بعد 6 أعوام فى سُدة الحكم.. ميشال عون يغادر قصر بعبدا .. وفراغ رئاسى يلاحق لبنان
غادر الرئيس اللبنانى ميشال عون، البالغ من العمر 89 عاما، القصر الرئاسى فى بعبدا بلبنان، اليوم الأحد، وسط إجراءات أمنية مشددة متوجها إلى منطقة الرابية شرقى بيروت، حيث يستقر هناك.
تأتى مغادرة عون قبل يوم واحد من نهاية ولايته الدستورية، بعد أن أمضى 6 سنوات فى سُدة الحكم، تاركاً لبنان لحكومة تصريف أعمال، وفراغ رئاسى، حيث لم يتم الاستقرار على من سيخلف عون .
وقرر عون أن يغادر “بعبدا” قبل يوم واحد من انتهاء ولايته الرئاسية، باعتبار أنه يوم عطلة رسمية فى لبنان، ما يسمح بحشد شعبى أكبر مما كان سيكون عليه الوضع يوم الإثنين.
منذ ساعات الصباح الأولى، تستكمل التحضيرات اللوجستية فى محيط القصر الرئاسي، الذى افترشه مناصرو “التيار الوطنى الحر”، حيث باتوا ليلتهم فى الخيم بمحيط القصر، تعبيراً عن حبهم ووفائهم لـ”ميشال عون”، مطلقين شعار “معك مكملين”، وصبغت المنطقة المحيطة بالقصر الجمهورى باللون البرتقالي، الذى يعتمده تياره لوناً رسمياً لهم.
وفى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت بيروت خرج الرئيس عون من مكتبه، ودع كبار الموظفين، ثم أدت كتيبة من الحرس الجمهورى التحية للرئيس، وعُزفت موسيقى الجيش والنشيد الوطنى وموسيقى عرض حرس الشرف، ثم توجه إلى منصة خاصة أمام المواطنين الذين شاركوا فى وداعه وألقى كلمة فى هذه المناسبة، ثم غادر الرئيس فى السيارة الرئاسية قصر بعبدا وسط جموع المودعين متوجهاً نحو الرابية.
خيام وأعلام برتقالية
نصب منصارو عون خيماً في المنطقة المحيطة بالقصر، حيث قضوا ليلتهم الماضية فيها، علماً بأنها منطقة تعتبر خاضعة لحراسة أمنية مشددة وتقع بعد الحاجز الأول الرئيسي للقصر، إلى جانب رفع أعلام التيار البرتقالية في منطقة بعبدا على الأعمدة على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري.
فراغ
ترك عون لبنان بدون حكومة وتتلاشى احتمالات تأليف حكومة جديدة تدير البلاد في ظل الفراغ الدستوري المنتظر بعد عجز البرلمان عن انتخاب خليفة لعون، حيث عجز البرلمان اللبناني حتى الآن عن الاتفاق على من يخلف عون في هذا المنصب الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان.
ويهدد الخلاف بين فريقي عون ورئيس الحكومة المكلف ميقاتي حول صلاحية تسلم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئاسة الأولى، بفوضى دستورية يخشى كثيرون أن تؤدي إلى فوضى أمنية.
انتخاب الرئيس
من جانبه، أكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “الرئاسة بصلاحيتها ودورها أساس الاعتراف بوحدة لبنان كيان ودولة، فالرئيس فوق كل رئاسة وإن العودة إلى نغمة “الترويكا” قد ولت”.
وقال خلال عظة اليوم الأحد التي تلاها من كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ” نتمنى لعون التوفيق بعد مغادرته الرئاسة ونناشد النواب انتخاب رئيس جديد للبلاد لأن الشغور الرئاسي هو مؤامرة على لبنان”.
وأضاف “نودع عون ونتمنى له الخير بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية ولم يكن عهده سهلاً بل محفوفاً بالأخطار والظروف الصعبة، فكان لبنان وسط محاور المنطقة وعرف أسوأ أزمة”.
واختتم الراعي داعياً: “لاختيار رئيس يتمتع بتجربة إدارة الشأن العام وبالقدرة على جمع مواطنيه حول مبادئ لبنانية والولاء للبنان فقط واستعادة علاقات لبنان فالرئاسة ليس هواية بل هي حكم وقيادة الشعوب”.
المصدر : اليوم السابع