صلاح منتصر يكتب: ورد وفاء
هذا يوم الوفاء والتحية للذين كتبوا بأرواحهم شرف ومجد وكرامة الوطن كل مقاتل في حرب أكتوبر من لقي ربه شهيدا، ومن أصيب وظلت إصابته وساما يحمله، ومن كتبت له الحياة.
ومع أن معظم العسكريين في الخدمة اليوم لم يشاركوا في هذه الحرب، لكنهم جميعا يعرفون قدرها في بناء العسكرية المصرية وفضلها في ثقة المصري بوطنه وبجيشه وبشعبه. فلم تكن الحرب معارك المقاتلين الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن, وإنما كانت أيضا معركة الرجال المخلصين الذين قاموا بأدوار لا تنسي سواء قبل أو في أثناء الحرب.
ومن ينسي دور الدكتور عبد القادر حاتم ـ رئيس الوزراء بالنيابة في حكومة الرئيس أنور السادات التي تولت إعداد الجبهة الداخلية للحرب وبصورة هادئة. فقد قامت خطة الحرب علي أساس خداع الجميع، وعلي رأسهم إسرائيل بأن مصر لا يمكنها دخول حرب. واستطاع د. حاتم من خلال وزارة الإعلام التي كان يتولاها إلي جانب مهامه الأخري, أن يقود حربا خداعية يتم تدريسها جعلت إسرائيل تعترف علي لسان رئيس مخابراتها العسكرية (إيلي زعيرا): أن كل موضوعات الإعلام المصري التي كنا نقرأها أو نسمع عنها كانت كما تبين، حملة خداع من جانب الرئيس أو شخص آخر بجواره.
من ينسي دور المرحوم عزيز صدقي الذي سافر إلي موسكو في14 يوليو1972 بعد أسبوع واحد من إنهاء الرئيس السادات عمل أكثر من20 ألف خبير سوفيتي كانوا في القوات المسلحة عادوا إلي بلادهم.
وكان من حظي أن رافقت الوفد وشهدت كيف استطاع عزيز صدقي أن ينزع بصبر بالغ، فتيل قنبلة الغضب العاصف التي استقبلنا بها السوفيت، وينهي زيارته باتفاق علي أسلحة جديدة جري تنفيذها وكان لها تأثيرها في الحرب.
وآخرون كثيرون، ولكن تبقي الأولوية للرجال الأبطال الذين قاتلوا وضحوا واستشهدوا ورووا سيناء بدمائهم. وهو ما يجعل الشعوب تدين لهم وتتذكرهم دوما. وإذا كانت أوروبا بعد70 سنة علي الحرب العالمية الثانية تتذكر أبطالها المقاتلين بوردة وفاء يحملها كل مواطن، فليس أجدر من مقاتلينا الشرفاء بهذا الورد اعترافا وامتنانا لما قدموه.