ياسر حسني يكتب: واحد من محرري «أكتوبر»
كانت وما زالت وستظل مجلة «أكتوبر» مطبوعة صحفية لها طبيعة خاصة تختلف عن غيرها من الصحف والمجلات المصرية.. القومية والحزبية والخاصة!!
فهي المجلة الوحيدة التي صدرت بقرار جمهوري!!..
نعم هو قرار شفهي وليس مكتوبًا ومحفوظًا في مكاتبات رئاسة الجمهورية..
ولكنه معلوم ومثبت على صفحات الأعداد الأولى من مجلة أكتوبر وتم توثيقه بشكل كامل فيما تم نشره بعد عام من صدورها بقلم الأستاذ أنيس منصور، مؤسس المجلة والأب الروحي للمنتمين إليها من صحفيين وإداريين وعمال خاصة الأجيال الأولى الذين عاصروه..
فالرئيس السادات كان صاحب فكرة صدور مجلة تحمل اسم أهم نصر عسكري في التاريخ العربي الحديث وهو انتصار الجيش المصري على العدو الصهيوني في حرب أكتوبر 1973.
كما شارك الرئيس السادات في اختيار الماكيت الأساسي للمجلة وأسماء أبوابها الصحفية، فضلًا عن أنه دعمها بحوارات وانفرادات لم تتح لغيرها من الصحف والمجلات..
بل كان لمحرري «أكتوبر» سبق وتميز لم يحدث مع غيرهم من الصحفيين في شتى المطبوعات الصحفية المصرية وهو أنه تم دعوتهم جميعًا للقاء خاص مع الرئيس السادات في منزله بميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية..
وهو اللقاء الذي حرص الأستاذ أنيس منصور على توثيقه ونشره على صفحات المجلة في موضوع ذيّله بتوقيع «واحد من محرري أكتوبر»!!
وكان أنيس منصور.. فيلسوف الصحافة المصرية.. مصرًا على اعتبار نفسه واحد من محرري «أكتوبر» مثل أي واحد من تلاميذه وتلاميذ تلاميذه.. فلم يتكبر عليهم رغم شأنه ومكانته وقربه من رأس الدولة!!
وكانت بساطة وتلقائية وعفوية أنيس منصور ميزة أخرى انفردت بها «أكتوبر»، فرغم أنه كان يجمع بين منصبي رئاسة مجلس الإدارة والتحرير فضلًا عن قربه من الرئيس، بالإضافة إلى علاقاته الوثيقة بقادة وزعماء ومسئولين حول العالم، ورغم أنه كان قبل ذلك كله «أسطورة صحفية» إلا أنه كان حريصًا على التعامل المباشر مع جميع كتيبة «أكتوبر» ونقل خبراته إليهم بسلاسة مثيرة للدهشة!!
وبالفعل خلق أنيس منصور جيلًا ذهبيًا من الصحفيين كان لبعضهم شأنًا كبيرًا في بلاط صاحبة الجلالة بعد ذلك، وأسس مدرسة صحفية «ذات طبيعة خاصة» ما زالت وستظل قائمة إن شاء الله..
ربما أصابها المرض في وقت ما ولكنها أبدًا لن تموت..
وسيظل كل ابن مخلص لها فخورًا دومًا بأنه «واحد من محرري أكتوبر»!
تم نشر هذا المقال لأول مرة في عيد ميلاد مجلة أكتوبر الـ 45