تظل الأحلام تراود الإنسان طوال عمره.. منذ مولده.. وحتى مماته..
ما بين «أحلام النوم».. والتي لا يملك من أمرها شيئًا..
و«أحلام اليقظة» وأمنياته، التي يتمنى تحقيقها.. أو تحقيق جزء منها..
ومنذ يبدأ المرء في إدارك ما حوله، وهو طفل لم يتجاوز السادسة من عمره بعد، أو أقل من ذلك أو أكبر قليلًا، يبدأ أيضًا مرحلة الأمنيات وأحلام اليقظة..
فيتمنى أن يشتري لعبة ما، من بين آلاف الألعاب، التي يراها حوله فى كل مكان، بل قد تكون أقصى أحلامه فى تلك المرحلة هو شراء «لعبة».. أية لعبة.. مهما كان نوعها أو ثمنها.. إذا كان والده أو أسرته لا يملكون من حطام الدنيا، ما يكفي لشراء قوت يومهم.. فكيف يشترون له لعبة؟!..
أو يحلم بشراء «طقم جديد» من الملابس التي يراها في المحلات أو يرتديها أصدقائه أو يشاهدها في التليفزيون.. «طقم جديد» له مواصفات محددة.. من بين آلاف الأشكال من الملابس، التي تزدحم بها الأسواق والمحلات والمولات وشاشات التليفزيون..
وقد يكون حلمه.. شراء «طقم جديد».. ولكن لأول مرة فى حياته.. بعد أن يكون قد ملّ من تلك الثياب، التي يحصل عليها من الأقارب والجيران، أو من أرباب عمل والده أو والدته.. والذين يمنحونها إليهم بعد أن تكون «صغرت على أبنائهم» أو «دابت قماشتها»!!..
إنه حلم «الستر من جيب بابا».. وليس الستر من «دولاب الآخرين» وبقايا استهلاكهم!!..
أو قد يكون الحلم.. أن يصبح الطفل طبيبًا أو مهندسًا أو ضابطًا.. رغم أنه ما زال في «أولى ابتدائي» أو حتى في المرحلة الإعدادية..
أو قد يكون أقصى أحلامه وأمنياته.. أن «يدخل المدرسة» بعد أن اقترب من عامه العاشر، ولم يلحقه والده بالتعليم لـ «ضيق ذات اليد»!!.. أو بالبلدي كده.. «العين بصيرة والإيد قصيرة»!!.. كما تردد والدته دومًا أمامه.. كلما سألها عن سبب عدم التحاقه بالتعليم.. مثل أبناء عمومته وأخواله، أو حتى جيرانه ممن هم في مثل عمره أو أقل..
أحلام عديدة.. تراود الإنسان منذ بدايات إدراكه.. بعضها قابل للتحقيق وغالبيتها تطحنها الأيام والسنون.. فينتهي إلى العدم ويصبح «أثرًا بعد عين»!!..
ويظل الإنسان يحلم..
ويحلم..
ويحلم!!..
يحلم.. بمستوى اجتماعي محدد.. أو حبيبة وزوجة محددة.. أو حتى حلم عام يخص الأهل والوطن..
أحلام..
وأحلام..
وأحلام!!..
نعيشها منذ الميلاد.. وحتى الممات..
نحاول تحقيق ما نشاء منها أو ما نستطيع تحقيقه وفقًا لظروفنا وتغير أفكارنا وطموحاتنا.. أو نتخلى عن بعضها دونما مجهود يذكر.. أو بعد فترة من محاولات عديدة لتنفيذ هذا الحلم ولكننا نجد صعوبة في ذلك.. أو لا نستطيع فعل ذلك..
ومن بين أحلام العمر وأمنياته وطموحاته يظل «حلم منتصف العمر» له مذاق خاص أو شأن رفيع!!..
إنه الحلم الذي يسيطر علينا فى منتصف العمر الافتراضي للإنسان!!..
ما بين الثلاثين والأربعين من أعمارنا!!..
بعد أن يكون عقلنا قد وصل إلى مرحلة النضج.. ووصلنا إلى عمر يسمح لنا بالاختيار بين «المتعدد».. مما يحيط بنا..
بعضنا يكون قد تزوج وأنجب.. أو في سبيله إلى ذلك..
والبعض الآخر يكون قد التحق بوظيفة «مضمونة».. أو أنشأ مشروعه الخاص.. أو في سبيله إلى ذلك..
خلال تلك المرحلة من عمر الإنسان يسيطر عليه حلم ما.. أن يُكوّن أسرة سعيدة «وقوية!!».. أو يستحوذ على منصب قيادي فى عمله.. أو يتوسع فى نشاطه الخاص أو المهني الذي يمارسه..
أو يحلم بتجربة «خاصة ومثيرة ومتميزة» يريد أن يخوضها..
أو يكون حلمه ذي طابع عام.. أو أسري.. كأن يحقق حلم والده ووالدته بزيارة «بيت الله الحرام».. أو أن يعيش في وطن ديموقراطي.. أو مجتمع فاضل.. أو دولة «عظمى»!!
أحلام عديدة.. ومتعددة.. ومعقدة.. أو بسيطة!!.. يسيطر أحدها على المرء في هذا العمر ويتمنى تحقيقه.. سواء كان وليد تلك الفترة من عمره.. أو كان من أحلام الطفولة وظل في عقله حبيسا حتى يبلغ منتصف العمر ليبدأ فى تحقيقه..
ومهما حقق الإنسان من أحلام وأمنيات وطموحات فى حياته.. سابقة لهذا الحلم أو لاحقة له.. يظل «حلم منتصف العمر» هو الأكثر سيطرة عليه.. ويشعر بأن عمره أو جزءًا كبيرًا منه قد ذهب هباء.. لو لم يحقق فيه هذا الحلم..
وقد ظل إنشاء وإدارة «كيان إعلامي ثقافي اجتماعي غير مسيس أو موجه».. يهتم بالمعلومة الصحيحة، قبل اهتمامه بالسبق الصحفي، وانتزاع الصدارة من السابقين.. حلم يروادني منذ بدأت أدخل مرحلة «الأحلام».. حتى وأنا طفل صغير!!.. وإن كان الحلم في هذا الوقت غير مكتمل أو ناضج نتيجة صغر سني وإداركي..
وقد وصل هذا الحلم إلى ذروته بعد أن دخلت مجال الإعلام.. وشاهدت كيف تدار تلك المؤسسات الإعلامية والصحفية والثقافية.. العامة منها والخاصة!!
ولأنني قد غادرت «منتصف العمر».. وتجاوزت عامي الخامس والأربعين.. واقتربت من نهاية رحلتي الزمنية في تلك الدنيا.. «إن كان لا يزال في العمر بقية».. فقد سيطر على تفكيري وحياتي هذا الحلم..
وتمنيت أن أحققه.. قبل «فوات الآوان»!!
سواء بشكل فردي أو جماعي..
وبدأت فعلًا فى الانتقال من مرحلة الأحلام والتفكير.. إلى التخطيط والتنفيذ..
باذلًا ما أقدر عليه وأملكه.. وتاركًا النتيجة.. من نجاح أو فشل «لا قدّر الله».. إلى ما كتبه الله وقدّره لي ولحلمي..
سائلًا المولى عز وجل ألا يضيع مجهودي وأن يكلل عملي بالنجاح..
وأن تصبح شبكة بلاحدود pla7odood.com الثقافية.. هي نواته الأولى.. نواة أكبر مشروع إعلامي ثقافي فى الوطن العربي.. مشروع إعلامي ثقافي «غير مسيس أو موجه».. يهتم بالمعلومة قبل اهتمامه بالسبق الصحفي.. لا يحكمه رأس المال أو الإعلانات بل قارئ يبحث عن المعلومات والخدمات..
ولأن العمر صار أقصر من أن تحقق فيه «جلّ أحلامك».. فلن أضيعه فى الحديث عن حلمي «بلا حدود».. بل سأبدأ فى تنفيذه.. وأترك لكم الحكم.. والدعم.