيد العالمى.
فالزيارة تستمر لفترة طويلة، أربعة أيام، كما أنها تأتى فى أعقاب زيارة مماثلة قام بها وزير الخارجية أنتونى بليكن فى وقت سابق الشهر الماضى، وستعقبها أيضا زيارة هذا الشهر من جون كيرى، مبعوث الرئيس بايدن لقضايا المناخ، فيما يعد تتابع ملحوظ لذهاب كبار المسئولين الأمريكيين إلى الصين، أثار تساؤلات حول إمكانية تهدئة التوترات القائمة منذ سنوات بين القوتين العظمتين على خلفية سلسلة من القضايا.
وتقول هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى أن الزيارة، التى تلتقى فيها يلين بكبار المسئولين الصينيين، وعلى رأسهم رئيس مجلة الدولة لى تشيانج، ليس من المتوقع أن تحقق الكثير بحلول الوقت الذى تغادر فيه يلين مطار بكين مساء الأحد. إلا أن الزيارة مهمة فى ضوء الحقيقية البسيطة بأنها تحدث.
فقد تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين سريعا فى السنوات الأخيرة بسبب العديد من الأشياء التى تثير انقسامات بينهم، منها قضية تايوان وبحر الصين الجنوبى وهيمنة الصين المتنامية فى مجموعة من الصناعات من الجرافيت وإنتاج السليكون وحتى بطاريات الليثيوم والألواح الشمسية.
قالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، خلال لقائها مع رئيس مجلس الدولة الصينى لى تشيانج، فى بكين، إنه لا ينبغى السماح لأى خلاف بأن يؤدى إلى سوء فهم يتطور بلا داعٍ إلى تفاقم علاقتنا الاقتصادية والمالية الثنائية.
وأشارت يلين – وفق بيان على موقع وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الجمعة – إلى لقاء الرئيس الأمريكى جو بايدن، والرئيس الصينى شى جين بينج، فى نوفمبر الماضى، بمدينة بالى فى أول اجتماع رئاسى شخصى بينهما، حيث شددا على أنه يتعين على كبار المسؤولين فى البلدين تعميق الجهود البناءة بشأن استقرار الاقتصاد الكلى والتصدى للتحديات العالمية المشتركة.
وأضافت الوزيرة أن زيارتها للصين جاءت للبناء على هذا التوجه، مؤكدة أن الولايات المتحدة تسعى للمنافسة الاقتصادية السليمة التى لا تقتصر على أن الفائز يأخذ كل شيء بل على وجود مجموعة عادلة من القواعد التى يمكن أن تعود بالفائدة على كلا البلدين بمرور الوقت.
وتابعت أن هناك أيضًا تحديات عالمية مهمة؛ حيث يقع على عاتق الولايات المتحدة والصين واجب تجاه العالم للتعاون وإظهار القيادة، وأردفت: “ستحتاج الولايات المتحدة، فى ظروف معينة، إلى اتخاذ إجراءات هادفة لحماية أمنها القومى وقد نختلف فى هذه الحالات”.
كما قالت يلين خلال اجتماع منفصل مع المسئولين الصينيين أن القيود الأمريكية على صادرات التكنولوجيا المتقدمة مدفعا بمخاوف متعلقة بالأمن القومى، وليس محاولة تحقيق تفوق اقتصادى. إلا أن هذا الأمر لن يهدئ الصينيين على الأرجح، حيث تعتقد بكين أن الولايات المتحدة عازمة على منعها من الوصول إلى كامل إمكاناتها. كما تنظر بكين حولها بين جيرانها وترى شبكة من التحالفات العسكرية الأمريكية حولها وقواعد عسكرية ممتدة من أستراليا إلى الصين، تهدف جميعا إلى احتواء الصين.
بينما تعتقد واشنطن من جانبها أن الصين تمنه الوصول العادل إلى أسواقها للشركات الأمريكية الرائدة.
إلا أن كلا الجانبين يعتقدان أن أيا من هذا لن يتغير على الأرجح قريبا، وأن عصر الرعاية الأمريكية لدخول الصين لمنظمة التجارة العالمية.
وفى يونيو الماضى، التقى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن نظيره الصينى تشين جانج فى بكين فى أول زيارة لدبلوماسى أمريكى رفيع المستوى إلى الصين منذ ما يقرب من خمس سنوات.
وقال مسئولون أمريكيون أن الهدف الرئيسى من هذه الجولة من المحادثات هو تحقيق الاستقرار فى العلاقات بين البلدين بعد أن سادها التوتر إلى حدٍ كبير فى الآونة الأخيرة. وجاءت زيارة بلينكن بعد خمسة أشهر من زيارة كان من المفترض أن يقوم بها وزير الخارجية الأمريكى، لكنها تأجلت بسبب اكتشاف منطاد تجسس صينى مشتبه به فى المجال الجوى الأمريكى.