القتل الرحيم .. هل يجوز شرعًا قتل المريض الميؤوس من شفائه؟.. دار الإفتاء تجيب
عادت مرة أخرى للظهور على الساحات الإعلامية والقضائية والطبية، قضية «القتل الرحيم» للمرضى الميئوس طبيا من شفائهم!
ومع ظهور تلك القضية على السطح، تجددت الأسئلة حول تلك القضية الشائكة، وفي مقدمتها: هل يجوز شرعًا قتل المريض الميؤوس من شفائه أو ما يسمى بـ«القتل الرحيم»، لتخليصه مما يعاني منه من آلام وعذاب، أو لوقف نزيف الأموال التي تتكبدها أسرته، رغم أنه قد مات إكلنيكيًا؟
دار الإفتاء المصرية تصدت للإجابة عن تلك الظاهرة والأسئلة، بعدما وردت إلى طلبات للفتوى من عدد من المسلمين حول العالم.
الجواب : فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي
المريضُ الميئوس من شفائه ليس له حقٌّ في أن ينهي حياته لا بنفسه ولا بواسطة غيره، ولعلَّ الله يحدث بعد عسرٍ يسرًا؛ قال عز شأنه: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]، إلى غير ذلك من الآيات التي حرَّمت قتل النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بالحقِّ.
وفي حديث جُنْدَب رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ اللهُ: بَدَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواه البخاري.
من هذه النصوص وغيرها يتضح أن قتل النفس أمرٌ شنيعٌ ومنكرٌ لم يرد في الشريعة الإسلامية ما يبيحه أو يخفِّف عقوبته لأي سببٍ من الأسباب ولا لأي ظرف من الظروف، مهما كان خطره، ومهما كانت النتائج المترتبة عليه.
والله سبحانه وتعالى أعلم