ياسر حسني يكتب: .. وقيدت الجريمة «ضد مبسوط»!
«مجزرة لطيور الزرزور في روما ليلة رأس السنة»..
هكذا وصف فرع المنظمة الدولية لحماية الحيوانات بإيطاليا، العثور على عشرات الطيور النافقة، معظمها لطائر الزرزور، متناثرة على الأرض.
وحاولت المنظمة، على مدار أسبوعين، دفع السلطات لفتح تحقيق جنائي ضد المشاركين في احتفالات الكريسماس، فيما وصفوه بأنه «جريمة ضد الطبيعة والكائنات الحية».
وأكدت أن السبب هو إطلاق الألعاب النارية بغزارة مما أفزع الطيور فماتت بالسكتة القلبية أو تدافعت واصطدمت بأسلاك الكهرباء!
ولكن الجهات الرسمية اعتبرت أن «الفاعل مجهول»، فلا يمكن التحقيق مع كل المشاركين في الاحتفالات، وبررت إطلاق الألعاب النارية بأنه «تعبير عن الفرح» ولا يمكن محاكمة شخص على أنه «مبسوط»!
ولم تكن طيور الزرزور هي الوحيدة ضحية «انبساط واحتفال الإنسان»، إذ تعاني معظم الحيوانات – للأسف – من تجني «أبناء آدم» عليها لكي يشعروا بالسعادة!
فحدائق الحيوان حول العالم تعتبر أحد أهم مصادر الترفيه للإنسان وأبنائه وأحفاده، كما أنها تعد كذلك أحد أسباب تعرض بعض أصناف الحيوانات البرية للانقراض، فضلا عن أنها تحرم أنواع أخرى من حريتها «للترفيه عن البشر».
كما أن الإنسان، وفقًا لاحصائيات الصندوق العالمي لحماية الطبيعة، تسبب في فقد العالم 68% من الحيوانات البرية في أقل من 50 عامًا، من أجل استغلال الغابات في إنشاء مدن ومنتجعات سكنية وترفيهية تجعله «يشعر بالراحة والسعادة»!
وحذر الصندوق من أن ما يفعله الإنسان «مجزرة بيئية فعلية»، لن تطال الطبيعة والكائنات الحية فقط، بل إن الخلل في التوازن البيئي والبيولوجي ربما يؤدي لظهور أوبئة أعنف من جائحة «كوفيد-19»، تودي بحياة الجنس البشري كله!