اللواء سامح سيف اليزل يكتب: ذراع مصر الطويلة
اعتصر الألم قلوب أبناء الشعب المصري مسلميه ومسيحييه عندما شاهدوا فيلم ذبح الواحد وعشرين مصري بليبيا بهذه البشاعة والوحشية المتعمدة.
تقرر علي إثر ذلك دعوة مجلس الدفاع الوطني للانعقاد الفوري لبحث الموضوع واتخاذ القرارات المناسبة وألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة بعد نهاية الاجتماع ظهر عليه التأثر الشديد والحزن علي الشباب المصري الذي أهدر دمه بلا ذنب اقترفوه سوي أنهم كانوا يبحثون عن لقمة العيش الحلال في ليبيا ولا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بأي عمل سياسي أو عسكري أو مع جهة ضد أخري.
وتوعد الرئيس مرتكبي هذه الفعلة الشنعاء بالرد في التوقيت المناسب وبالأسلوب الذي تراه مصر وما هي إلا ساعات قليلة استيقظ بعدها الشعب المصري بل والعالم كله ليعلم أن القوات الجوية المصرية قامت بتنفيذ غارات جوية بأربع وعشرين طائرة دكت فيها عشرة أهداف تابعة لتنظيم داعش الارهابي في مدينة درنه وهي ذات المدينة التي ذبحوا فيها المصريين والتي تكبدوا فيها خسائر بشرية وصلت إلي ما يقرب من المائة. والخمسين قتيلاً من عناصرهم فضلا عن تدمير أماكن الايواء والتدريب ومركز القيادة الرئيسي لهم في درنة اضافة إلي مخازن السلاح والذخيرة الرئيسية ووصل الأمر إلي أن من نجا منهم من الهجمات الجوية قد فر إلي البحر بعد أن استقلوا لنشات ومراكب للابتعاد عن منطقة القصف ظناً منهم بأن القوات الجوية ستعود لقصف هذه المنطقة مرة أخري.
القوات المسلحة المصرية أثبتت للعالم كله أنها قادرة علي الرد علي من يتطاول علي الشعب المصري ويهدده وأن هذا الرد سريع حتي لو كان خارج حدودنا وعلي أراضي الغير في رسالة واضحة أننا لن نترك تنظيماً أو جماعة تعتدي علينا وعلي شعبنا دون حساب بل وحساب قاس وبالقدر الذي نراه.
ذراع مصر الطويلة ستنال من كل من تسول له نفسه الاعتداء علي أرواح شعبنا مهما كان مكانة وأينما وجد وأن الجيش المصري ليس فقط درعاً لمصر بل للأمة العربية كلها.
إن دعوة مصر للعالم بضرورة التدخل الدولي للقضاء علي داعش ليبيا تجيء في الوقت المناسب بعدما تمدد هذا التنظيم الارهابي من سوريا إلي العراق ثم ليبيا وإن لم يتم حصاره والقضاء عليه فإن هذا المد قد يصل إلي أوروبا ولن يسلم منه أحد.
المصلحة العليا للجميع تقتضي التحرك الفوري والسريع للقضاء علي هذا التنظيم الارهابي وقد أثبتت مصر عملياً بجديتها واهتمامها البالغ بهذا الشأن ولتنتظر القرارات الدولية علها تكون علي نفس المستوي من الجدية والاهتمام المصري.
وتحيا مصر.