ياسر حسني يكتب: قوات النخبة GIS.. الذراع الأمنية للمخابرات العامة المصرية
نخبة من قوات الحراسات الخاصة.. لا يعرف أحد شخصياتهم ولا أسمائهم.. لا يظهرون إلا نادرًا.. فإن ظهرواً علناً فاعلم أن الأمر جلل.. لذا تحتبس الأنفاس عندما تظهر للأعين هؤلاء الرجال بستراتهم التي تحمل حروف G.I.S.. إنهم قوات “النخبة” التابعة للمخابرات العامة المصرية.
هذه القوات تمثل الذراع الأمنية لجهاز المخابرات العامة المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، وتظهر فقط في العمليات الأمنية الكبرى، ذات الطبيعة الخاصة جدًا، مثل تأمين وصول شخصيات رسمية رفيعة المستوى إلى مناطق مشتعلة الأحداث، أو تستلزم وجود أمني من نوع خاص، مثل زيارة الوزير عباس كامل مدير المخابرات العامة إلى غزة
وكذلك يظهرون لتأمين وصول المطلوبين بجرائم إرهاب للأمن المصري، مثلما حدث عن تسلم مصر الإرهابي هشام عشماوي من الجيش الوطني الليبي.
سر اسم GIS
وقوات النخبة GIS يأتي اسمها اختصارًا لـ General Intelligence Service وهي قوات تتبع جهاز المخابرات العامة المصرية، وتعتبر واحدة من الفرق الأمنية التي يخضع عناصرها لدرجات عالية جدا من التدريب، وتتكون من مئات العناصر الذين تلقوا تدريبا خاصا جدا، ويتم تزويدهم بعتاد عسكري متطور للغاية، حيث يمكنهم استعمال كافة أنواع الأسلحة.
ويتم اختيار عناصرها من بين ضباط الجيش والشرطة المتميزين، ويحصلون بعد اختيارهم على دورات تدريبية عالية المستوى خاصة في مجال تأمين الشخصيات الهامة وتتبع العناصر الإرهابية، كما يمتاز عناصر هذه الفرقة، باتقان جميع أنواع القتال وفنون التدخل التكتيكي، حيث تكون معظم مهام قوات النخبة هي التعامل مع حالات الاختطاف وتحرير الرهائن، فضلا عن الاعتداءات الإرهابية، والتعامل مع إرهابيين يصنفون بأنهم شديدي الخطورة.
ويجب عليهم امتلاك القدرة على الانتشار السريع والفعال خلال وقت قليل جدا، كما يتدرب عناصر هذه القوات على الفنون القتالية المختلفة وتفكيك المتفجرات ودراسة أيديولوجية الإرهابيين، كما يتلقى أفرادها تدريبا استثنائيا من أجل القيام بمهمات غير اعتيادية في مناطق خطرة، تخدم مصالح الدولة العليا، وعادة ما تُحاط هذه القوات بسرية كبيرة ولا يُكشف للعامة عن كيفية تدريبها أو عددها أو حتى المهام الموكلة إليها.
ظهور خاص
كان أول ظهور علني لقوات النخبة GIS في مايو 2019، أثناء تسلم مصر الإرهابي الخائن هشام العشماوي، المتهم بقيامه بتدبير عددٍ من الهجمات الإرهابية على أهداف أمنية مصرية.
إذ تسلمته مصر من قوات “الجيش الوطني الليبي”، بعد القبض عليه في ليبيا، في عملية مشتركة بين الجيش الليبي والمخابرات المصرية، حيث كان الإرهابي هشام عشماوي، يقاتل في صفوف تنظيم القاعدة، وكان يلقب بـ”أمير المرابطين”، وكنيته (أبوعمر المهاجر)، وسبق أن تحالف في ليبيا مع “كتائب أبوسليم”، وشكَّل “مجلس شورى مجاهدي درنة” عام 2015.
ويأتي ظهور هذه القوات الخاصة في مشاهد نقل الإرهابي هشام عشماوي من ليبيا إلى مصر، كرسالة تأكيد على قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على حماية الوطن والدفاع عنه، في كل زمان ومكان، من خلال التعامل مع العناصر الإرهابية الخطرة، أمثال عشماوي الذي شارك في “مذبحة كمين الفرافرة”، في 19 يوليو 2014، التي استشهد فيها 22 مجندا، بالإضافة إلى أنه شارك في تنفيذ “مذبحة العريش الثالثة”، التي وقعت في فبراير 2015، واستشهد فيها 29 فردا من القوات المسلحة.
رسالة طمأنينة
كما أن ظهور عناصر قوات النخبة GIS في العلن، جاء لبعث رسالة طمأنينة للشعب المصري، والتأكيد على أن دولة 30 يونيو تختلف عما قبلها، فهي لن تقبل بالمساس بأمن الوطن سواء من الداخل أو الخارج، وتحقق كلمات الرئيس السيسي بأن “كل من أخطأ في حق هذا الوطن سينال حسابه”.
وبعد عامين، وفي مايو 2021 كانت المرة الثانية التي تظهر فيها قوات النخبة المصرية GIS أمام شاشات الفضائيات، عندما قامت عناصر من تلك الفرقة بتأمين زيارة مدير المخابرات الوزير عباس كامل المكوكية بين تل أبيب وغزة ورام الله، في إطار جهود تعزيز وقف إطلاق النار الذي توصلت له الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، وكذلك بحث خطط إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه.
وجاء ظهور قوات النخبة GIS في تأمين تلك الزيارة لمدير المخابرات العامة المصرية، كرسالة تأكيد على قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على حماية مسئوليها في شتى بقاع الأرض حتى في المناطق الأكثر اشتعالًا في العالم، والتي عادة ما يخشى البعض زيارتها أثناء اشتعال الأحداث بها خوفًا على حياتهم وسلامتهم!
نفس الاختصار
جدير بالذكر أن القوات الأمنية الخاصة في أجهزة المخابرات، منتشرة في العديد من دول العالم، بل يحمل بعضها نفس التسمية، أو الاختصار، فهناك قوات GIS الإيطالية، وتعتبر أفضل وحدة للاستجابة التكتيكية داخل الشرطة العسكرية الإيطالية منذ إنشائها في عام 1978، وتم إلحاقها على جهاز المخابرات الإيطالية لتنفيذ مهام خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
كما يوجد قوات جزائرية خاصة تسمى قوات التدخل الخاصة، تحمل نفس الاختصار GIS منذ إنشائها عام 1987، حيث كانت تتكون في البداية من 300 عضوٍ، قبل أن يتم زيادة عناصرها وإلحاقها بأمن ومخابرات الرئاسة الجزائرية في وقت لاحق.