الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة .. حكايات وأسرار!
كانت الملكة المصرية القديمة كليوباترا تعشق اللون الأخضر، وكانت تحث النباشين (متخصصي التعدين والتنقيب في ذلك الوقت) على البحث عن الأحجار الكريمة الخضراء، فكانت النتيجة هي اكتشاف الزمرد!
تلك الحكاية تذكرها كتب التاريخ والعلوم التي تؤكد أن الزمرد تم استخراجه لأول مرة في مصر، من المناجم الصخرية والرخامية، التي تنتشر في معظم الأراضي المصرية الغنية بالمعادن.
ورغم قدم تلك الواقعة إلا أن العلماء لا يعتبرون الزمرد هو أقدم حجر كريم بل يمنحون هذا اللقب لبلورات «الزركون» والتي يرجع علماء الجيولوجيا عمر هذا الحجر الكريم والملقب بـ «ألماس الفقراء» بأكثر من 4 مليارات عام!!
نعم!!.. الرقم صحيح (4 مليارات عام)!! ولذلك فهو يصنف كأقدم الأحجار الكريمة على وجه الكرة الأرضية!!
ورغم عمره التقديري الكبير هذا إلا أن الزركون لم يتم اكتشافه بشكل علمي إلا عام 1789 على يد العالم الألماني كالابروت أثناء دراسته الأحجار الكريمة المستخرجة من جزيرة سيريلانكا..
والطريف أنه التبس عليه الأمر بسبب اللون الأحمر فأعتقد أن الزركون هو نوع من الياقوت الأحمر!!
ومنذ اكتشافه وهو من أكثر الأحجار الكريمة إثارة للجدل واللبس عند المنقبين إذ أن الزركون يتواجد بعدة ألوان منها الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر بالإضافة لنوع عديم اللون، مما يتسبب في حدوث خلط بينه وبين الأحجار الكريمة الأخرى مثل الألماس والزمرد والياقوت وغيرها!.
وبعيدا عن الزركون وجدله ننتقل إلى الألماس (أو الألماظ كما يطلق عليه البعض) وهو الحجر الكريم الأشهر حاليا خاصة في هدايا الخطوبة والزواج، ويتميز الألماس (أو الماس) بصلابته ونقائه.
ولا يوجد تاريخ محدد أو مكان محدد لظهور الماس فهناك علماء يقدرون عمره بأكثر من 3 مليارات من الأعوام! ولكن المؤكد أنه في العصر الحديث ظهر في افريقيا على يد المستكشفين الاوروبيين والذين قاموا بتهريب ما اكتشفوه لبلدانهم وقدموه لقيادات تلك الدول فكان الماس رمز الثراء الأول بين أغنياء وحكام أوروبا في بدايات القرن الثاني عشر!!
ولا ينافس الماس في الشهرة والانتشار إلا الذهب وهو المعدن النفيس الأكثر انتشارا في العالم وله مكانة خاصة جدا إذ يعد من الأوعية الادخارية الأكثر مصداقية لدي الشعوب والحكومات في العالم.