الوعى قضية مجتمعية.. تضافر الجهود بداية مواجهة الأفكار الهدامة والتصدى للشائعات
يُعد الوعى السلاح الحقيقى لمواجهة حروب الجيل الرابع والخامس، سواء تلك الحروب التي تريد نشر الأفكار المتطرفة والهدامة داخل المجتمع، أو تلك الحروب التي تهدف إلى احتلال العقول، وتبقى في النهاية النتيجة واحدة وهى إسقاط الدول من الداخل على يد أبنائها دون تدخل من قوى أخرى، ولهذا يمثل الوعي أهم وأخطر قضية تواجه المجتمعات على مستوى العالم.
ولهذا نجد القيادة السياسية حريصة طوال الوقت على صناعة الوعى، والحديث حول أهمية الوعى، ودوره في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن الدولة المصرية لديها مقومات ومؤهلات لتغيير وجه الحياة للأفضل.
خلال الفترة الأخيرة يتم الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة في نشر بعض الأفكار، حيث أصبحت وسيلة من وسائل حروب الجيل الرابع والخامس، ومن هذا المنطلق أصبحت السوشيال ميديا تمثل خطار لا يمكن التغافل عنها، خاصة الحسابات الوهمية التي تعمل على الشائعات ومحاولات التشويه للإنجازات التي تحدث على أرض الواقع.
فالوعي قضية مجتمعية وليس قاصر على جهة أو هيئة بعينها، الجميع معنى بهذه القضية، وأن صناعة الوعى يتطلب مشاركة كافة المؤسسات والحوار المباشر من الوزارات المختصة على مواقع التواصل الاجتماعي والرد أول بأول عن أي معلومات يتم تداولها بشكل خاطئ حتى لا يكون هناك مجال لأى محاولة للتشويه أو التسويق المضاد، خاصة وأن بناء الوعى يرتبط بأكثر من عنصر منها الرد الفوري على مواقع التواصل الاجتماعى وهو ما تم البدء فيه بالفعل، بالإضافة لبرامج التثقيف والتوعية والتنوير للتصدى لمحاولات التطرف والتعصب وتشويه حقيقة ما يحدث على الأرض.
ولهذا فإن صناعة الوعى تتطلب، أولا تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يمكن أن يتم ترويجها وذلك بمشاركة كافة المؤسسات المختلفة، في الوقت الذي تطورت فيه التشريعات لمواجهة الجرائم والتحديات في هذا الصدد، بالإضافة لضرورة إعداد تقارير رسمية إلكترونية تتصدى لما يتداول من أكاذيب أولا بأول وعدم منح هؤلاء مروجى الشائعات الفرصة في انتشار اكاذيبهم وأفكارهم المتطرفة.
في الوقت الذي يجب أن يكون هناك حضور مميز للصفحات الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، على ان تكون الردود سريعة، خاصة وأن هذه الحروب هى الأخطر، والتي يمكن وصفها بالحرب الخبيثة والعمل على تزييف الحقائق وتغييرها، بالإضافة إلى إضافة مناهج تربوية بالجامعات والمدارس عن الوعي والهوية المصرية، لأن هذه الفئات تستهدف الأطفال والشباب، لأنهم هم العقل الأسهل والأسرع فى التأثير، وهو ما يتطلب التصدى بخطة متكاملة من كافة المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية والشباب والتعليم لصناعة الوعي المصرى، الاستعانة بنماذج حية تساهم في الرغبة الاحتذاء بها، وتشكيل الوعى يستوجب الاستمرارية وعدم التوقف ومن هنا فصناعة الوعى قضية بالغة الخطورة في إدراك المستويات والمستهدفات وكيفية الإقناع.
كما أن الحوار مع الشباب والأطفال من أبرز الأدوات لمواجهة الأفكار الهدامة، ويجب الاعتماد على مواد مبتكرة ومستحدثة سواء فنية أو غيرها تكون على قدر مواجهة اللغة والأساليب الآخرى، كما أنه من الضرورى عمل دراسة بنقاط الضعف للتعرف على كيفية اختراق العقول والثغرات التي يمكن التسلل منها ومن ثم يتم العمل على التغلب عليها.