وحيد حامد يكتب: الدولة الموازية !
حسناً فعلت الدولة، وحسنا فعل الرئيس، فالاحتفال بمولد سيدنا رسول الله مناسبة ذات أهمية بالغة لدى المسلمين من أهل مصر الذين يعبدون الله ويحبون الرسول ويقتدون به فى الأخلاق والسلوك والرحمة والتسامح وغير ذلك الكثير من الفضائل التى تغيب عن عقول وقلوب نفر من الناس، بل تعمدوا إغفالها عمداً بعد أن تم حشو أدمغتهم بالعقائد التالفة والفاسدة والجالبة لكل أنواع التشدد والانغلاق والسير بالمجتمع المسلم الوسطى إلى طرق ودهاليز مظلمة على أرض مزروعة بالأشواك السامة.. لأن الهدف هو العودة إلى عصر الجاهلية والبداوة وخشونة الصحراء.
ودون مراوغة فإن التيار السلفى بكل مسمياته هو المعنى بكل ما سبق، وهو الذى يزحف زحف الأفاعى فى المجتمع المصرى بقصد محاصرته والاستيلاء عليه بالكامل، وإذا كانت الوهابية الآن لا تلقى قبولاً أو ترحيباً فى موطهنا الأصلى «السعودية» وأصبح دعاة الوهابية وشيوخها بلا عمل- فلا يمكن تصديرها إلى مصر لتكون الوطن الجديد.. الوهابية التى أفرزت تنظيم القاعدة وصاحبة الجزء الأكبر والأهم فى تأسيس «داعش» الذى رفض الأزهر الشريف أن يصدر فتوى ولو بخروجه عن مبادئ وتعاليم الإسلام.
إن التيار السلفى وبدعم من عدد ليس بالقليل من مشايخ الأزهر يسعى لإقامة الدولة الموازية التى تناهض الدولة الرسمية حكومة وشعباً وتعمل على تقويضها بقصد الاستيلاء على الفريسة وابتلاعها بالكامل على طريقة الأفاعى.. وكأننا لم نتعلم الدرس الذى استمر طويلاً. ألم تكن جماعة الإخوان طوال عمرها وبعد أن وقفت على قدميها وهى دولة موازية للدولة الرسمية بعد أن توسعت وأسست كوادرها ونشرت أفكارها وكونت اقتصادها وافتتحت المدارس والمحال والعيادات واستولت على المنابر ليكون لديها أفضل الإعلام المباشر..
وفيما بعد صار لها رجال ونساء فى كل الصحف.. وكانت تتعامل على أنها فى شريك فى حكم البلاد.. تضغط وتناور وتبتز فى الغالب.. كانت تفرض إرادتها، والآن يعمل التيار السلفى على إعادة المشهد الإخوانى مع إضافات شريرة سوداء.. يكفى أنهم الجهاديون فى سيناء وفى صعيد مصر وهم وراء تخريب عقول الشباب، يفرضون على النساء المسلمات ارتداء النقاب الذى هو فرض على نساء اليهود أصلاً.. ويرفضون أى دعوة لتنظيم النسل فى دولة لم تحتمل اختفاء البطاطس ليومين أو ثلاثة.. جامدون.. جاهدون.. عتاة وغلاة ووجودهم فساد للدين والدنيا معاً.. وهم أعداء الأقباط ومنبت للفتنة، ونحن نعرف أن شأنهم شأن الإخوان، أموالهم كثيرة ووفيرة ومصادرها معلومة ومرصودة.. ولديهم شيوخ وقبائل استعمارية تريد لنا الهوان والعودة إلى الوراء، ولكن هناك من هم على استعداد للموت فى سبيل أن تظل مصر دولة مدنية.