تحتفل مختلف الدول باليوم العالمي للغة برايل يوم 4 يناير باعتبارها وسيلة واعتراف بحق المكفوفين وضعاف البصر، وتخدم لغة برايل المستخدمين في القراءة بفضل عرضها للحروف بالشكل التقليدي البارز، ويمكن الكتابة بطريقة بريل مع القلم أو أدوات أخرى مثل طريقة برايل المحمولة في تدوين الملاحظات، أو على جهاز الكمبيوتر الذي يطبع بشكل مزخرف.
حادثة ألهمته لاختراع طريقة «برايل»
ولد لويس برايل في 4 يناير عام 1852 في مدينة كوبفراي بفرنسا، حيث إنه كان يعيش طفولة مميزة، وكان متفوقًا في دراسته، وكان عاشقا للموسيقى والفن، وقد تعرض برايل لحادثة في صغره وهو يرافق والده في عمله، حيث دخلت عصا معدنية إلى عينه خطأ وهو يرافق والده في العمل، مما أدى إلى فقدان بصره في عينه اليمني، لكنه لم يستسلم ولم يهمل دراسته بل حصل على بعثة في باريس بإحدى معاهد للمكفوفين المتفوفقين، لكن لم يعجز الفرنسي عن إثبات تفوقه العلمي وحبه البالغ للموسيقى واختراعه لطريقة «برايل» التي ساعدت الملايين من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة فقدان البصر ومساعدتهم في القراءة.
رموز وأرقام لتعلم طريقة «برايل»
تعتمد أساليب برايل على أسلوب الخلية، حيث حيث يعتمد على استعمال القالب الواحد، كما أن الخلية تتشكل من مجموعة من الرموز التي تعكس الأرقام والحروف في لغة محددة، بالاضافة إلى العديد من علامات الترقيم، كما أن الخلية تتكون من 6 نقاط منظمة في عمودين متجاورين، فيتكون العمود الأيسر من أرقام 1،2،3 بينما العمود الأيمن فيتكون من 4،5،6، فأن النقاط تكون بارزة تبعًا لطبيعة الحرف أو الرموز المدونة .
ويتم قراءة المحتوى المكتوب بطريقة برايل على عكس أسلوب القراءة العادي باللغة العربية، حيث تبدأ قراءة الكلمات والأرقام من اليسار إلى اليمين مثل اللغة الإنجليزية، كما أن هناك أساليب عدة يستخدمها المكفوفين في القراءة منهم من يستخدم السبابة من كلا اليدين في القراءة، والأخر يستخدم السبابة والوسطى من اليد اليمني.
رموز توُجت بصيرتهم وتجاهلت بصرهم
طه حسين
كان الأبن السابع بين ثلاثة عشر أخرين، فقد بصره وهو لم يبلغ من العمر الرابعة حيث أصيبت عيناه بالرمد، وولد عميد الأدب العربي طه حسين عام 1889، ولم يستسلم لما حدث له، وتعلم القرآن وتفوق علميًا حتى التحق بالأزهر الشريف عام 1902م ليتعلم الدراسات الدينية والعلوم العربية، وحصل على شهادة تؤهله إلى الدراسة الجامعية والتي التحق بها حينما أُتيحت الجامعة المصرية خلال عام 1908م ليكون بذلك أول المنتسبين إليها.
عاد طه حسين إلى مصر خلال عام 1919م، وتم تعيينه في الجامعة المصرية كأستاذ في التاريخ اليوناني والروماني، كما عُين أستاذًا للأدب العربي خلال عام 1925م من قِبل وزارة المعارف، ثم أصبح عميدًا لكلية الآداب عام 1928م
تمت إحالة طه حسين إلى التقاعد خلال عام 1932م فاتجه إلى العمل الصحفي، وبعد رحلة قصيرة في العمل الصحفي تمت إعادته ليعمل أستاذًا للأدب بالجامعة المصرية خلال عام 1934م، ثم أصبح عميدًا للكلية عام 1936م، ولكنه استقال لخلافه مع الحكومة وعاد للتدريس، وأصبح مديرًا لجامعة الإسكندرية خلال عام 1942م، كما أنه كان يعمل أيضًا في تلك الفترة كمستشار فني بوزارة المعارف، وقد أُحيل إلى التقاعد مرة أخرى عام 1944م، وقد تم تعيينه وزيرًا للمعارف خلال عام 1950م.
هيلين كيلر
كانت هيلين كيلر في أوائل القرن العشرين واحدة من أشهر النساء في العالم فقد كانت كاتبة، وفاز فيلم عن حياتها بجائزتي أوسكار، وظل رؤساء الولايات المتحدة يستشيرونها ويستمعون لنصحها لأكثر من 60 عاما، وولدت كلير عام 1880 في توسكومبيا بولاية ألاباما الأمريكية، لكن أصيبت بالحمي القرموزية وهي لم تتم 18 شهراً والذي تسبب لها في فقد تام في حستي البصر والسمع.
كما أن قطعت كيلر شوطًا تأهيليًا مكثفًا بمعهد «هوارس مان»، وأتقنت الكتابة، وتحسن نطقها ،وخلال دراستها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، وحصلت على البكالوريوس في الآداب عام 1904، بجانب دفاعها المستمر عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، حتي انضمت للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
ونتيجة لمجهوداتها الكبيرة في الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وبفضل تواصلها مع الرئيس الأمريكي روزفلت، تم اختراع الكتب الناطقة، واختيرت لتولي منصب سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر.
مقترحات لدعم «بريل»
استعرضت النائبة راجية الفقي، مقترحها خلال اجتماعها بمجلس الشيوخ، والذي يتضمن إنشاء مركز لتعليم لغة برايل داخل جامعة الأزهر الشريف، حيث يتم تقديم خدمة مجتمعية لكل الطلبة المكفوفين من المعاهد والكليات.
وأكدت النائبة خلال الجلسة أن مقترح إنشاء مركز لمساعده المكفوفيين داخل جامعة الزهر الشريف أمر مهم وضروري لدعم الطلاب والتيسير عليهم في العملية التعليمية، كما أن طريقة برايل تساعد المكفوفين على الإندماج مع الآخرين من خلال إتاحة الفرصة أمامهم للتواصل معهم والإنصات إليهم أثناء الحديث مع متابعة ما يقرأ أو يكتب.
وليس مقتصر على المكفوفين، كما أن المقترح لقي اهتمام من النواب، مؤكدين أنه يهدف إلى توفير كل السبل والوسائل التعليمية اللازمة، مشددين على اهتمامهم بسرعة تنفيذه. كما أنها ذكرت إلى أن إنشاء مركز لتعليم لغة برايل داخل جامعه الأزهر سيخدم.
طابعة متطورة للمكفوفين متعددة الوظائف «فاست برايل»
وهي في عمر 19 عاما، نجحت طالبة جامعية برازيلية في ابتكار طابعة مدمجة، تتيح لمستخدمها تحويل الكتابة العادية أو الكلمات المنطوقة إلى مواد مطبوعة بحروف برايل، التي يستخدمها المكفوفين في القراءة.
ووفقا لوسائل الإعلام البرازيلية، بدأت برونا دا سيلفا كروز تطوير نموذج أولي للطابعة، التي أطلقت عليها اسم «فاست برايل»، مشيرة أنها مقارنة بالطبعات المتعارف عليها فهي اخف وزنا وأصغر حجماً، بالإضافة انها متعددة الوظائف .
