السفارة أخفت عنهم مقتل 19 شخصًا بالفندق.. قصة فريق المصري مع أشباح مالي
رغم أن الاعتقاد في العفاريت وظهورها بالمكان الذي قُتل فيه أصحابها، مسألة نسبية قد يصدقها البعض، بينما يراها آخرون خزعبلات، لكن يميل الكثير إلى التصديق في وجودها ويحسبون خطواتهم قبل التواجد في أي مكان وقع به حادث راح ضحيته قتيل أو أكثر، وهو ما حدث مع بعثة الفريق الكروي الأول للنادي المصري، خلال تواجدها بمدينة باماكو، عاصمة مالي، وبالتحديد في فندق شهد مقتل 19 شخصًا عام 2016، حيث لم يكن للبعثة بالكامل أي حديث سوى الأصوات الغريبة التي تُسمع داخل الغرف ليلاً والأشخاص الذين يترجلون خارجها.
محمد محمد قابيل، عضو مجلس إدارة النادي المصري، رئيس البعثة، أكد أنه كان كثيراً ما يسمع تلك الأصوات، ويري خيال أشخاص خارج غرفته ولكنه كان يتجاهلها تماماً.
وأكد «قابيل» أنه فضل الإقامة في ذلك الفندق عن غيره من الفنادق الأخرى، بسبب تأمينه المحكم، وهو ما يحول دون وقوع أي عملية جديدة بداخله، بخلاف باقي الفنادق الأخرى التي قد تشهد عمليات جديدة بسبب عدم تأمينها بالشكل الكافي، لافتًا إلى أنه قبل حجز الأوتيل، قام بجولة داخل العاصمة مع وليد بدر، المدير الإداري للفريق، ووجدوا أنه الأفضل من بين المتوافر.
فيما قال سمير عمر، مسؤول تأمين البعثة من السفارة المصرية، إنه فور تبليغه بوصول بعثة رسمية لخوض مباراة في البطولة الكونفيدرالية، أمام فريق «دجوليبا»، أخذ على عاتقه أن يصارح الجميع بحقيقة ما حدث داخل الفندق الذي كان على يقين بأن البعثة ستختاره بسبب موقعه المتميز وجودة الغرف الخاصة به.
وأضاف عمر: «بمجرد أن فاتحت مسؤولي البعثة في هذا الأمر، طالبوني بعدم الحديث مع اللاعبين عن هذه الأشياء وإخفاء الأمر تمامًا حتى يتمكنوا من النوم، ولا يفقدوا تركيزهم»، مشددًا على أنه كان حريصًا على ألا يتكلم أحد من زملائه في السفارة حول تلك الأزمة أمام لاعبي الفريق، حتى ينتهوا من مهمتهم التي جاءوا من أجلها.
وقال وليد بدر، إنه رغم علمه بالحادث الذي وقع في الفندق، فإنه لا يعتقد في مثل هذه الخرافات، وكان المعيار لديه في مسألة اختيار الفندق، هو التأمين الكافي، والإقامة الجيدة، وهي التي توفرت للاعبين، لافتاً إلى أنه من الطبيعي أن يستشعر أي شخص يعتقد في مثل هذه الأشياء القلق والخوف، بمجرد إبلاغه بأنه وقع في هذا المكان حادث مثل ذاك.
وأشار وليد بدر إلى أنه كان يدخل في نوم عميق بمجرد دخوله الغرفة، ولا يشعر بأي شيء، وأنه كان يندهش من حديث البعض في مثل هذه الأمور.
وقص خضر خضير، مدير مكتب الأهرام في بورسعيد، المتواجد مع البعثة في تلك الفترة، أنه كان يسمع أصواتًا من وقت لآخر، وكان يتغلب على الخوف بالقرآن المسجل على هاتفه المحمول، منذ لحظة دخوله الغرفة وحتى صباح اليوم التالي، حتى يتمكن من النوم ليستطيع القيام بمهام عمله.
ورغم مرور أكثر من عام ونصف العام على المذبحة البشعة التي شهدها الفندق، في العاصمة المالية باماكو، وراح ضحيتها 19 قتيلًا، من أربع دول هي: مالي، والسنغال، وروسيا، والصين، فضلًا عن عدد الرهائن الذين تم احتجازهم، فإن عمال الفندق لا يزالون يتذكرون تلك اللحظات الأليمة، وقال أحدهم، إنه كان من الممكن أن يزيد عدد القتلى عن هذا الرقم لولا وجود أعداد كبيرة من المسلمين بين الرهائن في اليوم الأول، وعندما كانوا يقرأون الفاتحة، كان يتم إطلاق سراحهم على الفور.
المصدر : المصري اليوم