رجل المهام المستحيلة.. المهندس الفلسطيني لؤي البسيوني من غزة إلى المريخ .. صور
لاقى نجاح محاولة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إرسال طائرة هيلوكوبتر تحلق خارج كوكب الأرض على سطح كوكب المريخ، اهتماما عالميا كبيرا، حيث أنها المرة الأولى التى تنجح فيها جهود إطلاق وتحليق طائرة يتحكم فيها طاقم من على كوكب آخر. ولكن كان أكثر ما لفت الأنتباه فى صناعة هذه الطائرة هو وزنها الخفيف الذى لم يكن من الممكن التوصل إليه لولا جهود المهندس الفلسطينى، لؤى البسيونى، وفريقه.
فمن هو المهندس لؤى البسيونى؟
يقول موقع “مونت كارلو” إنه ولد في المانيا لوالد أصله من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، لكن العائلة عادت الى غزة وهو في الخامسة من عمره، هناك تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس البلدة، قبل أن يسافر الى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة كنتاكي.
وتخصص في الهندسة الكهربائية، وما أن أنهي الدراسة حتى طلبته شركة “جنرال الكتريك” ليعمل على تطوير مشروع السيارات الكهربائية، ثم انتقل الى شركة أمريكية أخرى ليتخصص في مجال الطائرات الكهربائية المسيرة، وتحديداً صناعة محركات خفيفة جداً.
وأوضح الموقع أن حياته تغيرت عندنا تعاقدت الشركة التي يعمل بها مع “ناسا” الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، وهي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
اختارته الشركة على رأس 8 مهندسين فنيين لتصميم نظام الدفع الكهربائي والتحكم فيه وبناء هيلوكوبتر مسيرة اُطلق عليها لقب ” إنجنوتي “، تحملها المركبة المسماة “المثابرة” تستطيع الطيران والتنقل فوق سطح المريخ لجمع المعلومات، وهذا أمر صعب للغاية فالطيران في المريخ شبه مستحيل لقلة الهواء، كما أن الاشعة النووية تؤثر على المحرك، بالإضافة درجة الحرارة على الكوكب الأحمر تصل الى مائة درجة تحت الصفر.
بعد فترة من الدراسات المكثفة، وجد البسيوني وفريق العمل المرافق له الحل وهو صنع مروحية خفيفة الوزن لا يتعدى وزنها 2 كيلو جرام.
واهتمت كبرى وسائل الإعلام بإجراء المقابلات مع المهندس الفلسطينى، الذى أكد أن نجاحه كان نتاج لعمل جماعى.
ووصف مذيع قناة 4 نيوز البريطانية مغامرته مع ناسا بأنها تعكس حياته الشخصية المليئة بالمغامرة والتحديات، حيث قال إنه ترعرع فى منطقة فقيرة تعج بالتوترات.
وحول ذلك، قال البسيونى لقناة 4 نيوز إنه كان يحلم دائما بعمله كمهندس فضاء ولكن هذا حلم لا يحلمه عادة شخص فى غزة نظرا لأن فلسطين ليس لديها برنامج أو دراسة تتعلق بالفضاء. وأضاف أن رحلته لم تكن سهلة حتى بعد الحصول على المنحة، حيث كان يسعى دائما لتوفير رسوم الدراسة على مر السنوات، قائلا إن الحصول على أموال دراسته كان وقتا صعبا.
ونجحت ناسا في نقل المروحية الصغيرة إلى سطح الكوكب الأحمر بواسطة مركبة برسفيرنس، والتي هبطت بشكل دراماتيكي في منطقة جيزيرو كراتر، قبل ما يزيد عن شهر.
وحول الرحلة من غزة إلى الولايات المتحدة وكيف تمكن من إنجاحها، رد لؤى البسيونى على المذيع قائلا “أنا أحب المهام المستحيلة”، فقال له المذيع “بالتأكيد أنت لديك العقل لتنجحها”.
وأكملت مروحية إنجنوتي بنجاح رحلة ثانية على المريخ، الخميس الماضى، وكانت أكثر صعوبة من رحلتها الأولى.
حلقت الطائرة بشكل مستقل لمدة 52 ثانية تقريبًا هذه المرة، على ارتفاع 16 قدمًا (4.9 أمتار) عبر الغلاف الجوي للمريخ. بعد تحليق قصير، مالت بزاوية 5 درجات وتحركت جانبيًا لمسافة 7 أقدام (2.1 متر).
وحلقت المروحية في مكانها مرة أخرى للقيام بعدة دورات. حدث هذا للسماح للكاميرا الملونة الخاصة بالطائرة بالتقاط الصور التي تم التقاطها في اتجاهات مختلفة قبل لمسها مرة أخرى في وسط المطار. وجمعت إنجنوتي فقط الصور بالأبيض والأسود بكاميرا الملاحة الخاصة بها أثناء الرحلة الأولى.