مكرم محمد أحمد يكتب: 40 سنة حفائر
هذا عنوان كتاب جديد للعالم الأثرى ذائع الشهرة زاهى حواس، مبهر فى غلافه الجميل ومادته الفريدة التى تستعرض انجازات مدرسة زاهى حواس الأثرية، وتسلط الأضواء على شخوص هذه المدرسة وتعرفنا بأعمالهم واكتشافاتهم فى سابقة مصرية نادرة.
يتحدث فيها الأستاذ عن تلاميذه ومدرسته التى أنجزت هذا الكم الضخم من أعمال الحفائر والترميم، يتصدرها عدد من الكشوف البالغة الأهمية فى هضبة الأهرام، التى يعتقد د.زاهى حواس أنها أروع مكان فى العالم برغم أنها مكان وعر تملؤه الصخور والرمال، الا أنها أشد أماكن العالم جاذبية وسحرا يتصدرها الأهرامات الثلاثة وأبو الهول رسالة الرب من الصخر التى ألهبت خيال العالم، ولا يزال بعد أكثر من أربعة آلاف عام يسأل نفسه، كيف تمكن هؤلاء القوم فى مطلع تاريخ الإنسانية من تحقيق هذا البناء المعجز!
وبرغم شيوع نظريات وعقائد غريبة تنكر على المصريين أن يكونوا أحفاد هؤلاء البنائين العظام، وتنسج أساطير وأوهاما وقصصا خرافية عن بناء هرم خوفو الأكبر، أكثرها شيوعا أنه من ابداعات قوم غرباء هبطوا من قارة أطلانطس المفقودة، بنوا الهرم الأكبر على هضبة الجيزة ودفنوا خرائطه ورسومه فى صندوق مغلق أسفل المخلب الأيمن لـ «أبى الهول!، وساعد على رواج هذه الأساطير أن الكشوف الأثرية فى هضبة الأهرام تركزت فى حفائرها وأبحاثها على الفراعين الذين خلعوا أسماءهم على هذه الانجازات الهندسية المدهشة، الى أن جاءت مدرسة زاهى حواس لتكتشف جنوب الهضبة باقى المدن والمعسكرات التى عاش فيها أكثر من 30ألف عامل مصرى على امتداد ثلاثة أجيال يبنون هذه الصروح الشامخة حبا فى الفرعون وليس خوفا من عقابه.
ومنذ اكتشاف بناة الأهرام الحقيقيين خفتت أصوات الأساطير والخرافات التى راجت حول بناء الأهرامات، واكتملت دراسة التاريخ المصرى القديم لتشمل الى جوار تاريخ الملوك والفراعنة طبقة واسعة من الكهنة والاداريين والمهندسين والنحاتين والمثالين من صلب هذا الشعب، خلدوا حضارة مصر القديمة شاهدا على نشاط شعب عظيم أضاء للإنسانية طريق الحضارة والتقدم فى هذا الركن القصى من شمال افريقيا الذى يشكل سرة العالم وموضع التقاء شماله بجنوبه وشرقه بغربه..، تحية للدكتور زاهى حواس ومدرسته التى أضافت شيئا مهما الى تاريخ الفراعنة الذى كشف الغطاء عن عبقرية هذا الشعب الفريد.