تعالت أصوات صرخات «أنثوية» تأتي من إحدى غرف مستشفى حكومي ببيت لحم الفلسطينية، وأمام باب ذات الغرفة تكوم جسد لأنثى أخرى يبدو أنها في غيبوبة أو ذهبت للعالم الآخر!
كانت الفتاة الصارخة تطالب أشخاص ما بعدم قتلها وأن يتركوها تعيش!!
هذا ملخص فيديو متداول على السوشيال ميديا وبعد انتشاره بساعات قليلة تم الكشف عن وفاة قاطنة تلك الحجرة، وتدعى إسراء غريب، عمرها 21 عامًا، تحت تأثير إصابتها باكتئاب شديد وحالة نفسية سيئة جدًا مجهولة السبب!!
ساعات قليلة أخرى وظهر مقطع صوتي لـ «إسراء» تتحدث فيه، عن تعرضها للتعذيب على يد أشخاص لم تحددهم وإن كانت تؤكد أنهم حولها!!
ساعات أخرى وخرج زوج شقيقتها ليعلن عن تورط الجن في وفاة «إسراء»!!.. فهي كما قال «ممسوسة أو لابسها جن»!!
وكأن الجن «المقصود» رفض هذا الاتهام، فظهرت مقاطع صوتية جديدة لإسراء تتهم فيها ابنة عمها بتحريض أسرتها على قتلها (واتهامها في شرفها)!!
ومع ذكر كلمة «الشرف» تحول الأمر إلى قضية رأي عام في فلسطين، بل وعدد من الدول العربية، وسارع زوج شقيقتها بنشر مقطع فيديو يرفض فيه أن تكون وفاة إسراء (جريمة شرف) لتحاوره بعدها إحدى الفضائيات، ليعلن من خلالها أن «الجن سبق وأن دفع اسراء لتلقي بنفسها من الدور الثالث بمنزلها لتتهم اهلها بقتلها.. ولكنها أصيبت فقط بكسر في العامود الفقري ولم تمت»!!
وكالمعتاد رفض «الجن» الاتهام فظهرت مقاطع صوتية أخرى لاسراء تتهم زوج شقيقتها بمحاولة قتلها بتحريض من ابنة عمها بسبب خروجها مع خطيبها!!
ومع هذا المقطع تحديدا تدخل النائب العام الفلسطيني في الأحداث معلنا فتح تحقيق تحت إشرافه مباشرة مع انباء عن توقيف ابنة العم لأنها مفتاح القضية!!
واصاب الجنون أسرة اسراء فتوالت تصريحاتهم الإعلامية على لسان زوج اختها مؤكدا أن الموساد الإسرائيلي وجهات مشبوهة وخطيبها وصديقتها «رفض الكشف عن اسمها» يستغلون وفاة اسراء المريضة نفسيا والممسوسة من الجن في تشويه سمعة الفتاة وعائلتها والشعب الفلسطيني!
وعلى مدار الأيام الماضية تصاعدت الحرب بين عائلة إسراء و«الجني المجهول» الذي يرد على تصريحاتهم بمقاطع صوتية للفتاة تظهر فجأة لتكشف بعض مما حدث لإسراء لينتصر في النهاية «الجني المجهول» بإعلان النائب العام الفلسطيني رسميًا أن «إسراء» ماتت نتيجة عنف أسري، وتوقيف ثلاثة من أهلها، مشيرًا إلى أن هناك صوتًا في بعض التسجيلات المتداولة ليس «صوت إسراء»!!
#ياسر_حسني
#نور_و_نار
#إسراء_غريب
#كلنا_إسراء_غريب
