لم تبدأ مشكلة أخوة يوسف مع مولده، بل كانت لها جذور قبل ذلك، تمثلت في عدم طاعتهم لأبيهم يعقوب (عليه السلام) في كل وقت، فقد كانوا يعارضونه أحيانًا ويفعلون ما يحلو لهم!
وازدادت مشكلتهم بوجود شقيقهم يوسف (عليه السلام)، فقد تفوق عليهم في طاعة أبيه، واستعداده لتنفيذ ما يطلبه منه، في البيت والمرعي والحقل.
ولم يحاول أخوة يوسف حل مشكلتهم ومعالجة أخطاءهم وقصور عملهم، بل فكروا في حل أيسر لهم، من وجهة نظرهم، وهو التخلص من منافسهم «يوسف»!
وكان القرار، كما ورد في القرآن الكريم بسورة يوسف: (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)..
إما قتل يوسف، أو نفيه في أرض بعيدة، يذهب إليها بلا رجعة، ليصبح ليس أمام والدهم سواهم ويقبل بأفعالهم المنقوصة!
ثم يتوبون من بعد ذلك فيكونوا قومًا صالحين!!
هكذا فكر وفعل أخوة يوسف، وهكذا يفكر ويفعل البعض في زماننا وبلدنا!
لا يفكرون في تنمية مهاراتهم وعلاج قصور قدراتهم، بل يبحثون بكل حماس عن وسيلة للتخلص من منافسيهم
نجد ذلك في محيط أعمالنا ونرصده في شتى مجالات حياتنا!
والغريب أنهم لا ينتبهون لأمر هام في القصة، وهو أن أخوة يوسف لم يسيطروا على قلب وعقل أبيهم، بل خسروا ثقته فيهم..
كما أن يوسف عاد للظهور أكثر قوة ونفوذًا
فقد منحوه بغلّهم وحقدهم الفرصة ليصبح المتحكم في خزائن مصر!!
فلا تحاولوا قتل يوسف فسينجيه الله ولن يموت..
ولا تطرحوه أرضًا.. فلن يتوه في الأرض، بل سينبت عوده ويصبح أكثر صلابة وإثمارًا..
ولأنكم إن فعلتم ذلك، فلن تعودا من بعده قومًا صالحين، بل ستنالكم عدالة الأرض والسماء بعد حين!
ولن يرضى عنكم أباكم فهو لا يحب الفاسدين!!