سياحة إلى الطبيعة الخلابة.. رحلة فريدة إلى أربامنج الإثيوبية
تعد مدينة أربامنج بجنوب إثيوبيا، والتي تبعد نحو 500 كلم جنوب العاصمة أديس أبابا، دوحة غناء ولوحة تسر الناظرين وتسعد الزائرين.
وتتميز مدينة أربامنج بجمال الطبيعة وامتلاكها العديد من الموارد السياحية ومصادر الجذب.
وأربامنج، وتعني مدينة الينابيع الأربعين، لتعدد الينابيع وعيون المياه الجارية على جنبات المدينة والتي حولت المنطقة لواحات ووديان خضراء جعلت منها دوحة غناء، كما توجد بها محميات وبحيرات وحدائق أصبحت محط أنظار الوافدين ومصدر جذب للزوار المحليين والسائحين الأجانب.
والمدينة التي لم يتجاوز عمرها سوى خمسة عقود، تعرف أيضا بمدينة الفواكهة وتعد واحدة من الوجهات السياحية بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، فهي قبلة للسواح الأجانب والمحليين، بأراضيها الشاسعة والمغطاة بالغابات والواحات الخضراء، فضلاً عن وجود محمية “نتش سار”، وتفردها بمزرعة التماسيح.
وفي مقابلة إعلامية مع عمدة مدينة أربامنج، سبسبي بونابي، قال “تعتبر مدينة أربامنج وجهة سياحية محلية وأجنبية لما تتمتع به من المواقع السياحية الطبيعية والمناظر الخلاب”.
وأوضح عمدة المدينة، أن أربامنج تقع على ملتقى بحيرتين محاطة بالغابات الكثيفة بأشجارها العتيقة وطبيعتها الساحرة لم تطالها يد البشر ، لافتا إلى أنه بجانب جمال الطبيعة توجد منتزهات سياحية كمنتزه هيلي و بارادايز و امرالد وغيرهم الكثير .
وبحيرتا أبايا وشامو، اللتان تمثلان أحد معالم مدينة أربامنج، تضيفان لها سحرا وجمالا، حيث يربط بينهما جسر أخضر عتيق يعرف بجسر الرب، في مشهد زاد من روعة المكان بجانب الأجواء الطبيعية التي تأخذ الألباب وتسحر القلوب لكل زائر أو سائحا للمدينة.
وتتفرد المدينة أيضا إلى جانب موقعها الساحر، بإنتاج الأسماك فضلا عن وجود أكبر مزرعة للتماسيح التي تحتضن ثاني أكبر نوع من التماسيح ببحيرتي أبايا وشامو، فالمدينة مشهورة بانتاج الأسماك بكميات كبير خاصة أسماك النيل وسمك كودا، مما جعل تناول وجبة الأسماك من الوجبات الأساسية لسكان المنطقة.
وتابع عمدة المدينة، قائلا “حكومة الإقليم لم يغب عنها أهمية البحيرتين وما سيدرانه من خيرات على الحكومة، فبادرت بتهيئة بحيرتي أبايا وشامو، بتوفير الخدمات السياحية المميزة والقوارب التي تجوب وتتجول داخل البحيرات”.
وقال بونابي، إن مدينة أربامنج تعتبر مكان يستريح عنده المسافرين ومحطة رئيسية تتوقف عندها الباصات العابرة إلى جنوب أومو وكونسو على حدود إثيوبيا المتاخمة لكينيا، مشيرا إلى وجود طريق قومي يربط البلاد بكينيا والذي يمر بالمدينة مما زاد من أهميتها.
وللإنسان بصماته وتأثيره وهو ما يزيد من أهمية المنطقة التي تقطنها العديد من قوميات وشعوب إثيوبيا بمختلف دياناتهم وعاداتهم وثقافاتهم، فالمدينة تعتبر إثيوبيا مصغرة، ونموذج للتعايش والسلام والمحبة والأمر الذي زاد من أهميتها، فأهلها يتميزون بحسن الضيافة، فالجميع هنا يتسارعون لخدمة الزائر والسائح، بحسب تصريحات عمدة مدينة أربامنج بجنوب إثيوبيا.
ولفت بونابي، إلى أن إدارة المدينة منحت العديد من المستثمرين المحليين والأجانب تصاريح استثمارية لإنشاء مشروعات تنموية وسياحية وزراعية بالمنطقة.
وقال إنه تم منح ترخيص لشركة عقارات لاستثمار 70 ألف متر مربع من الأراضي، كما منحت شركة فورسيزون العالمية مساحة لإنشاء فندق فور سيزون، مشيرا إلى أن إدارة الشركة قدمت طلب لمكتب رئيس الوزراء آبي أحمد وقد تم تسليم الأراضي لهم.
وأضاف هناك الكثير من الفرص الاستثمارية وقد نفذت إدارته في مجال السياحة عدد من المشروعات حتى خلال فترة جائحة كورونا تمت دراسات أولية مسحية لبعض المشروعات.
وبالرغم من أن قضية نقص المياه تشكو منها بعض المدن الإثيوبية، إلا أن مدينة أربامنج هي من المدن القليلة التي لا تعرف هذه المشكلة، فهنا لا تجد صعوبة في الحصول على المياه العذبة الطبيعية. وأكد عمدة المدينة في حديثه لـ”العين الإخبارية” أن إدارته تمكنت من وضع خطة باستخراج وتوفير مياه تكفي للسنين المقبلة.
وأشار المسؤول المحلي، إلى أن مدينة أربامنج من أكثر مدن إثيوبيا التي حظيت بزوار رؤساء بعض دول الجوار الإثيوبي.
والمدينة التي تتمتع بكل هذه المزايا، حظيت أيضا بزيارات لكبار الزوار ليس من المسؤولين المحليين فحسب وإنما بزيارات رؤساء دول الجوار الإثيوبي، فهي تعتبر وجهة لعدد من الرؤساء الافارقة بجانب زيارة كل الرؤساء الذين تعاقبوا على سدة الحكم بالبلاد.
حيث زارها الرئيس الإرتري أسياس أفورقي، والرئيس الكيني أهور كينياتا والأوغندي موسيفيني، فجميعهم زاروا المدينة الساحرة كل على حدا .
ويملك الإمبراطور هيلا سلاسي، بمدينة أربامنج قاعة كبيرة متدثرة بالغابات الكثيفة كحسناء تتوارى عن الزوار ، فيما أنشا عليها منقستو هيلماريام، قاعة على الطبيعية، ومطار حربي تحول لاحقا إلى مطار مدني.
أما رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي آبي أحمد، فيعتبر الزائر الأكثر تكرار لهذه المدينة الساحرة، فقد زارها بصحبة الرئيسان الإرتري والكيني كل على حدا، فضلا عن زيارته المتعددة بصحبة أسرته.
كما لم تغب عن زيارتها رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي التي زارت المدينة قبل أشهر.
وهناك على الضفة الأخرى من معالم مدينة أربامنج توجد محمية “نتش سار”، موطن للحيوانات البرية النادرة، فهي الأخرى مصدر من مصادر السياحة الجاذبة حيث يقصدها الكثيرون من السواح المحليين والعالميين .
وأضاف المسؤول المحلي، أنه سيكون من المهم تعزيز السياحة في هذه المدينة الساحرة بطبيعتها الخلابة من خلال تنمية مواقعها السياحية والطبيعية.
وأضاف لم تكن عملية تنمية وصناعة السياحة أمرا مكلفا فالمدينة تتمتع بمواقع سياحية جاهزة ويمكن أن تكتمل في فترة وجيزة وتصبح من المدن السياحية العالمية.
وللمدينة مطار كبير أنشئ في عصر منقستو هيلماريام كقاعدة للقوات الجوية الإثيوبية، وأصبح الآن مطارا دوليا يستقبل رحلات مدنية يوميا.