باراسيكولوجيا .. علم يكشف قدرات الإنسان الكامنة
يصنّف علم باراسيكولوجيا على أنه علم «الظواهر الخارقة»، كونه يعمل على تطوير قدرات الإنسان الروحية، ويعد التخاطر أو استشراف بعض الأحداث المستقبلية أو اكتشاف الأمراض، بعض القدرات الموجودة داخل المرء، والتي من بينها ما يطلق عليه «الحاسة السادسة»، ويرتقي بها الشخص بنفسه من خلال تمارين عدة، حسب الاختصاصي في علم باراسيكولوجيا، الكويتي الدكتور مكي إبراهيم، الذي أكد ان «تطوير تلك القدرات لا يتعارض مع الدين»، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أن تقنيات الباراسيكولوجيا تسهم في تحسين تعامل الإنسان مع كل ما يعترضه في الحياة، ما يعني أنه ينعكس إيجاباً على حياته ككل.
وسائل
قال الدكتور مكي إبراهيم إن «لجوء كثير من البشر إلى وسائل يمكن ان تقدم لهم معلومات عن الحاضر والمستقبل، ومنها قراءة الفنجان أو الكف أو ضرب الودع وغيرها، ليس لها داعٍ، لأن الإنسان نفسه يملك قدرات خاصة، ولا يعرف بها»، مؤكداً أن «تلك الوسائل لن تفيد المرء، بل غالباً ما تضيعه، وتشوّش الذهن والعقل والنفس، لأنها لا تعتمد على أسس ثابتة ونتائجها تكون مضللة».
وعرّف إبراهيم الذي يقيم في دبي، الباراسيكولوجيا بقوله إن «كلمة (بارا) تعني كل ما هو فوق الطبيعة، ولكنني اختلف مع الذين يقولون ذلك، لأن الإنسان ابن الطبيعة، وبالتالي فكل ما يصدر عنه من الطبيعة أيضاً، ولكنها سميت (بارا) لأن الناس تجهل هذه الظاهرة، وبالتالي يعتبر كل من يتمكن من قدراته إنساناً غير عادي، إذا ما قورن مع الشخص الذي لم يكتشف قدراته بعد».
وذكر أن «البشر يتكلمون عن طريق الفم، فيما من خلال التخاطر مثلاً، لا تستخدم هذه الوسيلة، وبالتالي تعتبر عملية غير طبيعية بنسبة معينة»، مضيفاً ان «لدى الإنسان طاقة جبارة، لكن عليه أن يستكشف ذاته، لأنه يمتلك الكثير من القدرات الروحية كالتنبؤ إلى حد ما، مثلاً كأن أرى كتاباً وأعرف ما بداخله قبل ان أقرأه، ولكن ضمن حدود معينة، أو معرفة بعض الأحداث المستقبلية، فالأحلام ظاهرة تخبرنا ببعض الأمور التي ستحدث معنا، لذا يمكن القول إن لدى البشر معرفة جزئية ببعض الأمور المستقبلية، فيما الحاسة السادسة تعد إحدى الآليات، وهي إما أن تأتي منذ الولادة أو من خلال الممارسة. ومن الممكن تنمية قدرات كثيرة عند الإنسان ومنها قدرة العين، وبالتالي من خلالها يمكنني استكشاف أمراض الشخص الذي يقابلني».
تنمية
تحتاج تلك القدرات الروحية – وفق الاختصاصي في علم باراسيكولوجيا – إلى تنمية، كما أنها تتأثر بالتنشئة التربوية التي تؤثر في السلوك والشخصية. وقال إن «التمارين التي تساعد الشخص على تنمية قدراته كثيرة، وقد تنطلق من اليوغا أو من بعض الفلسفات الأخرى كالتصوف مثلاً، أو وسائل مختلفة، وكذلك يمكن اللجوء الى التنفس أو التأمل اللذين يرتبطان باليوغا».
ومن التمارين الأخرى التي أشار إليها إبراهيم «تمرين الصمت» الذي يفرض على المرء الدخول في عالم هادئ، وإغلاق الأذنين للانقطاع عن الدنيا والانعزال، فيما «تمرين الظلام»، هو تخيل الوجود في العدم، وبالتالي سيرى المرء أشياء غريبة أثناء هذا التمرين الذي يعد الأصعب والذي يعمل على تقوية القدرات الحسية. وشدد على وجوب «معرفة الإنسان التمارين المناسبة له قبل اختيارها، فتمارين التنفس على سبيل المثال تفوق الـ،100 وبعضها قد يحمل أخطاراً على المرء إن كان يعاني من مشكلات صحية».
ووضع إبراهيم شروطاً لممارسة تلك التمارين، ومنها «ألا يعاني ممارسها من الفصام، وأن يكون خالياً من الوساوس الذهنية والعقد»، لافتاً إلى أن تنمية القدرات تحتاج الى وقت يتباين من شخص لآخر، إذ قد تتم في لحظة واحدة، أو تحتاج الى سنوات لأن ذلك مرتبط بمدى استعداد الشخص وعلمه وقراءته، مشيراً إلى أنه لا يعلّم المتدربين عنده بالتلقين، بل يطلب منهم ممارسة تمرين التنفس مثلاً لمدة ثلاثة أشهر، ويطلب من الممارس ان يعود بملاحظاته، ما ينمّي لديه الملاحظة والاستنتاج واستقراء السلوك والشخصية، و«النتيجة الآنية أمر خاطئ، لأن التغيير ليس سهلاً، ويحتاج إلى وقت، وقد يمتد لسنين طويلة، علماً بأنه قد يكون سهلاً على البعض اكتشاف قدراتهم من جلسة واحدة»، مؤكداً أن القدرات الروحية تنعكس على تعليم الإنسان وتخطّي المشكلات بسعة صبر دون الوصول لليأس والإحباط، وتنمي الحماس، وتعزز التفاؤل، والقدرة الإنتاجية داخل المرء.
قدرات
حول الربط الذي يقيمه البعض بين القدرات الروحية والسحر، قال إبراهيم إن «السحر وتحضير الأرواح أمران ليسا مرتبطين بالقدرات الروحية، فالبعض يعطي نفسه هالة لاستمالة عقول الناس، في حين يمكنني تأكيد أن فائدة القدرات الروحية تعود على الإنسان نفسه بالدرجة الأولى». أما قدرة التنبؤ التي يستخدمها البعض، فتعد من القدرات الجزئية التي يوجد فيها مجال للخطأ، لأنه وفقاً للاختصاصي في الباراسيكولوجيا هناك حدود لمعرفة الإنسان وقدراته التنبؤية، و«لكنها موجودة بدليل أن بعض الحيوانات والنباتات تتنبأ، لذا فهذه القدرة يمكن ان تتطور مع التمارين».
ولفت إبراهيم إلى أن الوعي بتلك القدرات يتكون من خلال الممارسة والتجربة، منوهاً إلى أن الإنسان شغوف بمعرفة المجهول، وقد زادت في الآونة الأخيرة أعداد المهتمين بهذا العلم. ولفت إلى ان التفاؤل يعتبر تمريناً يوصل المرء إلى مراده في الحياة.
واعتبر المتابعة في ممارسة التمارين ليست من الأمور الضرورية «لأن التمارين الروحية لا تحتاج الى اعادة الشحن، فهي تماماً كأشعة الشمس التي نشعر بها بمجرد رؤيتها، وبالتالي يحس الإنسان بالتكامل عقب أن يطور قدراته»، وأكد ان تطوير المرء لقدراته الروحية يميزه عن الأشخاص العاديين، فيكون «الفرق بين الاثنين تماماً كما الفرق بين الطابق الأول والطابق الرقم 100 من مبنى معين»، حسب إبراهيم.
المصدر : الإمارات اليوم