اوفيديو وإيفان وخيسوس وألفريدو، هم أبناء امبراطور المخدرات المكسيكى، خواكين جوزمان المعروف بـ”آل تشابو”، ويُطلق عليهم “لوس تشابيتوس”، يسيرون على طريق والدهم ويتزعمون منظمة كارتل سينالوا الأشهر في تجارة المخدرات، على الرغم من أنه مسجون في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن ابناءه ورثوا عمله في المخدرات، حتى أصبحوا أهداف لدى السلطات الأمريكية مقابل 20 مليون دولار.
وأشارت صحيفة “انفوباى” الأرجنتينية إلى أن حكومة الولايات المتحدة حددت إيفان أرشيفالدو جوزمان سالازار ، وخيسوس ألفريدو جوزمان سالازار ، وأوفيديو جوزمان لوبيز ، وخواكين جوزمان لوبيز على أنهم “تجار مخدرات غزير الإنتاج” داخل سينالوا كارتل.
سقوط أوفيديو في قبضة السلطات المكسيكية
تنتظر الحكومة الأمريكية الآن قرار السلطات المكسيكية حول تسليم أهمهم، وهو أوفيديو جوزمان، الذى يبلغ 32 عاما ، والذى سقط اليوم في أيدى السلطات المكسيكية في عملية أدت الى اشتباكات بالأسلحة النارية، وحرق السيارات وتدمير مدينة كولياكان.
ويُطلق على أوفيديو “الفأر” el raton ، وذلك لأنه يفلت سريعا وسهلا من السلطات الأمنية ، ويستطيع الهروب بسهولة ، حتى أن الولايات المتحدة تحاول منذ سنوات الحصول عليه مقابل ملايين الدولارات، ولكنه استطاع في وقت سابق النجاة بعد أن تم حرق مدينة كولياكان كاملة بسببه.
وقالت حكومة ولاية سينالوا إن 3 أفراد من قوات الأمن قتلوا في الاشتباكات التي كانت بين الشرطة و أفراد عصابة كارتل سينالوا خلال عملية اعتقاله، كما تسببت الاشتباكات في تدمير طائرة.
لوس تشابيتوس
وفرض “لوس تشابيتوس” فرضوا نموذج عمل غير مسبوق في كارتل سينالوا ، حيث أصبح يتحكمون في توزيع الأدوية ويهاجمون كل من لا يلتزم بالقواعد الجديدة.
ويتكون نموذج العمل الجديد من نوع من التقليد للمتاجر القانونية التي تعمل في الولايات الأمريكية حيث الماريجوانا قانونية، ولكن بواجهات تسمح لها بالعمل في الخفاء، مثل أحد الشركات التي تبدو وكأنها مغسلة سيارات تبيع الانابيب والمفاتيح والولاعات والزيوت، الا انها في الحقيقة تبيع هيدروكانابينول (THC) ، وهو مركب ذات تأثير نفسي من الماريجوانا.
كما أيضا يقوم أبناء التشابو ببيع الكراك ، وحتى الآن لا يوجد معلومات عما إذا يحصل الأبناء أموالهم نقدا أم بعملات البيتكوين او بالتحويلات المصرفية .وفقًا لتحقيق أجرته Insigt Crime ، وهي منظمة مكرسة لتحليل تهريب المخدرات.
وأشارت التقرير إلى أن السلطات المكسيكية حددت ما لا يقل عن 18 مركزا في منطقة كولياكان ، معقل سينالوا كارتل ، حيث يتمتع لوس تشابيتوس بسلطة سوق المخدرات غير القانوني.
وأوضح التقرير أن التشابيتوس فرضوا طريقة مختلفة للسيطرة على بيع المخدرات في سينالوا ، حيث قاموا ببيع المخدرات لمن يدفع أعلى سعر، مما يجعل هناك منافسة شرسة في الأسواق حيث يسود العرض والطلب، فقبل سيطرتهم كان بالإمكان بيع المخدرات لأشخاص مختلفين ، لكن الآن يتحكم أبناء التشابو في من يبيع ومن يشترى المخدرات.
يضم تنظيم “تشابيتوس” الأربعة ما لا يقل عن 5000 مسلح ويسيطر على نقل المخدرات في الجزء الشمالي من سينالوا وغرب سونورا وجميع ولايات ناياريت وتشيهواهوا وباجا كاليفورنيا سور ، وفقًا للنائب العام للجمهورية. (FGR).
البيرة واستغلال لوس تشابيتوس لأزمة كورونا
ويتبع أبناء التشابو جوزمان جميع الطرق التي تؤدى الى كسب الأموال بشكل غير شرعى ، فقد استغلوا أزمة كورونا وانخفاض الطلب على المخدرات في أمريكا اللاتينية ، واتجهوا لانتاج “البيرة”، وقام ابناء تاجر المخدرات خواكين جوزمان، لانتاج علامة تجارية جديدة تحمل اسم والدهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ابناء التشابو بدءوا فى استغلال الأزمة التى تمر بها المكسيك بسبب كورونا وانخفاض الاقبال على المخدرات بدأوا للاتجاه الى تجارة البيرة حيث انها التى حققت مبيعات منتعشة خلال عزل كورونا، وأطلقت ابنة التشابو العلامة التجارية “التشابو 701 ” التى تحتوى على بيرو مصنوعة يدويا بالاضافة الى خط الملابس والأحذية.
وتعتبر البيرة في المكسيك صناعة قوية للبلاد، كما أن استهلاك هذا المشروب هو أيضًا جزء من عادات السكان في البلاد، حيث تعد المكسيك رابع أكبر منتج للبيرة فى العالم، حيث يعد تخمير البيرة من بين أهم 14 نشاطًا في التصنيع أو الإنتاج الصناعي ، في الموقع 14 ، وفقًا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا (INEGI)، وهذا المشروب هو الأكثر استهلاكا للمكسيكيين مع تركيز 50% ،ثم تأتى التيكيلا مع تركيز 25% ، والويسكى 19%.
وفرضت شركة “لوس تشابيتوس” قيودا على بيع الجعة من المنافذ الموجودة فى كولياكان، حيث لا يمكن لأحد بيع البيرة بعد الساعة 11مساءا باستثناء منافذ القوى التى تتبعهم.
القاعدة التي وضعها أبناء مؤسس تنظيم سينالوا كارتال للتجار هي أنه يجب إغلاق المتاجر في الساعة 11:00 مساءً. إذا لم يمتثلوا للأمر ، فإن البائعين يعاقبون من قبل المجرمين بأحد أفعال التعذيب الأكثر استخدامًا: الجلد بلوح خشبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بيع البيرة يمثل 40% من دخل المطاعم والحانات والشركات الصغيرة فى المكسيك، وفقا للتحالف الوطنى لضغار التجار (ANPEC).
واستفاد “لوس تشابيتوس” ابناء التشابو، من الأزمة الناتجة عن وباء كورونا، لمحاولة السيطرة على بيع البيرة فى كوليكيان حيث زاد الطلب على المشروبات خلال هذه المرحلة، وتسبب تعليق إنتاج البيرة ونقص فى المتاجر ادى الى ارتفاع الأسعار ، وفقا للصحيفة الأرجنتينية.
وأوضحت الصحيفة أن المكسيكيين ما معدله 3292 بيزو سنويًا على البيرة ، أي حوالي 63 بيزو في الأسبوع ، وفقًا للأرقام الصادرة عن Statista و Kantar World Panel.
وسينالوا هى المقر الرئيسى لواحد من 11 مصنع تخمير منها “شركة جروب موديلو” Grupo Modelo التى لديها علامة تجارية مشهورة فى العالم.
وأضافت الصحيفة أن تجار المخدرات فى المكسيك بدأت فى الدخول فى مجال توزيع التبغ والأطعمة الغريبة مثل أكباد خنزير البحر.