المشهد الثاني .. الفصل الأول .. مسرحية قبائل كاكاهونا للمبدع حسن خلف حسين
الفصل الأول
المشهد (2)
منظر بجوار عشة الاجتماعات عبارة عن جدول ماء حوله أشجار وارفة ونخيل.
تتحرك زوما في مشيتها منفوخة الصدر أشبه بالمُصارِعات فاتحة رجليها، حتى تصل حافة جدول الماء الجالس أمامه (شاوا) حبيبها وظهره لها فتنقض عليه بغتة وتصرخ بقوة بِغِيَّة إخافته:
زوما : بوووووي
(ينقلب شاوا على ظهره في رعب) وأخذ يصرخ قائلًا: لا لا متقطعوش لساني هو اللي حيلتي، عايز اتكلم وقت ما انا عايز، سيبولي لساني.. و
(زوما تقهقه.. أصابتها نوبة ضحك هيستيري.. وأخذت تهدئ من روعه وحاله وتقول: يا شاوا اثبت أنا زوما حبيبتك، ما تخافش حبيبي، إهدا إهدا يا روحي (تقهقه) كخ كخ كووووخ، (نبرة سخرية) إهدا يا سبعي يا جملي يا سفينة الصحرا، كنت هتموت م الخوف.. يا خوفي لما نتتجوز، بَانِت وهتبقى جوازة معيزي كخ كخ كوووخ
شاوا : (يلتقط أنفاسه صارخًا ) يا بت انتي هبلة؟
زوما : (بعفوية) آه كخ كخ كووخ.
شاوا : وإيه ضحكة الجدي دي (مقلدا) كخ كخ كووخ، (بجدية) ممكن ما تضحكيش كده تاني؟
زوما : (ضاغطة على أسنانها) حاااضر، إسمع وركِّز عندي ليك موضوع، حكاية غريبة حصلت لي أما نزلت من عندك من فوق الجبل وسيبتك في كهف الهروب بتاعك لقيت مين قدامي؟
شاوا : (ساخرًا) لقيتي أسد أكلك وارتحت منك.
زوما : (ترد اعتبارها) فعلًا بووي عنده حق لما قال عليك ولد غبي كخ كخ كووووخ.
شاوا : (يصرخ بحدة) زوما.
زوما : خلاص خلاص يا سيد الناس، لقيت يا حبيبي بوووي على حصانه مستنيني، اترعبت وقلت لنفسي إنه عرف مكانك وهينفذ عليك الحكم؛ قطع اللسان وعليهم الودنين هدية، و..
شاوا : (بخوف) كَمِّلي يا وِش الخير.
زوما : (نظرة ثاقبة) مسامحاك يا شاوا، سألني بصوت عالي، اترعشت ووقف تفكيري، وبدأ يسأل خَرَجتي ليه م العشة وكنتي فين ومع مين؟ وبتعملي إيه و..؟
شاوا : (نفخة نفاد الصبر) اختصري الرغي يا زوما بدل ما اقوم اقطعلك لسانك.
زوما : (بسخرية) اللي زيك هو اللي يتقطع له لسانه وودانه إنما انت عارف (بفخر) إني عندي حَصَانة والباقي رعاع ( تخرج له لسانها)
شاوا : شكرًا يا بنت السفاح.. زوما يا أم الحَصَانة.
زوما : (تزمجر كالقرد) إلا بوووي، وسيبني اكَمِّل وكفاية رغي، لما توهت في كلام بووي ومعناه قلت بسرعة يا بووي عيب أنا كنت فوق عند الرب أَقدِّم له أكل وأَوصِّيه عليك وعلى القبيلة، ويعطينا الخير وبلاش اللي حوالينا و..
شاوا : (تائه) يا بنت القرود (بلهفة) كَمِّلي كَمِّلي بوووكي قال إيه؟
زوما : قال بسعادة، يعني الخير اللي احنا فيه ده بسببك يا حبيبتي؟ طول عمري أقول عليكي إنك وش الخير ومش ممكن أوافق تبعدي عني لحظة، يلَّا يا حياتي نطلع نشكر الرب مع بعض، وكده افتكرت كلام الكاهن العجوز اللي جبته يعلمك وهو بيكلمك عن الرب وكنت أقول عليه مجنون.
شاوا : ( بيستعبط ) وعلي كده طلعتي معاه تشكري الرب؟
زوما : كفاياك غباوة، بعد الزنقة دي قلتله ماينفعش خالص يا بوووي ممكن يِأذيك ويسخطك قرد، لازم أسأله الأول واتمنى يوافق، وطول الطريق للعشة أنا اللي راكبة الحصان وهو ماشي، وسألني شكل الرب إيه؟ طويل والَّا قصير؟ بيحب لحم الجدي ولا الخروف؟ طب لما بيزعل بيعمل إيه في اللي يزعَّله؟ أبعتله جوز حريم حلوين يِسلُّوه؟، لغاية ما راسي اتنفخت.
شاوا : (يقهقه بهستيريا) فعلًا أعترف إني جنبك غبي وكمان بِدِيل قصير.
زوما : (معترضة) لا يا حبيبي إنت اللي علمتني الحياة والحب والفضل ليك إنت والكاهن، بقيت إنسانة تانية خالص غير المِعيز اللي عايشة معاهم.
شاوا : وانا كمان يا روحي الفضل في تعليمي أي حاجة علِّمتها لِك بووي؛ اللي اتعلِّم ورا الجبل مع الناس اللي هناك عندهم العلم وعارفين قيمة التعليم والإنسان عامة، يلَّا يا زوما الشمس بتغيب لازم أطلع الجبل اللي فيه سجني باختياري أحسن ما يتقطع لساني، ماتنسيش وانتي جاية تطلبي من بوووكي ربع خروف مشوي وتقولي ليه عشان الرب يرضى عنك لازم تِغذِّيه، واني كمان وافقت إنه يقابلني من بعيد في الضلمة ويغمَّض عينيه احتياطي، وأنا كمان هاعمل ساتر حجارة.
(يتقدم شاوا ناحية زوما)
شاو : (في حنان ونعومة) يلَّا انتي كمان هاتي حاجة كده عشان الرب يرضى عنك (زفرة شوق).
زوما : عيوني يا شاوا حبيبي بس لِف كده إدِّيني ضهرك يا روحي.
(تتقدَّم نحوه وتركله ركلة قوية برجلها ثم تهرول ضاحكة كخ كخخ كخخخ كووووخ).
شاوا يصرخ متألمًا: آه يا بنت القرود.
تابعوا المزيد
**********************
جدير بالذكر، أن مسرحية قبائل كاكاهونا صدرت مع مطلع العام الجاري 2022، وهي استكمال لمسيرة إبداعية تضمنت العديد من الأعمال المميزة للمبدع البورسعيدي حسن خلف حسين.
وتنفرد منصة بلاحدود بنشر النص الكامل لمسرحية قبائل كاكاهونا في حلقات مسلسلة.
يذكر، أن المبدع حسن خلف قد أهدى النسخة المطبوعة من مسرحية قبائل كاكاهونا، إلى روح صديقه الغالي الأستاذ محمد بندق، ووهي صادرة عن دار الوهيبي للنشر والتوزيع، ومن المقرر أن يتم تحويلها لعمل مسرحي في القريب.