من الملكية إلى الجمهورية الجديدة.. 5 حروب خاضتها مصر ضد إسرائيل دفاعا عن العرب
الرئيس السيسى يطلق مبادرة لإعادة إعمار غزة بـ 500 مليون دولار.. ومصالحة فلسطينية برعاية مصرية في 2021
المساعدات الإنسانية لم تتوقف يوما .. عبور 9000 شاحنة عبر معبر رفح منذ بدء دخول المساعدات.. وإرسال 88 سيارة إسعاف جديدة للجانب الفلسطيني
كانت القضية الفلسطينية على مدار تاريخها هي القضية المركزية للدولة المصرية، فكانت ارتباط مصر وشعبها بالقضية الفلسطينية تفرضه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية العربية، لذلك كان الموقف المصري من دعم القضية الفلسطينية ثابتا لا يتغير ولا يخضع لأي ظروف أو أزمات عالمية أو إقليميةـ، ولم تكن أيضا ورقة سياسية تستخدمها مصر لتحقيق مصالحها، أو إجراء أي مساومات سياسية، فقد كانت مصر هي صاحبة القضية، الحاضرة في كل الأزمات والمدافع الأول عن الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة، فكانت مصر أول من تصدى لهجرة اليهود للأراضي الفلسطينية في 1946 عندما اجتمعت 7 دول عربية في قمة أنشاص التي عقدت بدعوة من الملك فاروق الأول.
مصر تشارك في حرب 48 رفضا لتقسيم فلسطين إلى دولتين
أعلنت بريطانيا إنتهاء انتدابها على فلسطين، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية ، فقررت المملكة المصرية آنذاك خوض حربا مسلحة ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين، والتي تشكلت من الپلماخ والإرگون والهاگاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين، بمشاركة عدد من الدول العربية من بينها الأردن و العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية.
في قمة الخرطوم .. مصر ترفع شعار “لا اعتراف .. لا تصالح .. لا تفاوض” مع إسرائيل
ورغم الهزيمة العربية في حرب 48 والتي تعددت أسبابها، ولكن المؤكد أن الجيوش العربية تعرضت لمؤامرة بريطانية لإحباط محاولاتها في طرد المهاجرين اليهود، لكن ظلت القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدولة المصرية فرفع الزعيم المصري جمال عبد الناصر شعار “لا اعتراف .. لا تصالح .. لا تفاوض” مع إسرائيل، خلال قمة الخرطوم، كما بذل القائد المصري جهودا كبيرة من أجل تنظيم البيت الفلسطيني من الداخل من خلال اقتراح انشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، بغرض تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح، قبل أن تغير موقفها من خلال تبني خيار الدولتين في فلسطين التاريخية، والعيش جنبًا لجنب مع إسرائيل في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967 وبتحديد القدس الشرقية عاصمة لهم.
الموقف المصري المساند لفلسطين جعلها هدفا لإسرائيل في 67
كان الموقف المصري الرافض للوجود الإسرائيلي سببا في جعل مصر هدفا للكيان المحتل، وهو ما دفعها للانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر في 1956، ورغم انتصار مصر إلا أنه ظلت لدى إسرائيل رغبة قوية في إعادة شن الهجمات على مصر، ومحاولة إحتلال سيناء، لذلك عندما أعلن “عبد الناصر” إغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة البحرية الإسرائيلية، وجدت في ذلك ذريعة لشن هجومها في 1967، وهى الحرب التي انتهت بسيطرة إسرائيل على سيناء، وقطاع غزة ، والجولان بالإضافة إلى فقدان مصر ما يقرب من 15 ألف مقاتل، كذلك فقدان 80% من العتاد العسكري للدولة المصرية.
ولكن واصلت مصر بناء جيشها، وخاضت حرب الاستنزاف ضد الكيان الصهيوني، حتى تمكنت من تحقيق النصر في أكتوبر 1973 ، والتي انتهت باتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وقد كان ضمن المطالب المصرية هو عودة إسرائيل إلى حدود ماقبل 1967 ، وبناءا على طلب مصر أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم (3375) في أكتوبر عام 1975 بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط.
مصر تطالب بحل القضية الفلسطينية طبقا لمبدأ الأرض مقابل السلام
ولم يتغير الموقف المصري مع رحيل الرئيس محمد أنور السادات، فخلال حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك التي امتدت لـ 30 عام، كانت مصلر صاحبة الدور الأهم للحفاظ على استقرار هذه المنطقة، وفي عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الاسرائيلي، وفي سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وفي 2003 أيدت مصر وثيقة “جنيف” بين الاسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
الرئيس السيسي يتمسك بتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية
وبعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر، حيث بذلت جهودا كبيرة من أجل وقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني، كما تبنت مصر رؤية خاصة بضرورة التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية بما يدعم أمن واستقرار المنطقة من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني برعاية مصرية
عملت مصر خلال السنوات الماضية على على بناء أسس الثقة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وتوحيد الرؤى الفلسطينية باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى حل جذري للقضية الفلسطينية، وظهرت نتائج الجهود المصرية في هذا المسار برعاية اتفاق المصالحة الفلسطينية عام 2017، بين حركتي فتح وحماس، واستضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين يوليو 2023، كما تابعت مصر ديمومة انعقاد الاجتماعات بين الطرفين، للتوصل إلى التفاهمات الثنائية بشأن إجراء الانتخابات الفلسطينية، وضمان الحفاظ على كيان شرعي موحد للشعب الفلسطيني يتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية.
مصر تطلق مبادرة لإعادة إعمار غزة بـ 500 مليون دولار
تمكنت مصر من التصدي لواحدة من أشرس جولات التصعيد التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، في مايو 2021، والتي انتهت بطرح المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة بمبلغ قدره 500 مليون دولار، في إطار الدعم المباشر للأمن والاستقرار.
الجهود الإنسانية والإغاثية لم تتوقف يوما
لم تتوقف مصر يوما عن تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى سكان قطاع غزة، في ظل الحصار المفروض على القطاع، سواء من خلال فتح معبر رفح لتقديم المساعدات الغذائية والطبية، واستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، أو إرسال قوافل الإغاثة والدعم الدوائي. وفي خضم المشهد الحالي، أعلنت العديد من المنظمات الإغاثية المصرية، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إرسال قوافل مساعدات إنسانية، فضلاً عن جهود الهلال الأحمر المصري، ومبادرة حياة كريمة لدعم الفلسطينيين، وتخصيص مطار العريش لتلقي المساعدات الدولية وتأمين دخولها لقطاع غزة.
فقد بلغ حجم المساعدات الطبية التي دخلت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، خلال الـ 100 يوم من العدوان 7 آلاف طن، والمساعدات من المواد الغذائية 50 ألف طن، وحجم المياه 20 ألف طن، فضلا عن 1000 قطعة من الخيام والمشمعات والمواد الإعاشية، بالإضافة إلى 11 ألف طن من المواد الإغاثية الأخرى، وعدد 88 سيارة إسعاف جديدة، كذلك إدخال 4.5 ألف طن من الوقود وغاز المنازل خلال نفس الفترة، وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة حوالي 9000 شاحنة منذ بدء دخول المساعدات إلى قطاع غزة من الجانب المصري للمعبر خلال نفس الفترة.
المصدر : اليوم السابع