بيوت نجوم الزمن الجميل .. قصص منازل آل فخرالدين ورشدى وكريمة وزبيدة وأنور
هنا منزل هنرى بركات «أنور وجدى سابقا».. الوجه الجديد زبيدة ثروت فى فيلا يوسف بك.. الطفلة هالة فاخر فى منزل 3 سعداء.. ومن هنا خرجت مريم فخرالدين وشقيقها يوسف
الفرزدق فى بيت حسين رياض وأفخم الديوك والبدارة السمان فى مزرعة رشدى أباظة.. وشقة العروسين نور الدمرداش وعطيات البدرى قبل أن تصبح كريمة مختار
كانت العلاقة بين نجوم الزمن الجميل والصحافة قوية، ونشأت بين الكتاب والصحفيين وأهل الفن صداقات عديدة، ظهر تأثيرها فى محتوى المجلات الفنية التى صدرت على مدار سنوات طويلة، فكان من المألوف أن تدخل كاميرات المجلات والصحف إلى منازل نجوم الزمن الجميل وأن تصور تفاصيل حياتهم، وتتحدث إليهم وإلى أسرهم، وتكشف جوانب أخرى لا يعرفها الجمهور عنهم.
وفى السطور التالية، نصحبك عزيزى القارئ فى جولة ببيوت نجوم الزمن الجميل من وحى ما نقلته مجلات زمان.
بيت حسين رياض
فى عدد من مجلة الكواكب، الصادرة فى نوفمبر عام 1955، دخل محررو المجلة بيت أكثر من نجم، ومنها بيت الفنان الكبير حسين رياض فى شبرا وبين أبنائه وهم فاطمة التى كانت تدرس وقتها بكلية الصحافة جامعة القاهرة، ووداد التى كانت تدرس بمدرسة بون باستير- راهبات الراعى الصالح، والفرزدق ابنه الذى كان يوشك وقتها على التخرج فى كلية البوليس ويصبح ضابطا، وظهر حسين رياض فى الصور بين أبنائه يفتح خطابا، وفى صورة ثانية يلعب مع ابنته الصغرى طاولة ويقر بهزيمته أمامها، وصورة ثالثة لوالد الفنان حسين رياض، وتعليق بأنه أول من أدخل صناعة دبغ الجلود إلى مصر، وأنه أنفق كل ثروته على السياحة حول العالم، وصورة رابعة للفنان الكبير مع زوجته وابنه الفرزدق فى طفولته، وتعليق بأن زواج حسين رياض مضرب المثل فى الوسط الفنى كله، وأخيرا صورة له وهو يؤدى دور أوديب على المسرح أمام الفنان الكبير جورج أبيض.
تحدث الفنان الكبير حسين رياض مع محرر الكواكب، محمد رفعت، عن عشقه للمسرح، مؤكدا أنه لولا أن راتبه من الفرقة المصرية لا يتجاوز 35 جنيها ما كان اشتغل بالسينما ليكفى نفقاته ونفقات أسرته، مشيرا إلى أنه قبل هذا التاريخ بـ25 عاما، حين كان يعمل بفرقة رمسيس أو فاطمة رشدى، كان راتبه 60 جنيها.
تحدث عن عائلته وذكرياته وكيف هرب من أسرته بسبب حبه للفن، واختبأ فى منزل حسن فايق 3 أشهر كاملة، ورحلته فى المسرح وتنقله بين العديد من الفرق، ومنها فرقة عزيز عيد وفرقة فاطمة رشدى وفرقة الريحانى، وتحدث عن تجسيده شخصية كشكش بك معترفا بفشله فيها، لأنها كانت تعتمد على شخصية الريحانى.
ديوك رشدى أباظة
فى نفس العدد، وتحت عنوان «رشدى والبدارة السمان »، التقطت المجلة صورا نادرة للفنان الكبير رشدى أباظة من داخل مزرعته بين مجموعة من الدواجن، التى كان يهوى تربيتها، فتصدرت صورته وهو يحمل ديكين كبيرين وتحتها تعليق: «ديكان من أفخر أنواع الديوك يحملهما رشدى باعتزاز قائلا: شايفين تربيتى »، وصور ثانية وهو يجلس بين الدواجن ويضع لها الطعام تحمل تعليق: «ساعة الأكل »، وقد جلس رشدى بين دواجنه العديدة يشرف على إطعامها بنفسه، وكتبت المجلة: بدأ الفنان رشدى أباظة حياة جديدة، كانت هواية قديمة ثم تطورت إلى احتراف، فقد كان رشدى يحتفظ ببعض الدواجن فى مزرعته ومرت الأيام وإذا بعددها يزداد، وابتاع رشدى جميع الكتب التى تتحدث عن تربية الدواجن، واشترى بعض الدواجن النادرة من الخارج، وبات يفكر فى افتتاح محل لبيع هذه الدواجن، ولكن للفنانين فقط.
الوجه الجديد زبيدة ثروت فى فيلا يوسف بك
ومن مزرعة رشدى أباظة إلى فيلا يوسف وهبى بالهرم، حيث نشرت مجلة الكواكب فى عددها الصادر بتاريخ 10 يناير 1956 موضوعا تحت عنوان «لقاء بين جيلين.. بابا يوسف يقول لزبيدة: السينما ليست أسانسير »، حيث سجلت المجلة لقاء جمع بين الوجه الجديد زبيدة ثروت، التى اكتشفتها المجلة وقدمتها فى أول أدوارها السينمائية فى فيلم «دليلة »، وكان عمرها وقتها 15 عاما وبضعة أشهر، وبين عملاق الفن الفنان الكبير يوسف وهبى فى فيلته بالهرم، حيث زارته زبيدة هى وشقيقتها التوأم حكمت لتستمع إلى نصائحه وخلاصة تجاربه، ورحب بها يوسف بك وأجاب عن كل أسئلتها واصطحبها وشقيقتها فى جولة بفيلته، وكانت أهم نصيحة قدمها يوسف وهبى للوجه الجديد، التى كانت وقتها تدرس بمرحلة الثقافة، أن تضع فى رأسها أن السينما سلالم يجب أن تصعدها درجة درجة وليست أسانسير، وعليها أن تتسلح بالصبر وأن تدرس الفن علما وعملا، وأن تقرأ كثيرا، وتدرس الشخصيات التى تقابلها فى الحياة لربما جسدتها فى السينما، وأن تبتعد عن الغرور، وألا تتزوج قبل 10 سنوات، مؤكدا أن الفتاة التى تتزوج قبل سن 25 عاما تكون محدودة الأفق لذلك تفشل فى الزواج، وإن أرادت التفوق فى حياتها الفنية، فعليها أن تعتبر الفن هواية طوال حياتها وألا تنظر إليه نظرة مادية وأن تتحمل متاعبه.
تحدث عميد المسرح مع الوجه الجميل الجديد زبيدة ثروت عن أهم أدواره، وأكد أنه فيلم غرام وانتقام، مؤكدا أن أكبر إنجاز فنى فى حياته هو ترسيخ فكرة احترام المسرح لدى الجمهور، حيث كان الجمهور قبل فرقة رمسيس يدخل العرض المسرحى فى أى وقت من العرض، وأكد يوسف بك لزبيدة أن وجهها الجميل يصلح لأدوار البراءة والفتاة التى تبحث عن الحب، وسألها عن دراستها، فأجابت بأنها طالبة فى الثقافة وتدرس الباليه والموسيقى وستواصل دراستها الجامعية أثناء عملها بالسينما، وأبلغها الفنان الكبير سعادته بدخولها الوسط الفنى وحملها التحية لوالدها أمير البحر أحمد ثروت، لأنه تحرر من التقاليد البالية التى تمنع بها العائلات بناتها من العمل بالفن.
وطاف «بابا يوسف» كما كانت تناديه الوجه الجديد زبيدة ثروت مع ضيفته وشقيقتها أنحاء فيلته، فشاهدت صالة السينما التى أعد لها الفنان الكبير غرفة فى منزله، وحظائر الحيوانات والدواجن والحمام، ولعبت مع البقرة «فاطمة » التى يربيها يوسف بك، وأطعمت الماعز، وقضت ساعتين فى فيلا الفنان الكبير والتقطت المجلة العديد من الصور لهذه الجولة.
منزل العروسين نور الدمرداش وعطيات البدرى
وفى نفس العدد، دخلت الكواكب منزل العروسين الجديدين، نور الدمرداش والمذيعة عطيات البدارى، قبل أن تحترف التمثيل وتصبح الفنانة كريمة مختار، وكانت وقتها تعمل بالإذاعة، حيث كانت عائلتها ترفض عملها بالفن ووافقت بالكاد على عملها بالإذاعة، فبدأت مشوارها مع بابا شارو وفى البرامج والمسلسلات الإذاعية، ونشرت المجلة موضوعا مصحوبا بالعديد من الصور من منزل العروسين تحت عنوان «البيت الصغير يعيش فى حلم »، وكتبت المجلة: «أكمل نور الدمرداش نصف دينه فى الأشهر الماضية. إنه يوم الزوج السعيد للمذيعة عطيات البدرى، وفى عشهما الجميل الذى يطل على النيل قضينا وقتا ممتعا».
وتابعت: «ومعركة كل يوم فى البيت الذى لا تتلاشى أصداء الضحكات منه، تدور حول الطعام، فنور شره، وهو مرتبط بعقد فى فيلم أجنبى، وعطيات تعرف أن الأفلام الأجنبية تحب أن يكون أبطالها فى أعواد أغصان البان».
وأضافت المجلة: «طبقا لمبدأ معاملة المثل يجلس نور مع عطيات لعمل ميزانية البيت، مؤكدة أن الزوجين السعيدين يعيشان فى قصة أشبه بالحلم الجميل، نتمنى أن يدوم لهما إلى الأبد »، وتضمن الموضوع صورا من داخل منزل نور الدمرداش وكريمة مختار، إحداها يقف فيها نور ليعطى زوجته درسا فى الإخراج، فيما ظهرت الزوجة فى صورة ثانية وهى تعطى زوجها درسا فى العزف على البيانو وقراءة النوتة، وفى صورة ثالثة ظهر الزوجان وهما يحسبان ميزانية الشهر، وفى صورة رابعة ظهرا فى المطبخ وكان تعليق الصورة يقول: «عطيات طاهية ماهرة ونور أكيل ممتاز وقد ظبطته عطيات وهو يهجم على الحلل ».
منزل فاخر فاخر وابنته هالة
وفى مارس عام 1956، نشرت مجلة الكواكب موضوعا مصورا من داخل منزل الفنان الكبير فاخر فاخر، والد الفنانة هالة فاخر التى كانت وقتها فى عمر الطفولة تحت عنوان «3 يعيشون فى سعادة»، ووصفت المجلة هذه العائلة بأنها من العائلات الفنية التى لم تسلط عليها الصحافة الأضواء، مشيرة إلى أنها عائلة تتكون من 3 أفراد، وأن الفنان فاخر فاخر التقى بزوجته إبتسام عندما كانت تهوى الفن، ونشرت المجلة عددا من الصور لفاخر فاخر وزوجته وابنته هالة، وقالت إنه بعد عام واحد من الزواج ولدت هالة فجعلت عدد أفراد العائلة 3، وأصبحت نجمة غلاف مجلة الاثنين وهى لا تزال فى الثانية من عمرها، والآن وقد ناهزت التاسعة- وقت نشر الموضوع- لا يزال فاخر فاخر وزوجته مصرين على ألا يزيد عدد العائلة عن ثلاثة.
وتابعت المجلة: «إن فاخر فاخر يقضى فترة نقاهته من المرض فى بعض الأعمال المنزلية المفيدة كالنجارة والسباكة والدهان وما إلى ذلك، وزوجته وابنته سعيدتان بهذا، لكنهما لا تجزعان إلا حين يتسلل إلى المطبخ فى بعض الأحيان لالتهام الأطعمة الممنوعة عليه بأمر الطبيب»، وصحب الموضوع صور عديدة للفنان فاخر فاخر وزوجته وهما يلعبان مع ابنتهما هالة وتعليق: «بعد العشاء سهرة منزلية مع هالة ولعبها، ولكن الذى يلعب هو الأب والأم »، وصورة ثانية للأب وهو يذاكر لابنته، وثالثة وهو يقوم بأعمال النجارة ويصنع مائدة من الخشب، وصورة رابعة والزوجة والابنة يلحقان به وهو يتسلل إلى المطبخ ليخرق أوامر الطبيب.
بركات فى شقة أنور وجدى
وفى يناير 1958، أجرت الكواكب حوارا من منزل المخرج الكبير هنرى بركات، ظهرت فيه زوجته وابنتاه راندا وجيهان وهما لا يتجاوز عمرهما أعوام قليلة تحت عنوان: «مخرج القصص الإنسانية يتحدث: السينما المصرية تنقصها الأمخاخ »، وذكرت المجلة أن بركات درس الحقوق، ولكنه لم يحترف المحاماة، وسافر لفرنسا ليتعلم الإخراج، وتزوج صدفة من زوجته الحسناء التى ظهر فى الصورة إلى جوارها يحملان طفلتيهما، وفى صور أخرى تطعم الزوجة إحدى ابنتيها ويداعب الأب ابنته الثانية ويعلمها القفز.
ذكر محرر الموضوع الصحفى الكبير، فوميل لبيب، أن هذه الشقة الأنيقة التى تقع فى الطابق الـ11 من عمارة الإيموبليا، كان يسكنها الفنان والمنتج المخرج أنور وجدى، وعقد لبيب مقارنة بين بركات الهادئ كالربيع، وأنور الصاخب كعواصف الخماسين، وتحدث بركات خلال الحوار عن رحلته من التدريس للحقوق ثم الإخراج، وكان وقتها قد أخرج 35 فيلما، منها «شاطئ الغرام وبنات اليوم وهذا جناه أبى» وكان يستعد لإخراج فيلمى «دعاء الكروان وفى بيتنا رجل»، وحين سأله صحفى الكواكب عن الأفلام الوطنية وإعراض الجمهور عنها، أكد بركات أن المسؤول عن هذا الإعراض هو المخرج، لأن الأفلام لا تتضمن ما يهز المشاعر.
شقة يوسف ومريم فخرالدين
ومن بين الموضوعات النادرة، حوار أجرته مجلة الكواكب فى مايو عام 1958 مع الفنان يوسف فخرالدين، شقيق الفنانة مريم فخرالدين، فى منزل العائلة الذى خرج منه النجمان لعالم الفن، وبحضور والدته تحت عنوان: «يوسف فخر الدين يقول: قبلة شادية أول قبلة فى حياتى»، تحدث فيه الفنان الشاب- وقتها- عن بداية عمله بالفن، حيث أقنعه زوج شقيقته وقتها المخرج عزالدين ذوالفقار، الذى تنبأ له منذ كان عمره 15عاما بأنه سيصبح نجما سينمائيا، وكانت شقيقته مريم قد عرضت عليه فى العام السابق للحوار، وهو عام 1957، أن يشاركها بالتمثيل فى أول إنتاج لها، فيلم «إجازة غرامية»، وعندما رفض قائلا: إنه لا يعرف التمثيل، أقنعه زوج شقيقته بأنه لن يمثل، لأنه سيكون دوره فى الفيلم شقيق مريم وهو نفس دوره فى الحياة، فوافق ونجح وتلقى عددا من العروض الفنية، وأكد يوسف أنه لم يتقاض أجرا عن هذا الدور مجاملة لشقيقته وزوجها، ولكن والدته شاركت بالحوار لتؤكد أنها غير راضية عن عمل ابنها بالتمثيل، لأنها كانت تحلم بأن ينتهى من دراسته الجامعية أولا، كما أن التمثيل يأخذ كل وقته وهو ما يجعلها تجلس فترات طويلة وحدها بالمنزل بعد عمله هو وشقيقته بالفن.
وأشار يوسف فخرالدين إلى أنه حصل على الشهادة التوجيهية، وكان التاسع على القطر المصرى، ولكنه رسب فى العام الذى قبله، لمشاركته فى فيلم «حب من نار » الذى كان يتم تصويره فى بورسعيد.
تحدث يوسف فخرالدين عن قبلته لشادية فى الفيلم، مؤكدا أنه طلب من المخرج إعفاءه منها، لأنه كان مكسوفا ويشعر بالخجل من شادية ولكن المخرج أصر، فظل يتدرب على هذه القبلة أمام تمثال حريمى لمدة 3 أيام، وكانت أول قبلة فى حياته استجمع لها كل شجاعته حتى يقاوم إحساس الخجل، مؤكدا أنه يتمنى تجسيد أدوار مختلفة، شر وفكاهة ودراما، ومنذ بداياته لا يحب أن يقلد أحدا من الممثلين.
نشرت المجلة صورا ليوسف فخرالدين وهو يجلس إلى جوار والدته، وصورة ثانية وهو يعزف على البيانو، وأخرى وهو طفل صغير يركب حمارا ويرتدى قبعة، وكتبت عليها تعليقا: «يوسف فخرالدين كان مغرما بتمثيل دور الفارس لكنه لم يجد غير هذا الجحش الوديع ليعتلى ظهره».
المصدر : اليوم السابع