بعضها للنساء فقط .. 25% من البشر يمتلكون قدرات خارقة
ظل وجود القوي الخارقة للطبيعة منحصرًا ضمن الكُتب المصورة، أو أفلام الخيال العلمي، ومع ذلك؛ يمتلك العديد من البشر حواس فائقة مُثيرة للدهشة، تعمل بقدرات أبعد كثيرًا عن قدرة الإنسان العادي، فمن القدرة على تذكر الوجوه، إلى استطاعة رؤية ألوان لا يراها الناس، مرورًا بحاسة التذوق الخارقة، كلها قدرات شائعة أكثر مما يتصور البعض.
ويعتقد أن حوالي 1 إلى 2 في المائة من البشر لديهم ذاكرة خارقة للمألوف، إذا يستطيعون التعرف على وجوه جميع البشر الذين قابلوهم في حياتهم، وتذكرهم على مدى فترة طويلة من الزمن، وهو أمر «خارق» للعادة، فالإنسان الطبيعي يمكنه التعرف على 20 في المائة من الوجوه التي لمحها من قبل، غير أن الأشخاص ذوى الذاكرة الحديدية؛ يُمكنهم التعرف على 80 في المائة من تلك الوجوه.
«سوبر ركوكنيزر» أسم يُطلق على مُتذكري الوجوه الخارقين، وهي ظاهرة عُرفت قبل قرون، فالأباطرة الرومان استخدموا أصحاب الذاكرة الخارقة أثناء الاحتفالات والمناسبات المُزدحمة، للتعرف على الاعداء المُندسين وسط الزحام، وحديثًا؛ استخدمت الشرطة البريطانية أحد ضباطها للتعرف على 180 شخصًا قاموا بأعمال الشغب في عام 2011.
التفسير العلمي لتلك الظاهرة يكمن في الدماغ، فهناك نوعان من المناطق الصغيرة المُخصصة لعملية التذكر والموجودة على جانبي المُخ، ويُعتقد أن البشر المحظوظين بتلك الهبة لديهم نشاط في تلك المناطق.
يملك الشخص الطبيعي نحو 10 آلاف من براعم التذوق على اللسان، وهي آليات تسمح للإنسان بالتعرف على الطعم، سواء كان مالحا، حامضا، حلوًا أو مرًا، ويمتلك البعض نحو ضعف هذا العدد، اولئك هم المتذوقون الخارقون.
وفقًا للدراسات العلمية، يمتلك 25 % من البشر خاصية التذوق الخارقة، التي تُمكنهم من الإحساس بالنكهات الغريبة الموجودة بالأطعمة المختلفة، لكن؛ هل تُعد تلك الحاسة نعمة؟
الإجابة هي لا، فوفقًا لبحث منشور في جامعة «كونيكتيت»، تكون أجساد المتذوقون الخارقون أقل حجمًا، بسبب استيائهم من تذوق الأطعمة الحلوة والدهنية، وهم أكثر عُرضه للإصابة بسرطان القولون بسبب تجنب تناول الخضروات لإحساسهم بطعمها اللاذع؛ الذي لا يُدركه معظم البشر، علاوة على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب لديهم.
النساء يختلفن جينيًا عن الرجال، الأمر الذي أهل بعضهن للحصول على قدرة خارقة حصرية على الإناث، فنسبة من السيدات يتمتعن برؤية الألوان بصورة أكثر حيوية، والكشف عن الفروق الموجودة في الظلال، بسبب طبيعة شبكية أعينهن.
هناك ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية في شبكية العين لدى البشر، تستجيب تلك الخلايا لأطياف مُختلفة من الضوء، وبالتالى تختلف الألوان، بعضنا يملك خلايا مخروطية يشوبها عيب جيني، يجعل التفرقة بين اللونين الأحمر والأخضر، على سبيل المثال، أمرًا في غاية الصعوبة، فيما تمتلك بعض النساء نوعًا من إضافيًا من الخلايا المخروطيةفي عيونهن، وهذا يعنى رؤية تفاصيل إضافية لا يمكن للشخص الطبيعي رؤيتها.
النساء يحتكرن خاصية الرؤية الخارقة للمألوف، لأن الجين المسؤول عن خلق الخلايا المخروطية يقع على كروموسوم X، وحيث أن النساء لديهن اثنين من ذلك النوع من الكروموسات؛ يُمكن أن تحدث تلك الطفرة عن طريق تكوين 4 خلايا مخروطية، على عكس الرجل، الذي يحتوى شريطهم الجيني على كروموسوم X وحيد.
يصعب على مُعظمنا تذكر الأمور كما هي، فسيكون مُجهدًا للدماغ البشري أن يسترجع التفاصيل الدقيقة ليوم مر عليه شهر، ناهيك عن تذكر ما حدث في اليوم نفسه قبل عدة سنوات، لكن البعض قادر على تذكر كل ما حدث في حياتهم، بفضل ظاهرة نادرة تُسمي «هايبر سيميثيا» أو الذاكرة شديدة التفوق.
«أوريليان هايمان» طالب في جامعة «دورهام» البريطانية، يبلغ من العمر 22 عامًا، وبحسب ما يشير موقع ديلي ميل، يستطيع هذا الشاب تذكر الأحاديث التي دارت في أي يوم من حياته، الملابس التي كان يرتديها، البرامج التليفزيونية التي شاهدها أو حتى أغاني البوب التي اعتاد سماعها في زمن مضي، باختصار؛ يستطيع ذلك الطالب تذكر كل شئ.
ظهرت قدرة «أوريليان» عندما كان في سن 11 عامًا، ليبدأ العلماء في إجراء دراسات على دماغه، ليكتشف الباحثون إن ذكرياته طويلة الأجل يتم تخزينها في كلاً من الفص الجبهي الأيمن والأيسر، خلافًا لباقي البشر الذين يخزنون ذكرياتهم في فص الدماغ الأيمن فحسب، وهو الأمر الذي عزز حيوية الاحتفاظ بالذكريات، وساهم في سرعة استرجاعها دون جهد.
ولكن، هل قوة التذكر مثل كومبيوتر عملاق شئ محمود؟، يقول العلماء إنها يمكن أن تكون لعنة مُصاحبة لحياة الفرد، لأن تفاصيل الصدمات الحياتية ستظل إلى الأبد في دماغ صاحبها، بنفس الوضوح على مر الزمان.