تفخيخ العقول.. 10كتب تصنع الإرهاب فى رؤوس المتطرفين.. التنظيمات تعتبرها مؤلفات مقدسة
لا تتصور أن من يقوم بالتفجير وإزهاق الأروح وسفك الدماء خالي العقل، بل رأسه مليئة بالأفكار المتطرفة والمعلومات المضللة والزيف والأباطيل، وتم غسيل عقله واستبدل الوسيطة والاعتدال بالتشدد والظلم، فالإرهاب فكرة والتطرف مزروع بوجدان المتطرفين متوغلا بعقولهم.
ولطالما أن الإرهاب فكرة، فهناك مجموعة كبيرة من الكتب ترسخ للتطرف، في التقرير التالى نجيب على مجموعة من الأسئلة عن هذه الأمر، ومنها من المسئول عن زراعة التطرف بالعقول، وما هي أهم كتب تفخخ العقول؟ وكيف يمكن مواجهة هذه الكتب؟.
أهم 10 كتب لتفخيخ العقول
هناك مجموعة من الكتب تعتمد عليها الجماعات المتطرفة لصناعة الإرهاب وتفخيخ العقول، واعتماد هذه الكتب داخل التنظيمات كأنها صحيح الدين، وللعلم فإن كتاب سيد قطب معالم في الطريق هو الأبرز والأهم، ويعد مرجعية لأغلبها، ومن هذه الكتب نرصد الـ10 الأبرز.
1- كتاب “معالم فى الطريق” لسيد قطب: ويعد أول منظري فكر السلفية المتطرفة لما قدمه من صياغة في حقبة الستينيات وطرحه لفكرتي الجاهلية والحاكمية والسلاح للتغيير.
2- كتاب “الفريضة الغائبة”، من تأليف محمد عبد السلام فرج، الذى أعدم في 1982، ويعتبر الأساس الفكري الأول لتنظيم التفكيرية، والذى ألفه مؤسس الجماعة الإسلامية محمد عبدالسلام فرج.
3- كتاب “إدارة التوحش لأبي بكر ناجي”، ونشر عام 2004، وشرح خلاله فكرة بناء الدولة لدي المتطرفين، حيث تبدأ بحسب الكتاب بخلق مناخ “فوضوي” يسمح بنمو خلاياها، فهو يدعوا إلى “فوضى متوحشة” ويعد الكتاب المرجع الرسمي لتنظيم لداعش.
4- كتاب ملة إبراهيم” لأبو محمد المقدسي، الأردنىي الأصل، الذى يعد المنظر الأول للسلفية الجهادية على مستوى العالم، وأول من استخدم مصطلح (السلفية الجهادية).
5- كما يعتبر كتاب “العمدة في إعداد العدة” لسيد إمام مرجعًا جهاديًا في مخيمات تدريب قاعدة الجهاد في أفغانستان.
6 – كتاب “مسائل في فقه الجهاد” لأبي عبد الله المهاجر، كتاب لأبي عبد الله المهاجر، ويحتوى كتاب المهاجر -بحسب تحذير للإفتاء- على عشرين مسألة من مسائل الدماء والقتل، وقد سماه بعض الباحثين “فقه الدماء”، بدلاً من “فقه الجهاد”، أولها بعنوان “دار الحرب”، واعتبر فيها أن الدول في كل العالم، وفي مقدمها العربية والإسلامية، قد دخلت في حد الردة والكفر، ويجب قتالها.
7 – كتاب “الجهاد والاجتهاد: تأملات في المنهج”، لأبو قتادة الفلسطيني، وهو من أشهر المنظرين لأطروحات وخطابات السلفية الجهادية.
8 – كتاب “دعوة المقاومة الإسلامية العالمية”، لأبو مصعب السوري، الذي استأثرت تنظيراته الجهادية المبتكرة باهتمام جميع مراكز الأبحاث والدراسات المعنية بالظاهرة في العالم كله بالنظر لما تنطوىي عليه أفكاره، ويتجلى ذلك واضحاً فى كتابه الضخم السابق، الذى جاء في أكثر من 1600 صفحة.
9 – كتاب آخر لسيد إمام اسمه “الإرهاب من الإسلام ومن أنكر ذلك فقد كفر”، ويُعتبر سيد إمام من أحد أكثر المؤثرين في الحركة الإسلامية، وليس هذا التأثير من الناحية العسكرية ولكن من الناحية الشرعية والأدبية والفكرية.
10 كتاب “العمليات النفسية في حروب العصابات” لجأت إليه الجماعات المتطرفة والإرهابية مؤخرا في إطار سعيها لتغيير استراتيجيتها الميدانية، وسعيها إلى تبني وتنفيذ تكتيكات الحروب النفسية التي تطلقها تنظيمات حروب العصابات، والكتاب كانت قد أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالأساس لمواجهة الجماعات المسلحة في 1984
الإخوان تقف وراء زرع التطرف بالعقول بالعصر الحديث
هل كتب قيادات الإخوان هي التي تقف وراء زرع التطرف بالعقول؟ أجاب على هذه التساؤلات منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي قائلا: كتب الإخوان المسلمين هي المسؤول الأول عن تشكيل عقل المتطرفين في العصر الحديث وزرع العنف في بنية العقل العربي لسنوات طويلة، مشيرًا، إلى أن الجماعة بذلت جهودًا حقيقية من أجل ترسيخ هذه الأفكار عبر كتابات مُنظرّ الإخوان سيد قطب، سواء عبر تفسيره للقرآن الكريم في كتابه “في ظلال القرآن” أو عبر ما كتبه سابقًا في “معالم في الطريق” أو “العدالة الاجتماعية في الإسلام”، فكل هذه الكتب كانت بمثابة التأصيل العملي للعنف، ومنها استقت كل جماعات العنف أفكارها من سيد قطب والإخوان؟
وذكر “أديب” أن سيد قطب هو إمام التطرف في العصر الحديث، فرغم انتمائه للإخوان ولهيكله التنظيمي، فالرجل كان عضوًا لمكتب الإرشاد، وكان مسؤولًا عن قسم نشر الدعوة ولجان التربية فيها، إلا أن أفكاره كانت بمثابة وقود النار والدم لكل التنظيمات المتطرفة بدء من الجماعة الإسلامية المسلحة في مصر وتنظيم الجهاد الإسلامي وانتهاء بتنظيم قاعدة الجهاد وداعش، فكل الأفكار التي طرحها أضاءت العنف أمام كل التنظيمات التي تلت الإخوان المسلمين في النشأة.
وقال أديب،: إن أفكار الإخوان المسلمين ترجمة لأفكار سيد قطب، والتي طرحها وفق فهمه لما طرحه مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا، ولذلك أخذت الإخوان هذه الأفكار وقامت بتدريسها للأتباع في “أسر التربية” الإخوانية، ثم هيأت التنظيمات الأخرى حتى باتت أفكار “قطب” وقود هذه التنظيمات نحو القتل والدماء.
وعن علاقة الإخوان بأفكار العنف، أكد، أديب، أن جماعة الإخوان الإرهابية، هي من شكلت عقل التطرف، وأن أي تشريح لهذا العقل سوف يتضح من خلاله تأثره بأفكار “الإخوان” و “قطب” التي انتجها أثناء فترة السجن، والتي كتبها بحس المظلوم الذي يريد أن يمارس الانتقام من خصمه، ومن هنا طوعت آيات قرآنية وأحاديث لخدمة هدفه.
وأوضح، أن جماعة الإخوان قامت بتربية أتباعها على كتب أبو الأعلى المودودي سواء كتابة “في فهم القرأن” أو “مبادئ الإسلام” أو “الجهاد في الإسلام” وهي تحوي أفكار التكفير وعزلة المجتمع وكراهيته، وهو ما دفع التنظيم إلى السير في طريق العنف، من خلال تأصيل شرعي سواء من خلال الكتب التي قامت الجماعة بتدريسها لأتباعها أو ما أنتجه سيد قطب، ويعد انعكاسًا لكتب المودودي، وفي النهاية جماعة الإخوان تمثل عنوانًا للعنف من خلال انتاجها الثري لهذه الأفكار.
وأنهى الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي كلامه قائلًا،: إن ما تم انتاجه من كتب فيما بعد أصلّت للعنف من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة مثل “قتال الطائفة الممتنعة” و “الميثاق” وجماعة الجهاد الإسلامي “الجهاد في سبيل الله.. الفريضة الغائبة” أو تنظيم قاعدة الجهاد مثل “الجامع في طلب العلم الشريف” و “العمدة في إعداد العدة” وغيرهم إنما هو ثمرة كتب سيد قطب، فهؤلاء أبناء شرعيين لأفكار العنف التي صدّرها “قطب” والإخوان المسلمين، وهم مسؤولين عن تشكيل عقل ووعي العقل المتطرف في العصر الحديث.
كيف تتعامل الجماعات الإرهابية مع مؤلفات شيوخها؟
هشام النجار الباحث في شئون الحركات الإرهابية، أكد أن الطريقة التي يعتمدونها تتلخص في تقديم كتاب ومنظري الجماعة في هيئة قداسة غير مسبوقة وتصويرهم كما لو كانوا ملائكة أو قادمين من زمن الصحابة وأن هؤلاء موكولون بمهمة حماية الإسلام والانتصار له.
وتابع “النجار” علاوة على الترويج لمزاعم أن من دون هؤلاء الكتاب والمنظرين من علماء ودعاة ومفكرين هم أما علماء سلطة منافقين أو قليلو العلم والمعرفة الدينية ولم يصلوا لمستوى كتاب الجماعة، وهناك حيلة يتبعونها مؤداها تحريم الاطلاع على الثقافات والأفكار والكتب من خارج التنظيم بوصفها هرطقة وكفر وانحراف فكري وأخلاقي مقابل إلزام عضو الجماعة أو العنصر المستهدف بالتجنيد بمنهج فكري قائم على دراسة كتب الجماعة دون سواها.