شبح أم شيطان؟.. حكاية منزل كرانمر المسكون بأمريكا.. صور
من بين كل المنازل المسكونة بالولايات المتحدة الأمريكية، اكتسبت بعضها سمعة سيئة أكثر من غيرها، كمكان له تاريخ طويل من الحوادث الخارقة للطبيعة المرعبة.
ومن أشهر تلك المنازل، منزل «كرانمر Mr. Cranmer» الذي اكتسب شهرة واسعة مؤخرا، بعد صدور كتاب خاص عنه، وظهوره في بعض حلقات البرامج المتخصصة في الأماكن المسكونة.
تقول الروايات المحلية، إن المنزل المعروف الآن باسم “منزل كرانمر” بني في القرن التاسع عشر، في قطعة أرض كان مدفوناً بها مجموعة من الأسر الأوروبية، التي تعرضت للذبح بوحشية على يد قبيلة من الأمريكيين الأصليين، ويدعي البعض أن ساحرا لإحدى تلك القبائل، ألقى لعنة شريرة على الأرض التي قام فوقها المنزل بعد ذلك، وفقا لما نشره موقع “Listverse” الإلكتروني.
في ديسمبر 1988، انتقل دكتور “بوب كرانمر” وأسرته إلى منزل واسع، يزيد عمره عن المائة عام، بني على الطراز الفيكتوري في شارع “براونزفيل” بمدينة “بطسبورج” بولاية “بنسلفانيا”، بعد أن اشتراه بسعر مغري جدا، لا يتناسب مع حجم المنزل أو فخامة معماره، وهو ما جعل “كرانمر” يتوجس في البداية، قبل أن ينسى مخاوفه ويبدأ في استقبال حياته الجديدة بمنزل الاحلام.
قال “كرانمر”، إن الحوادث الغريبة بدأت من قبل حتى أن ينتقلوا إلى المنزل، حيث شهدت زياراته للمنزل قبل الشراء لمعانته مع أسرته تكرار واقعة غريبة، وهي سماع ابنه الصغير يبكي وهو جالس على السلم الداخلي للمنزل، بدون أي سبب وبدون معرفة الطفل نفسه بالسبب الذي دفعه للبكاء.
بعد انتقال الأسرة إلى المنزل، تملكهم شعور غريب بانهم ليسوا وحدهم، وكان هذا الشعور قوياً بشكل خاص لدى “كرانمر” وزوجته، وإن كان الأطفال أيضاً قد أعربوا عن خوفهم من المنزل، خاصة عند النوم وحدهم ليلاً أو عندما يتركهم الابوان لزيارة أحد الاصدقاء أو الجيران، إلا أن هذا الشعو المبهم سرعان ما بدأت تدعمه حوادث حقيقية، أكدت للأسرة كلها ان صحة مخاوفها.
بدأت الاحداث الغريبة بإغلاق المصابيح الكهربائية أو تشغيلها بدون أن يكون أحد أفراد الأسرة فعل ذلك، قبل أن يتزايد الأمر وتبدأ الأسرة في رؤية أزرار المصابيح الكهربائية تفتح وتغلق من تلقاء نفسها أمام أعينهم، وتبع ذلك تصاعد لظاهرة سقوط الاشياء من على الموائد والمكاتب، وسماع أصوات طرقات على حوائط المنزل، وبعض قطع الأثاث.
ازدادت الأمو سوءً بمرور الوقت، مع محاولة القوى الشريرة المسيطرة على المنزل، تأكيد وجودها وقوتها، وبدأ الأبوان والأطفال يرون طيفا أسود، أشبه بسحابة سوداء، يمر أحيانا قرب غرفة بعينها، كانوا يسمونها الغرفة الزرقاء، قبل أن يبدأ ذلك الطيف الأسود في التعرض لهم، وإصابتهم بنوبات من الفزع، سواء اثناء سيرهم في المنزل أو أثناء نومهم.
لاحظ “كرانمر” أكثر من مرة، تساقط قطرات من سائل أحمر في عدة أماكن بالمنزل، كانت غالبا تظهر على الحوائط، تأكد “كرانمر” بعد فحصها أنها دماء، وإن لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت تلك الدماء بشرية أو حيوانية، وعلى الرغم من وصول الأمر في تلك المرحلة لدرجة عالية من الخطورة والرعب، إلا أنه قرر البقاء في المنزل، وشك أنه ربما يكون أحدهم يحاول خداعه وجعله يعتقد بأن المنزل مسكون.
عندما قرر “كرانمر” وزوجته عدم ترك المنزل، وصلت الأمور إلى حد جعلهم يتأكدون من أن كل وقائع التي حدثت هي بفعل أشباح أ شياطين، وليست مجرد خداع، حيث بدأ أفراد الاسرة يتعرضون للمسات من اياد خفية، غالباً عندما يكون كل منهم وحده، وبدأت تلك اللمسات تتحول أحياناً لخربشات بأظافر طويلة، كانت تترك اثراً ظاهراً على الجلد، وبدأت في لتطور والازدياد ف القوة، حتى وصلت لمحاولات الخنق ليلاً اثناء النوم.
طلب “كرانمر” المساعدة من كنيسة المدينة، وشهد المنزل محاولات تطهير لمدة تزيد عن السنتين ونصف، قام بها عدد كبير من القساوسة والمتخصصين في طرد الأرواح الشريرة، إلا أن “كرانمر” كان يعتقد أن القوة الشريرة التي تسيطر على المنزل ليست مجرد شبح أو روح إنسان ميت، بل هي شيطان مارد خبيث، ونقل رايه للقساوسة، مستشهداً بعدد من الصلبان التي تعرضت للكسر.
على الرغم من نجاح عمليات تطهير المنزل وطرد الارواح الشريرة التي كانت تسكنه، إلا أن هذا لم يمنع “كرانمر” من البحث في ماضي المنزل، والبحث في الكتب القديمة عن مواصفات متوافقة مع ما مر به هو وأسرته، خاصة الطيف الأسود، وقد وصل للاعتقاد بان المنزل كان مسكوناً من شيطان يسمى “مولوخ”، أو (Moloch) بالإنجليزية، وهو شيطان كانت تعبده بعض القبائل في بلاد كنعان قديماً، وكانوا يقدمون له الأطفال الصغار كقرابين بشكل مستمر.
يعتقد “كرانمر” أن أحد السكان السابقين للمنزل، كانوا ممن توارثوا عبادة ذلك الشيطان، وهذا الساكن هو طبيبا كان يسكن في المنزل قبل عدة أجيال، واشتهر في المنطقة بإجراءه عمليات الاجهاض بأسعار زهيدة، حتى شاع صيته في المدن المجاورة، وأن الأجنة وبقاياها التي كان ذلك الطبيب يجمعها كانت تستخدم كنوع من القرابين للشيطان، وذلك لصعوبة تقديم أطفال احياء كقرابين في عصرنا الحالي، إلا أنه لا يوجد أي دليل يؤيد نظرية “كرانمر”، وإن كان قد تأكد بشهادة من شاركوا في عمليات طرد الأرواح الشريرة أن المنزل كان مسكونا بالفعل.