التاريخ الحقيقي لتوقيت مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
هل ولد النبي عليه الصلاة والسلام حقًا يوم الاثنين؟
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحداث المهمة التى تشغل بال العديد من المسلمين سواء من الأشخاص العاديين أو من الباحثين والمتخصصين في مجال الدراسات الإسلامية وذلك لأن هناك اختلافًا في التاريخ الحقيقي لميلاد النبيى المصطفى (عليه الصلاة والسلام) وهل حدث فعلًا في 12 ربيع الأول وهو الوقت الذى نحتفل فيه سنويًا بذكرى المولد النبوي الشريف أم أنه قد حدث قبل ذلك أو بعده وما هو التوقيت الميلادي الموافق لهذا اليوم العظيم..
أسئلة عديدة قد تدور في ذهنك وستعرف الإجابة عنها في سياق هذا المقال من منصة بلاحدود .
مولد الرسول ونشأته
يعد مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو أعظم إطلالة علي البشرية للرحمة الإلهية، وهذا مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، وهي بالطبع لا تقتصر على من شهدوا هذا الحدث العظيم في زمان ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام أو حتى من عاشوا إبان بعثته بالرسالة وانتشار الإسلام، بل إن تلك الرحمات تمتد على مدار التاريخ البشري بأسره وإلى أن تقوم الساعة..
ولكن متى كان توقيت ميلاد رسولنا الكريم؟..
الرأى الراجح في ذلك هو أن المصطفى (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قد ولد فى يوم الاثنين، وكان ذلك وقت طلوع الفجر، لاثنتى عشرة ليلة قد خلت من شهر ربيع الأول، وهو الرأي الأرجح كما قلنا ولهذا فإن المسلمين عبر العصور يحتفلون بذكرى مولد الحبيب (عليه الصلاة والسلام) في هذا الموعد من كل عام (12 ربيع الأول).
مولد النبي بالميلادي
أما عن التاريخ الصحيح لتوقيت مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في التقومي الميلادي فهو على أصح الآراء أيضا كان يوم الثانى والعشرين (22) من شهر أبريل (4) عام 572 ميلادية (أي 22-4-572 م)، ومن المعروف أن هذا الشهر الميلادي (أبريل) هو أول الشهور الكاملة في فصل الربيع (والذي يبدأ 21 مارس) وهو ما يعني أن توقيت ميلاد النبي الكريم كان في فصل الربيع، موسم تفتح الزهور، وفيه تغرد الطيور، وتسعد الحياة، وهو ما يتناسب مع حدث المولد النبوي المبارك فهل هناك من هو أعظم من المصطفي ( عليه الصلاة والسلام ) لتسعد الدنيا باستقباله؟ ..
بالتأكيد لا يوجد.
قصة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
كان مولد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، كما قلنا في يوم الاثنين 12 ربيع الأول الموافق 22 أبريل لعام 572 ميلادية وهذا هو أكثر الآراء رجحانًا مما توارد في تحديد موعد ميلاده الشريف ويؤكد ذلك، ما رواه الإمام مسلم عن أبى قتادة الأنصارى (رضى الله عنه): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت – أو أنزل علي – فيه»، كما أكده عبد الملك بن هشام في كتابه الشهير “السيرة النبوية”: [ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل] اهـ – (1 / 158، ط. الحلبي)..
ولقد كان مولد النبي صلي الله عليه وسلم في عام أطلقت عليه قريش اسم (عام الفيل)، وذلك لواقعة أبرهة الحبشية وفيله المشهور ومحاولته الفاشلة لهدم الكعبة، وكان ذلك فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وقد كانت ولادته (صلى الله عليه وسلم) فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.