وحيد حامد يكتب: كما هو متوقع تمامًا..
جماعة الإخوان صاحبة العقيدة الفاسدة تتمنى وتدعو بالنصر لجيش العدوان التركى فى غزوته الهمجية على الشعب الليبى ــ ليست الجماعة فقط، وإنما كل من تعلق فى ثيابها أو تعاطف معها، جماعة مثل شجرة «السنط» لا تنبت إلا الشوك والصمغ، ومنذ نشأتها وحتى الآن، لا تعرف ولا تؤمن بأن هناك وطنًا، لأنها لا تعرف الانتماء، وأغلقت عقلها على الفكر الشارد الضال، فصار مثل الصندوق الأسود لا يستقبل ولا يرسل إلا ما بداخله..
ولأن معركة الشعب الليبى ضد الاحتلال التركى الذى جلبه إلى بلاده رئيس حكومة ذليل ومنكسر ومهزوم أمام إرادة شعبه المدعومة بالبرلمان مع الجيش الليبى، وبدلاً من أن يرحل فى سلام يستقوى ويستدعى عدوًا أحمق ومتهورًا وسفك الدماء غريزة أسياسية، ومذابح الأرمن الشهيرة خير شاهد على ذلك..
هذا «السراج» باع وطنه فى لحظة ودون أى حسابات، لأنه ومنذ البداية وكأى إخوانى لا يعرف قيمة الوطن، ولا يؤمن بها، ولا يقدر قيمة الأضرار الناتجة عن هذا الفعل الطائش.. والأمر المحزن فى نفس الوقت هو موقف رئيس الدولة التونسية الجديد، الذى استقبل الطاغية التركى بترحاب شديد، وإذا ثبت دخول القوات التركية إلى الأراضى الليبية عبر تونس، فهذا الرجل هو الآخر فى رقبته دماء كل مواطن ليبى سيقتل على يد جيش الغزاة، مما يدل دلالة قاطعة على أن منهج الإخوان فى كل مكان وزمان قائم على الغدر والخيانة وبيع الأوطان.
أتذكر بعد الثورة على حكم الإخوان فى مصر عندما اندفعت الكتائب الإعلامية الإخوانية تبشرنا بقدوم الأسطول السادس الأمريكى لاحتلال البلاد وتثبت حكمهم، وذلك لأن الخيانة وبيع الأوطان بلا ثمن مقابل أن يتمكنوا من الحكم، وأن تكون لهم دولة ثم خلافة، ثم إن البعض لا يريد أن يتعلم من التاريخ القريب، وأن إرادة الشعوب لابد أن تنتصر فى النهاية، فقد عاشت جماعة الإخوان فى مصر طوال سنوات عمرها، بين مد وجزر حتى رحلت دون اقتلاع جذورها أو تدمير خلاياها المتشعبة، ولذلك علينا أن نحترس من النار التى تحت الرماد فى معركتنا القادمة والتى هى دفاع مشروع عن أمن وسلامة وقدسية الوطن..
وعليه فإن سلامة الجبهة الداخلية وصمودها أمام الشدائد هما أول مفاتيح النصر، وإذا كتب علينا القتال فلابد من خوض المعركة.