ياسر حسني يكتب: إخوان خائنون
المؤامرات والدسائس أحد أهم ركائز العقيدة الفكرية لـ«الإرهابية» منذ نشأتها
«أحقر من قابلتهم في حياتي هؤلاء الذين ساعدوني في احتلال أوطانهم»..
بهذه الكلمات وصف الزعيم النازي أدولف هتلر، «خائني الأوطان» الذين لا يترددون في فتح الطريق أمام العدو ليحتل بلادهم ما دام ذلك يحقق لهم مصالحهم الشخصية ويجنون من وراءه «مكاسبهم الدنيئة».
وما أكثر الخائنين الذين تعاون معهم الجيش النازي بقيادة هتلر، والذي اجتاحت قواته خلال اوائل الأربعينيات من القرن الماضي بلدان عديدة وكان يخطط لاحتلال العالم كله.
ومن بين هؤلاء الخائنين الحقراء – كما وصفهم هتلر – يحتل تنظيم الإخوان الإرهابي وزعيمهم المؤسس حسن البنا مكانة مميزة في سجل الخيانة والحقارة فقد كانوا من أكثر المتحالفين مع هتلر ضد أوطانهم وكذلك ضد حلفائهم وسادتهم السابقين!.
في كتابه الخطير، «النازيون ومفتي القدس أمين الحسيني»، نشر المؤرخ الألماني كلاوس جينسك وثائق عن تواصل ألمانيا النازية مع تنظيم الإخوان عبر مفتي القدس – في ذلك – أمين الحسيني، أحد أعضاء التنظيم الدولي وأحد الآباء الروحانيين لحركة حماس.
ويؤكد جينسك، في كتابه أنه لا جدال في أن تنظيم الإخوان صناعة بريطانية خالصة، إلا أن المستشار الألماني أدولف هتلر كان على قناعة بأن الإخوان وأذرعهم المسماة بالحركات الإسلام السياسي مجرد مرتزقة ينحازون لمَن يدفع أكثر، وخونة لأوطانهم وحتى لمن تربوا في أكنافهم!
ولهذا لم يتردد هتلر في التواصل مع مؤسس الإخوان حسن البنا ومده بالمال الوفير من أجل إثارة الاضطرابات السياسية والشعبية في مصر ضد الملك فاروق وبريطانيا أملا في أن يؤدى إلى ثورة شعبية
وكان المخطط له أن يستغل عملاء مسلحون تابعون لألمانيا تلك الاضطرابات لاحتلال منطقة قناة السويس وشل الحركة بها وتسهيل مهمة الجيش الألماني وحليفه الإيطالي في احتلال المنطقة.
وبالفعل تحالف حسن البنا مع هتلر ضد بريطانيا والتي تعد الداعم الأول للتنظيم الإرهابي من قبل حتى تأسيسه، وقام بنشر عدد من المقالات للدعاية الدينية والسياسية المباشرة وغير المباشرة لدول المحور وتدعو الشعوب لتسهيل مهمتها في احتلال بلدانها مرددا لمقولة «عدو عدوي .. صديقي»!!
ففي العد رقم 30 من مجلة النذير، الإسبوعية، التابعة للإخوان، والصادر بتاريخ 26 ديسمبر 1938، نشر حسن البنا مقالا عن اقتراب إعلان دول المحور «إيطاليا وألمانيا واليابان» اعتناقهم للاسلام!!
جاء فيه: «ذكرت بعض الصحف أن إيطاليا وألمانيا تفكران في اعتناق الإسلام، وقررت إيطاليا تدريس اللغة العربية في مدارسها الثانوية بصفة رسمية وإجبارية، ومن قبل سمعنا تفكير اليابان في الإسلام..
«هذا استعداد طيب تعلنه هذه الدول، إذا أضفنا إليه موقف الدول المسيحية من الكنيسة، وخروجها على تعاليمها، وموقف اليابان من ديانتها الوثنية وتبرمها من طقوسها، وأضفنا إلى ذلك كله أن هذه الدول إنما تعجبها القوة والكرامة والفتوة والسيادة، وأن هذه هي شعائر الإسلام».
وكانت تلك المقالات والرسائل التي بعث بها حسن البنا لدغدغة المشاعر الإسلامية لدي البسطاء، سببا في انتشار شائعة إسلام الزعيم النازي هتلر وهي تلك الشائعة التي غذاها أعضاء التنظيم الإخواني في ربوع العالم العربي بل ودعموها بأن الزيعيم النازي قد اختار لنفسه اسم «محمد» بعد اعتناق الإسلام.
ويرصد تلك الشائعات ويوثقها الكاتب والمفكر رفعت السعيد في كتابه «حسن البنا.. الشيخ المسلح» مؤكدًا أن مقالات البنا وشائعات الجماعة كانت سببًا في اقتناع الشعوب العربية بأن هتلر قد اعتنق الإسلام سرًا، وأن «الحاج محمد هتلر» قادم لتحرير العرب والمسلمين، من الصليبيين الجدد «بريطانيا وأمريكا وأعوانهما»!!.
كما أن تلك المقالات كانت سببا في تكوين عدد من الجماعات المسلحة لمتطوعين عرب ومسلمين في المنطقة تحت قيادة أعضاء بتنظيم الإخوان قاموا بانشاء معسكرات سرية للتدريب استعدادا للانضمام للجيش الإسلامي الألماني بقيادة «الحاج محمد هتلر»!
ولم تكن مقالات حسن البنا هي فقط الدعاية الدينية الوحيدة التي اطلقها الإخوان للربط الزائف بين ألمانيا ودول المحور والإسلام بل يكشف المؤرخ ستيفان إيهريج في كتابه «أتاتورك في الخيال النازي»، أن تنظيم الإخوان قد افتتح مكتبا له في برلين في اوائل الأربعينيات من القرن العشرين، برئاسة الداعية الإخواني محمد صبري..
وأصدر صبري – في ذلك الوقت – كتابًا باللغتين العربية والألمانية بعنوان «الإسلام واليهودية والبلشفية»، وصف فيه الأفكار الشيوعية بأنها «صنعت من قبل اليهود، وتقاد من قبل اليهود. وبذلك فإن البلشفية هي العدو الطبيعي للإسلام وهتلر الذي يحاربها له حق التأييد.. والسمع والطاعة»!!
المثير أن ذلك الكتاب تم طبعه وتوزيعه بكثافة عشية الاجتياح الألماني للاتحاد السوفيتي. كما أوصت وزارة الدعاية النازية بأن يقرأ الصحفيون الألمان هذا الكتاب، فضلا عن قيام الجيش الألماني بطباعة كتيب باللغة الألمانية ملخص له بعنوان «الإسلام واليهودية» وتوزيعه على الجنود والضباط الألمان!!.
ويؤيد تلك العلاقة المباشرة بين حسن البنا وهتلر وتحالف الإخوان مع الجيش النازي، الوثيقة رقم 23342.O.F بتاريخ 22 أكتوبر 1939، بأرشيف وزارة الخارجية البريطانية، والتي تنص على أن السلطات المصرية، في ذلك الوقت قامت بتفتيش مكتب الملحق الصحفي الألماني ويلهام ستلوبجن، مدير مكتب الدعاية النازية بالقاهرة، ووجدت فيه خطابًا يفيد بتسليم مبالغ مالية لحسن البنا، مؤسس الإخوان.
ويعلق على تلك الوثيقة، المؤرخ والكاتب الصحفي محسن محمد، في كتابه «من قتل حسن البنا؟»، بأن السلطات المصرية قد تحركت لتفتيش مكتب الصحفي الألماني ستلوبجن بإيعاز من السلطات البريطانية لكشف المؤامرة الألمانية – الإخوانية أمام الملك فاروق والذي كان حسن البنا في ذلك الوقت متحالفا معه بزعم أنه – أي فاروق – خليفة المسلمين والوريث الشرعي للسلطان العثماني بعد انهيار السلطنة، وهم في ذات الوقت يحرضون الشعب المصري والشعوب العربية للخروج في مظاهرات ترحب الغزو الإيطالي بلدانهم هاتفين «إلى الأمام يا روميل»!!
ولم يكتف الإخوان بالدعاية المكتوبة – مدفوعة الأجر – لربط ألمانيا والحاج محمد هتلر بالإسلام، بل قاموا أيضا بتوظيف وتجنيد فريضة الجهاد لخدمة الأجندة الألمانية النازية، فقام الشيخ أمين الحسيني مفتي القدس وعدد من أعضاء الجناح المسلح بتنظيم الإخوان بدعم وتأييد ومباركة هتلر بتشكيل فرقة عسكرية من مسلمي القوقاز والبلقان داخل الجيش الألماني وسُمّيت هذه الفرقة التي انخرطت تحت قوات النخبة النازية بـ «وحدة هاندشر» وضمت 20 ألف مقاتل مسموح لهم بقضاء الشعائر الدينية وتم توفير وجبات اللحم الحلال بالإضافة الى إمامٍ منتمي للإخوان يعظ في عناصرها.
وقام الحسيني بتشكيل هذه الفرقة حينما زار إيطاليا ثم ألمانيا عام 1941، وقابل هتلر للمرة الأولى بعد ثماني سنوات من المراسلات الدبلوماسية. وقد استخدم الحسيني أدبيات وأفكار حسن البنا الإخوانية في وعظ وتشكيل هذا «الحرس الثوري الإسلامي النازي»، حتى أن بعض أبناء تنظيم الإخوان وقتذاك أطلق عليه اسم كتائب الإخوان بالجيش الألماني النازي.
وفي نوفمبر 1944، قام الحسيني وهاينريش هيملر قائد فيلق النخبة النازي، بإنشاء مدرسة للأئمة العسكريين في درسدن، كان لها دورا كبير في «أخونة» المسلمين بجيوش المحور وكان خريجو تلك المدارس هم نواة لحركات مسلحة ظهرت بعد ذلك في بلدان أوروبية وإسلامية وعربية بعد انهيار ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
ولم يكن تحالف الإخوان مع ألمانيا النازية ضد أوطانهم هو أول مراحل الخيانة والحقارة للتنظيم الإرهابي، ولم يكن الأخير في هذا الملف الخسيس للجماعة.
فتاريخ تلك الجماعة منذ تأسيسها على يد المتآمر الأكبر «حسن البنا» مليء بالدسائس والمؤامرات ضد الأوطان والشعوب والحكومات ، حتى أن الخيانة تعد جزءًا اصيلا من عقيدة الإخوان، على مر العصور.
فالجماعة التي تأسست بمنحةٍ مباشرة من شركة السويس البريطانية لحسن البنا، كان هدفها خلق ظهير شعبي يدعم الاحتلال البريطاني لمصر ويجبر الملك فؤاد على الانصياع لجميع قرارات المندوب السامي البريطاني، ويسيطرون من خلاله على ولي العهد الأمير فاروق.
وبالطبع كانت أسهل الطرق لخلق هذا الظهير الشعبي هو «الإسلام السياسي» أو الجماعات الاصولية التي تتمسح في الدين وتلوي عنق الآيات والنصوص لخدمة مصالحها واهدافها حتى لو كانت مخالفة في الاصل للعقيدة الاسلامية!!
وبالفعل، كما يكشف كتاب «لعبة الشيطان» للباحث والصحفي الأمريكي روبرت درايفوس، نجحت بريطانيا في تجنيد حسن البنا واغدقت عليه بأموالها، فأسس جماعة «الإخوان» في مارس عام 1928 ونشر دعاته في ربوع مصر يهاجمون ولي العهد الأمير فاروق ويتهمونه بأنه غير أمين على حكم مصر بعد والده الملك فؤاد فهو «سكير لا يفوق من الخمر ويقضي وقته ما بين صالات القمار وبيوت الدعارة»!!
وزعم البنا وأعوانه أن بريطانيا ليست ضد الاسلام بل إنها تدعم وسطية الاسلام وترحب بالتعاون مع رجال الدين المعتدلين وليس لديها مانع من دعم حكومة إسلامية في مصر تحد من الانحراف الاخلاقي للولي العهد فاروق، وفق زعمهم، وترحب بحاكم آخر لمصر يجهزونه بديلا لفاروق بعد وفاة الملك فؤاد او تخليه عن العرش!!
ويضيف درايفوس، أنّ «الحركة تمتعت خلال ربع قرنٍ على تأسيسها، بالدعم من رجال المخابرات والدبلوماسيين البريطانيين؛ حيث يعرف البريطانيون قوة التشدد الإسلامي باعتبارهم ظلوا لقرنين، يتغلغلون في السياسات الدينية القبلية».
وهكذا كانت بريطانيا هي أول داعم مالي ولوجستي وحليف للإخوان، وهو ما اعترف به صراحة ﻛﻴﻦ ﻟﻔﻨﺠﺴﺘﻮﻥ عمدة لندن، في مؤتمر صحفي عام 2008، قائلاً: «ترتبط بريطانيا بعلاقة جيدة مع ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺗﻤﻮيلاً ﻣﺎدياً ﻣــﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ».
وكانت تصريحات لفنجستون ردا على سؤال لأحد الصحفيين حول السبب في سماح الحكومة البريطانية لقيادة الاخوان الهاربين بالتحرك بلا ضوابط او قيود في المملكة المتحدة رغم التخوفات الدولية من التنظيم لعلاقته الوثيقة بالكثير من الجماعات والتنظيمات الارهابية حول العالم.
المثير أنه بعد عشر سنوات تقريبا من تأسيس الإخوان تغيرت بوصلة حسن البنا واصبح عدو الأمس هو حليف اليوم، وصار الأمير الفاسد السكير فاروق هو أمير المؤمنين المرتقب وطالبوا الشعوب العربية والاسلامية بمبايعته!!
وكتب حسن البنا مقال بعنوان «حامي المصحف» في مجلة الإخوان المسلمين بتاريخ 9فبراير 1937 قال فيه:
«إذا كان كان قد ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه فإنه لا يخدم نفسه فى الدنيا والآخرة فحسب ولكنه يريد أن يؤسس مصر على أفضل المناهج ويسلك بها أقرب الطرق إلى كل خير وهو بذلك يكسب ولاء أربعمائة مليون مسلم فى آفاق الأرض تشرؤب أعناقهم وتهفوا أرواحهم إلى الملك الفاضل الذى يبابعهم على أن يكون حامى حمى المصحف فيبايعونه على أن يموتوا بين يديه جنودا للمصحف وأن الله قد اختار لهذه الهداية العامة الفاروق.. فعلى بركة الله يا جلالة الملك ومن وراءك أخلص الجنود».
وفي كتاب «الملك فاروق والخلافة الإسلامية» ترصد الدكتورة أمل فهمي قصة مبايعة الإخوان للملك فاروق خليفة للمسلمين، فتقول أنه في 29 يوليو 1937 حين تولى الملك فاروق حكم البلاد رسمياً، سارع الإخوان بعقد مؤتمر شعبي للاحتفال وحشدوا 20 ألف شخصا ليهتفوا بمبايعة الملك كما قاموا بتكوين وفود شعبية للذهاب للملك في قصر عابدين ومبايعته «بيعة شرعية أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين» رافعين شعارات مكتوبة بمبايعة الملك على كتاب الله وسنة نبيه داعين لإلغاء الأحزاب وإقامة حكم إسلامي.
ليس هذا فحسب، بل نشرت مجلة النذير الإخوانية، مقالًا شهيرا تحت عنوان (الفاروق يحيي سنة الخلفاء الراشدين) وصفت خلاله الملك بأنه «محيي لسنة الخلافة الراشدة بخطبته في رمضان»
كما أصدر مكتب الارشاد العام أوامره لكل الفروع بالأقاليم للاصطفاف بكل محطات عودة الملك للقيام (بأداء فروض الولاء والاحتفاء بالطلعة المحبوبة).
وكعادتهم لاستعراض امكانياتهم العسكرية ومحاولة تجنييد فريضة الجهاد لخدمة اغراضهم الدنيئة كتب حسن البنا مقالا بعنوان «ملك يدعو وشعب يجيب» قائلا إن: «100 ألف شاب إخواني جاهزين في كتائب كجنود للملك فاروق لخدمته في تطبيق التعاليم الاسلامية ونشرها في أي مكان داخل مصر أو خارجها!!».
وفي 29 أغسطس 1942 تصدرت صورة الملك فاروق وبيده سبحة داخل مسجد، أحد مطبوعات الإخوان وقاموا بتوزيعها في منشورات ولصقها بالشوارع وعلى الجدران، تحت عنوان (الملك المحبوب أيده الله)
وفى مجلة الإخوان العدد 64 الصادر في مايو 1952 أي قبل شهرين تقريبا من ثورة يوليو نشرت مجلة الإخوان صورة الملك فاروق بمناسبة عيد الجلوس الملكي وبجانبها كتبت: «تحتفل مصر اليوم بعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم فاروق الأول ملك مصر والسودان على عرش آبائه وأجداده.. ونحن إذ نرفع إلى مقام صاحب الجلالة الملك فاروق الأول والأسرة المالكة أجمل تهانينا ندعو الله مخلصين أن يجئ هذا العيد الميمون في العام المقبل ووادي النيل يرفل في حلة قشبية من حلل الحرية الحقة والاستقلال الكامل والوحدة المنشودة».
ورغم تلك الكلمات المعسولة التي غازل بها الإخوان الملك فاروق والاسرة الحاكمة الجالسة على عرش «الآباء والأجداد» وفق زعمهم، كانت الجماعة بقيادة مرشدها الجديد حسن الهضيبي تنتظر حركة الجيش المباركة المرتقبة ضد الملك فاروق لتأييدها ومحاولة الانصهار شعبيا فيها.
فقد كان للإخوان خلية سرية تضم عددا من ضباط الجيش والشرطة تم تأسيسها على يد عبد الرحمن السندي المسئول الأول للجهاز السري للإخوان في ذلك الحين، وبرعاية وتدريب مباشر من القيادي الإخواني القطبي صالح عشماوي، وتولى ملف التجنيد وضم عناصر جديدة لها من ضباط وجنود الجيش والشرطة ضابط الشرطة الاخواني صلاح شادي.
وكانت تلك الخلية تعلم بحركة الضباط الاحرار وتنتظر إعلانها تنحي الملك فاروق لتنضم للضباط الاحرار وتساندها الجماعة بمظاهرات شعبية تؤيد التخلص من الملك الفاسد فاروق!!
واستغل الاخوان حالة الغضب التي انتشرت بين افراد وضباط الجيش المصري بشكل خاص والجيوش العربية بشكل عام عقب حرب فلسطين وهزيمة عام 1948 وما تردد خلالها عن الاسلحة الفاسدة ليثيرون الغضب سرا ضد الملك فاروق رغم تأييدهم له في العلن
وبالفعل بمجرد تلاوة البكباشي أنور السادات لبيان حركة الجيش في يوليو 1952 بالإذاعة المصرية والإعلان الرسمي لظهور الضباط الأحرار سارعت قيادات الاخوان بإعلان تأييدهم لحركة الجيش المباركة ووصفوها بأنها نواة «طيبة» لقيادة الجيش الاسلامي الذي سيحرر فلسطين ويرد المسجد لأقصى الأسير للمسلمين ويزيل غمة الحكم الفاسد لعائلة محمد علي التي احتلت عرش وحكم مصر!!
ولم يكتف الإخوان بالتأييد لحركة الجيش وقائد مجلس قيادة الثورة محمد نجيب بل بدأوا بالفعل في التواصل مع قادة الثورة عن طريق عدد من الضباط الأحرار والذين لهم علاقة مباشرة بالسندي وصلاح شادي، ومنهم عبد المنعم عبد الرءوف، وكمال الدين حسين، وسعد حسن توفيق، وخالد محيي الدين، وحسين حمودة، وصلاح الدين خليفة.