الدكتور نبيل فاروق يكتب: الشياطين
«داعش» اختصار لدمار واستبداد وعنف وشر.. هذه هى الصورة التى نجح التنظيم الإجرامى فى نقلها للعالم عن الإسلام، الذى هو برىء من كل هذا الإجرام، وكل هذه الوحشية.
ولو أن لدى المتطرفين ذرة من العقل، ولم يغش التطرّف أبصارهم ويعمى بصيرتهم، ويقتل قلوبهم وضمائرهم، ويمحو إنسانيتهم، لبانت لهم الحقيقة المُرَّة، عبر سؤال واحد: مَن يستفيد من نقل هذه الصورة الدموية الوحشية الهمجية البربرية المنفّرة عن الإسلام للعالم؟! أهو الله، سبحانه وتعالى، الحكم العدل الرحمن الرحيم، الذى خلق الكون، والذى أنعم على مخلوقاته بنعمة الحياة؟ أم هو الشيطان الرجيم، الذى يسعد بالهمجية والوحشية وإراقة الدم، ليثبت لخالق الكون جلّ جلاله، أنه كإبليس لم يكن مخطئًا، عندما رفض السجود لآدم؟!
داعش بكل وحشيته وقسوته ودمويته يدَّعى أنه يقاتل فى سبيل الرحمن الرحيم، ويخدع كل مَن يتبعه بهذا، ومنعدمو العقول يتبعونه، ويلغون آدميتهم من أجله، دون أن يدركوا أنهم بهذا صاروا جند الشيطان فى الأرض، لهدم دين الإسلام، واستعداء العالم كله عليه، وتنفير الدنيا كلها منه.
وسواء يعلمون أو يجهلون، فالمنتقم الجبار يُمهل ولا يُهمل، وعندما ينهزم داعش وأتباعه، ويخزون فى الأرض كما حدث للنازيين، ربما.
وأقول ربما، يدرك الجهلاء أىَّ منقلب انقلبوا، وكيف كانوا جند الشيطان، ويتصوَّرون أنهم جند الله المعز المذل.. الله الحكم العدل، الذى لن يرضى لدينه الحنيف أن يكون الوحوش منعدمو الإنسانية والضمير واجهته التى تنفّر الدنيا منه.
سيسخرون حتمًا ويهزؤون من هذه الكلمات، مثلما سخر النازيون من كل مَن تنبَّأ لهم بالهزبمة، عندما كانوا ينتشرون فى الأرض، مدمرين الحرث والضرع.. ولكنهم فى النهاية، مع كل وحشيتهم وقسوتهم.
سقطوا وفنوا وذهبت ريحهم، ولم يعد التاريخ يذكرهم إلا بالخزى والعار.. أبناؤنا وأحفادنا سيدركون معنى هذه الكلمات، لأنه فى زمنهم سيصبح داعش مجرّد تاريخ مكلل بالخزى والعار، وستتم مطاردة كل مَن انتمى إليه أو أيَّده، فى كل أنحاء العالم، كما حدث مع النازية.
هذه الكلمات قد تبدو مبالغا فيها الآن، ولكن الزمن سيحسم الخلاف حولها، عندما تنتهى الحرب العالمية الثالثة. الحرب بين التطرّف والحضارة، كما خطّطت لها الماسونية العالمية، منذ خمسة قرون، والتى أنشأت تنظيم الإخوان الذى يلعب على شعار الدين، من أجل الوصول إلى هدف الماسونية الأسمى.. ملك اليهود الذى يحكم العالم، ويخضع كل الأمم.
وأنتم يا دعاة التطرّف وكهنة الشيطان جند الماسونية، وسبيلها إلى رفع ملك اليهود فوق أعناقكم، فلا تلوِّثوا الدين بنسب أنفسكم إليه، فستمكرون ويمكر الله، سبحانه وتعالى، وستدركون، وأنتم تنهارون أنه، عزّ وجل، خير الماكرين.. فانتظروا.