هل كانت الهجرة إلى يثرب هي أول هجرة في الإسلام؟
تفاصيل رحلة هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة
أول هجرة في الإسلام، ليست كما قد يتخيل البعض هى هجرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة (يثرب)، ولكنها في الحقيقة، كانت تلك التى قام بها عدد غير كبير من أوائل المسلمين إلى الحبشة، فارين من تعذيب كبار كفار قريش لهم، وكان غالبية المهاجرين من الضعفاء، والذين لا ينتمون إلى العائلات الكبيرة بقريش، أو من المرافقين لهم، دعمًا لموقفهم أمام النجاشي، حاكم تلك المملكة الأفريقية العريقة في هذا الزمان.
أول هجرة في الإسلام إلى الحبشة
كانت أول هجرة في الإسلام إلى الحبشة، وتمت تحديدًا في شهر رجب من العام الخامس للبعثة النبوية وشارك فيها فقط أحد عشر رجلًا، ومعهم أربع نسوة، وقد خرج هذا النفر القليل مُشاةً إلى البحر، هربًا من صنوف العذا بالتي أذاقهم لها كفار قريش، وعلى ساحل البحر الأحمر استأجروا سفينة لتنقل إلى الحبشة وكلفهم الأمر نصف دينار، وظلوا بالحبشة بعض الوقت حتى بلغهم أهل مكة قد أسلموا، فأغراهم ذلك بالرجوع لديارهم، وبالفعل عاد بعضهم لمكة، ولكنهم صدموا بأن الأمر غير صحيح، وكادت قريش أن تفتك بهم، ولكنهم تفادوا ذلك وعادوا مسرعين للحبشة، ومعهم أكثر من ثمانين رجلًا، فيما عرف باسم الهجرة الثانية إلى الحبشة، والتى كانت البداية الحقيقة لتفكير المسلمين الأوائل فى الخروج من مكة للأبد، وهو ما مهد الطريق للهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة) بعد ذلك.
هجرة المسلمين الى الحبشة واستقبال ملكها لهم
عندما وصل المسلمون إلى الحبشة خلال أول هجرة في الإسلام، كان ملك البلاد النجاشي في استقبالهم مرحبًا بهم، وتكرر نفس الأمر عندما زاد عدد المسلمين مع الهجرة الثانية للحبشة، وهو ما أثار قلق قريش فأرسلت وفدًا من رجالها على رأسهم عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة، وبالطبع بعثت معهما بالهدايا إلى النجاشي، وكبار المملكة من البطارقة، وطلبت منه أن يعيد إليها الفارين من رجالها من المسلمين، بحجة أن غالبيتهم من العبيد ومن صغار القوم، فلم يأخذ النجاشي بقولهم وطلب من المسلمين أن يتعرف علي دينهم الجديد وسبب فرارهم من بلادهم وأهلهم..
فقام جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) بالتحدث بين يدي الملك نيابة عمن هاجروا من مسلمي مكة، فقال: كنا قوماً على الشرك، فنعبد الأوثان، ونسيء الجوار، ونأكل الميتة، ونستحل المحارم. فبعث الله إلينا نبيًّا (عليه الصلاة والسلام) من أنفسنا، ونحن نعرف وفاءه، وأمانته وصدقه، فدعانا إلى عبادة الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأن نصل الرحم، وأن نحسن الجوار، وأن نصلي ونصوم .. وعندما سمع منه النجاشي صدر سورة مريم بكى من تأثره بكلامها، وكذلك فعل أساقفته، ثم قال لجعفر: إن هذا الكلام (يقصد القرآن الكريم) ليخرج من المشكاة (التوراة) التي جاء بها موسى، فانطلقوا راشدين.
أسماء الذين هاجروا الى الحبشة
وهكذا فشلت محاولة قريش الأولى لإفساد أول هجرة في الإسلام، ولكن داهية العرب عمرو بن العاص لم ييأس فقرر أن يبذل محاولة أخرى في اليوم التالي، فطلب من النجاشي أن يسألهم عما يقوله القرآن الكريم عن نبي الله عيسى (عليه السلام) لأن الملك وحاشيته من المسيحيين، فأرسك النجاشي مرة أخرى إلى جعفر بن أبي طالب، وسأله فقال له: هو عبد الله ورسوله وهو كلمته ألقاها إلى السيدة مريم العذراء البتول، فأعجب الملك بقوله ورد عليه: ما عدا عيسى بن مريم (عليه السلام) مما قلت هذا العود، وهكذا حسم أمره، وأعلن أن جميع من حضروا للحبشة في الهجرتين الأولى والثانية هم في حمايته ولن يغادروا بلاده إلا برغبتهم، وهكذا استقر المقام بأكثر من 80 مسلمًا بالحبشة، نذكر منهم:
عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وهو أول من هاجر للحبشة، وكانت برفقته إمرأته (زوجته) رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
عبد الله ابن جحش, ومعه أخوه عبيد الله, وكذلك إمرأة عبيد الله وتدعى أم حبيبة
عثمان ابن مظعون
مصعب ابن عمير
عبد الرحمن بن عوف.
جعفر ابن أبي طالب، وكان المتحدث باسم المهاجرين الأوائل، ورافقته إمرأته أسماء بنت عُميس، وقد ستقرا لوقت طويل بالحبشة، حتى أنهما قد أنجبا بها أولادهما محمد وعون وعبد الله.
الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد
الحارث بن خالد بن صخر, وصاحبته إمرأته وتدعى ريطة بنت الحارث اليتمية, واستقرا بالحبشة وانجبا فيها أولادهما موسى, وزينب, وعائشة, وفاطمة
جهم بن قيس بن شرحبيل، هو أحد أقارب الرسول (صلى الله عليه وسلم) فجده هو هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار (جد الرسول) وكانت معه إمرأته وتدعى أم حرملة وهي بنت عبد الأسود بن جزيمه، وصحبه أيضًا ابنيه عمرو وخزيمة
الحارث ابن الحارث بن قيس بن عدي السهمي, وإخوته : أبو قيس, ومعمر, وسعيد, والسائب, وبشر, وأخ لهم من أمهم اسمه سعيد بن عمر
سعد بن حُولة , حليف لبني عامر بن لؤي
حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وَدُ
خالد بن سعيد بن العاص , وأخوه عمرو ومع خالد إمرأته أُمينه بنت خلف بن سعد بن عامر الخزاعية , وولدة له هناك سعيداً وأم خالد أمة ومع عمر إمرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية الكناني.
حاطب وحطاب أبناء الحارث بن معمر الجمحي, ومع حاطب : أمرأته فاطمة بنت المجلل العامري, وولدت له هناك محمداً والحارث ومع حطاب إمرأته فكيهه بنت يسار
فُنيس ابن حزافة بن قيس بن عدي السهمي وأخواه : عبد الله, وقيس
السائب بن عثمان بن مظعون, وعماه : قدامة, وعبد الله.
سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي وأمرأته حسنة وابناهما جابر وجنادة وإبنها شرحبيل بن عبدالله بن المطاع الكندي .
سعد بن عبد لقيط بن عامر الفهري .
سهيل بن بيضاء وهي أمه وإسم أبيه : وهب بن ربيعة الفهري .
عامر ابن أبي وقاص , أخو سعد .
سويط بن سعد حرملة العبدلي .
شمس بن عثمان بن الشديد المخزومي , وإسمه عثمان أيضاً .
طُليب بن عمير بن وهب .
عامر بن ربيعة , وإمرأته ليلى العدوية .
عبدالله بن سفيان بن عبدالأسد بن هلال المخزومي , وأخوه هبار .
عبدالله بن سهيل بن عمرو العامري , وعماه سليط , والسكران , وأمرأته سودة بنت زمعة .
عبدالله بن مخرمة بن عبدالعُزى .
عبدالله بن مسعود الهزلي , وأخوه عتبه .
عتبة بن غزوان بن جابر المازني , حليف بني نوفل .
عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حزافة بن جمح .
عثمان بن عبد غنِم بن زهير بن أبي شداد .
عدي بن نظلة بن عبدالعزى العدوي , وإبنه النعمان .
عروة بن عبدالعزى بن حُرثان العدوى .
أمية بن الحارثة بن أسد .
عمر بن أبي سرح بن أبي ربيعة .
عمر بن عثمان بن عمرو التيمي , عم طلحة .
عمير بن رئاب بن حذيفة السهمي .
عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي .
عياض بن زهير بن أبي شداد .
فراس بن النضر بن الحارث بن كَلَدة .
قيس بن عبدالله , حليف بني أمية بن عبد شمس , وإمرأته بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب
مالك بن ربيعة بن قيس العامِري : وإمرأته عمرة بنت أسعد بن وقدان بن عبد شمس العامِريةُ .
محمية بن جزأ الزبيدي , حليف بني سهم .
المطلب بن أزهر بن عوف , وإمرأته : رملة بنت أبي عوف بن صبيرة السهمية , وولدة له هناك : عبدالله .
المقداد بن الاسود , تبناه الأسود بن عبد يغوث فنسب إليه , وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة .
معتب بن عوف بن عامر الخزاعي .
معمر بن عبدالله بن نضلة العدوي .
معيقي بن أبي فاطمة الدوسي , حليف لبني عبدالعاص بن أمية .
هشام بن أبي حزيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزون .
هشام بن العاص اخو عمرو .
يزيد بن زمعة الأسود .
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة , وإمرأته سهلة بنت سهيل , وولدت له هناك محمداً .
أبو سيرة بن أبي رهم العامري , وإمرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو .
أبو سلمه بن عبد الأسد وإمرأته : أم سلمة بنت أبي أمية .
أبو عبده بن الجراح وأختلف في عمار بن ياسر وعد بعض أهل السير أبو موسى الأشعري فيمن هاجر، رضي الله عنهم أجمعين
هجرة المسلمين الى المدينة
ومما يثبته المؤرخون فإن معظم من شاركوا في أول هجرة في الإسلام إلى الحبشة أو في الهجرة الثانية والذين ذكرنا بعضًا من أسمائهم في الفقرة السابقة، قاموا بعد ذلك بالمشاركة في المهاجرة إلى المدينة بعدما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) إليها، وبعضهم كان سباقًا للهجرة، والبعض الآخر قد تريث قليلًا، وكان من بين من تأخروا في اللحاق بالنبي (عليه الصلاة والسلام) بالمدينة جعفر بن أبي طالب ومعه نفر من مهاجري الحبشة، فقد انتظروا حتى فتح خيبر في العام السابع من الهجرة (سنة 7هـ)، وذلك انتظارًا لأن يستقر الإسلام بالمدينة، وتقوى شوكة المسلمين.