الدكتور شوقي علام يكتب: نحو مجتمع آمن مستقر
على نحو لم تعتد عليه الشعوب العربية سنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسى سنة حسنة فى الحرص على التواصل المستمر مع الشعب المصرى تواصل القائد الحريص على بيان الحق لشعبه وبخاصة فى الأزمات والأوقات العصيبة، وقد وجه سيادته كلمته إلى الشعب المصرى عقب حادثة العريش الأليمة التى أدمت قلوب المصريين جميعاً، والتى نفذها مجموعة من الإرهابيين خوارج العصر الخونة الذين لا يعرفون من الإيمان إلا اسمه ومن الإسلام إلا رسمه.
جاءت كلمة الرئيس حاسمة واضحة مفعمة بالقوة والوطنية والفداء لهذا الوطن، غاية فى القوة والصراحة والشفافية، وهذا ما تعودنا عليه فى كل خطابات الرئيس منذ ثورة الثلاثين من يونيو وحتى اليوم. وهى تؤكد التحامه بالشعب والتحام الشعب به، وأنه لا يستطيع منفردًا أن يواجه الإرهاب المدعوم من أعداء الوطن، لكنه يستطيع أن يجابه العالم أجمع بقوة الشعب المصري، ويستطيع بقدرة الشعب وتعاونه أن يمضى قدما فى طريق النهضة الشاملة والإصلاح الكامل.
جاءت كلمة الرئيس لتضع الأمور فى نصابها وتذكر جموع الأمة بالعهد الذى اتخذته على نفسها باقتلاع جذور الإرهاب وتطهير الوطن تماما منه، فالإرهاب يعيش بيننا كفيروس خبيث فى طور الخمول منذ عشرات السنين، لكنه الآن خرج وانتشر يريد أن يفتك بالجسد كله، ولابد من مواجهته والقضاء عليه تماما قبل أن يدمر الجسد.
لقد صارح الرئيس شعبه بما جرى ويجري، وأوضح له حقيقة هذا التنظيم وحجمه وسريته وانتشاره وتمويله، وما جرى من قبل فى الغرف المغلقة حول تهديد قيادات الإرهاب بجلب عناصر خارجية تهدد أمننا وسلامتنا وتنشر الفوضى والإرهاب فى أوطاننا. إن الباطل مهما قويت شوكته وعلا صوته وزادت إمكاناته يظل باطلا ولن يكتسب أبدًا صفة الحق، ومن ثم فلن ينال أبدًا صفة الديمومة لأنها من صفات الحق.علينا أن نصطف خلف قيادتنا صفا واحدًا ملؤه العزم والإيمان، وعدته الصبر واليقين، وغايته رضا الله سبحانه وحده وتطهير دينه من أدران خوارج العصر الإرهابيين القتلة.
علينا أن ندرك كما نوه سيادة الرئيس أنَّ المعركة قبل أن تكون مع الجيش أو الشرطة أو استهداف موارد الدولة، فإنها فى المقام الأول معركة مع الشعب تسعى للقضاء على الأمن الذى آل إليه وتمتع به بعد غياب طويل. إن القوى الظلامية الشريرة التى تتربص بمصر حسدًا وعدوانا وظلما والتى تحالفت مع تنظيم الإرهاب الأسود لا تريد نموا ولا استقرارا ولا عافية لهذا البلد، بل تريد تركيعه وإضعافه لحاجة فى نفوسهم، فمهما ظلت مصر بهذه القوة فالعرب والإسلام فى مأمن وسلام فمصر هى أكبر قوة عربية وإسلامية وهى حصن الإسلام والعروبة، وجيشها العظيم من أفضل جيوش العالم بما يحمله من قيم وأخلاق.
واللفتة الطيبة فى خطاب الرئيس هو استهانته استهانة المؤمن الصادق والفارس النبيل الشجاع بالموت فى سبيل الله تعالى وفى سبيل حماية وطنه وشعبه ، وأنه وجنوده وأبناءه من رجال القوات المسلحة فداء لمصر يذودون عن أوطانهم ويضحون بأرواحهم فى سبيل حياة شعبها، وقال سيادته نحن نموت من أجل الوطن، وهم أى التنظيم الإرهابى يقتلون الناس زعما منهم أن هذا من الدين وما هو من الدين فى شيء. ولقد لخص الرئيس الأمر كله بقوله إنهم يقتلون الناس باسم الدين ويشوهون صورة الإسلام، ونحن نموت فى سبيل الله والوطن.
لذلك فإن من المعانى التى نوصى بها أبناءنا فى القوات المسلحة والشرطة فى جهادهم النبيل المشرف ضد هؤلاء القتلة هو أن يجددوا نيتهم وعزمهم أن يطهروا الإسلام من الأفكار الخبيثة المدمرة التى ينشرها هؤلاء القتلة .
جاءت كلمة الرئيس وهى تحمل مشعلاً من نور فى هذا الظلام الدامس، وبصيصاً من أمل فى وقت تملك فيه اليأس من بعض القلوب، وقد أوضح سيادته بكل صدق وشجاعة وإيمان وثبات أن القضاء على الإرهاب أصبح قدرًا لا خيار فيه لمصر ولا للمصريين وأنه من مقتضيات الحفاظ على مكتسبات ثورة الثلاثين من يونيو المضى قدماً فى جهادنا النبيل ضد أعداء الله تعالى الذين ينشرون الرعب والإرهاب باسم الإسلام الحنيف السمح .
ومن الواجب علينا كمؤسسات دينية أن تتوحد غايتنا وعزمنا خلف سيادة القائد عبد الفتاح السيسى لتبصير الناس بخطر الإرهاب الأسود، وتجريد هؤلاء المجرمين من مسحة الدين التى يلبسون بها على الأغرار والسذج من الناس، فالعاطفة الدينية مع الجهل الشديد بثوابت الإسلام ومبادئه الأساسية يمهدان حتما لوجود بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف. علينا كمؤسسات دينية أن ندرك يقينا أن مسئوليتنا مشتركة مع الجيش والشرطة وسائر مؤسسات الدولة فى تحقيق الأمن والأمان لهذا الوطن، وأن عملنا الدءوب فى تبصير الناس بحقائق دينهم وتبصيرهم بزيف وبطلان ما قامت عليه جماعات التأسلم السياسى لهو من الجهاد العلمى والدعوى الذى يحمى شبابنا من الانزلاق فى هوة الإرهاب السحيقة، وإنا على عهدنا لشعبنا ماضون بمشيئة الله تعالى، والله تعالى من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.