مع بداية العدد تنازلى لانعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، يترقب العالم مخرجات القمة التى من المفترض أن تضع حلولا لتداعيات التغير المناخية التى يعانى منها العالم ولاسيما عددا من دول القارة الإفريقية التى وقعت السنوات الأخيرة ضحية لانبعاثات الدول الكبرى.
ويشارك فى هذه القمة السنوية قادة العالم من 197 دولة ومسؤولون رفيعو المستوى فى الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.
وف الوقت الذى تبحث فيه الدول الأفريقية عن حلول ومساعدات للتخفيف من آثار الظاهرة، يخشى العاملون فى مجال المناخ من أن يثير المؤتمر انقسامات وتركز كل دولة على ما تحتاجه، وقالت إيما هيرد، الشريك فى مجال تغير المناخ والاستدامة فى EY أن إزالة الكربون وأزمة الطاقة الحالية يسيران جنبًا إلى جنب، وأن كوب 27 يعقد فى عالم مختلف عن مؤتمر العام الماضى، ومن المرجح أن يكون أكثر انقساما لأنه سيركز أكثر على تفاصيل ما تحتاجه كل دولة.
لكن ستظل الكثير من الدول وبلدان العالم يجمعهم ضرر مشترك من آثار التغير المناخى وتداعيات تقدر خسائرها بالمليارات، ففى أستراليا يأمل الأستراليون فى إزالة الكربون وبحسب شبكة دبليو إيه توداى الأسترالية، أن المؤتمر، يجب أن يدفع أزمة المناخ مجددا إلى قمة جدول الأعمال، وسط مخاوف من أن الحرب فى أوكرانيا وأزمة الطاقة قد جذبت تركيز الحكومات بعيدًا عن تحقيق أهداف إزالة الكربون.
وستظل أفريقيا الضحية الكبرى للانبعاثات رغم أن القارة السمراء تسهم بـ 4% فقط من الانبعاثات الكربونية العالمية إلا أنها تواجه آثار التغير المناخى التى تعيق جهود التنمية، لذا تضع مصر على رأس أولوياتها التحديات التى تواجهها القارة السمراء، وذلك تكريسا لاستراتيجية قيادة القارة والتحدث بلسانها فى المحافل الدولية.
وقبيل المؤتمر دعا ممثلون عن 24 دولة إفريقية الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها المالية، والتى تم التعهد بها، لمساعدة القارة على التكيف مع تبعات التغير المناخي.
وقال الممثلون عن الدول الإفريقية فى بيان، صدر عن منتدى التمويل الدولى والتعاون الإنمائى بنسخته الثانية، والذى استضافته مصر، إنهم يحضون الدول المتقدمة على الوفاء بتعهداتها المتعلقة بالتمويل المخصص لقضايا المناخ والتنمية، بجانب الوفاء بالالتزامات المتمثلة فى مضاعفة التمويل المخصص لعمليات التحول الأخضر، وتحديدًا للدول الافريقية.
وبحسب البيان، قال ممثلو الدول الإفريقية أن التأثير على القارة، والذى يحدث نتيجة للتغير المناخى “غير متناسب”، إذ أن القارة السمراء تساهم بأقل من 4٪ فى انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كما أن غابات حوض الكونغو تمثل “الرئة الخضراء” الرئيسية للكوكب، مثل غابات الأمازون.
ودعا ممثلو الدول الإفريقية من القاهرة إلى “خفض كلفة الاقتراض الأخضر”، مشيرين إلى “الدور الحاسم للمنظمات المالية الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف” فى هذا المجال
ومن المقرر أن تستعرض مصر خلال المؤتمر، عدة قضايا فى مقدمتها آثار التغيير المناخى على البلدان الأفريقية، مثل: تزايد وتيرة وحدة الظواهر المناخية المتطرفة، وارتفاع منسوب البحر، والتصحر، وفقدان التنوع البيولوجي، مع ما تمثله هذه الظواهر من تهديد لسبل عيش الإنسان ونشاطه الاقتصادى وأمنه المائى والغذائى وقدرته على تحقيق أهدافه التنموية المشروعة والقضاء على الفقر.
وكان أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة قادة العالم فى الأول من نوفمبر بمؤتمر جلاسكو 2021، نداء شدد من خلاله على أن COP27 سيكون مؤتمرًا أفريقيًا حقيقيًا، حيث نأمل أن نحقق تقدمًا فى مجالات الأولويات مثل تمويل المناخ والتكيف والخسارة والأضرار، لمواكبة التقدم الذى يأمل العالم أن يحققه فى جهود التخفيف والوصول إلى الحياد الكربونى تنفيذا لهذه التوجهات.
وتأتى قضية التكيُف مع تغير المناخ والتخفيف من تداعياته السلبية ومعالجة الخسائر والأضرار، ثم قضية حشد تمويل المناخ، على رأس الرؤية الافريقية
التى ستستعرضها مصر امام مؤتمر المناخ Cop27، وتتطلع القيادة السياسية فى مصر أن يسهم هذا الحدث فى بلورة موقف إفريقى موحد خلال المؤتمر بهدف إنجاحه وخروجه بالنتائج المنشودة لتعزيز عمل المناخ الدولى على شتى الأصعدة.