بعد ارتفاعها لمستويات قياسية.. توقعات أسعار السيارات في مصر خلال 2024
شهدت أسعار السيارات في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2023، سواء «المستعمل أو الجديد»، مما أدى لحدوث ارتباك في سوق السيارات المصري، وسط توقعات عدد كبير من راغبي اقتناء سيارة انخفاض أسعار السيارات بداية من العام الجديد بعد تفعيل عضوية مصر رسميا في البريكس.
ومع دخول مصر، أول يناير 2024، بشكل رسمي تحالف بريكس «BRICS» الاقتصادي، لتصبح بذلك عضوًا فاعلًا في التكتل الذي يضم حاليًا 10 دول، تترقب الأسواق الدخول في شراكات اقتصادية مع دول التجمع وضخ استثمارات كبرى في السوق المصري منها في مجال السيارات، خاصة وأن مناخ الاستثمار في مصر مهيأ لجذب الاستثمارات، ووجود مشروعات قومية تستوعب استثمارات ضخمة كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وغيرها.
وقال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن انضمام مصر رسميا لتجمع بريكس، سيكون له تأثير إيجابي وكبير على الحالة الاقتصادية بشكل عام ولكن بشكل تدريجي وليس في أيام معدودة، موضحا أن الانضمام لبريكس يسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين دول التجمع الاقتصادية الكبرى خاصة وأن حجم صادراتها بلغ 25% من حجم صادرات العالم، إضافة لزيادة عدد الدول المنضمة للتجمع لـ11 دولة.
أسباب ارتفاع أسعار السيارات في مصر
وعن أسباب ارتفاع سعر السيارات في مصر أضاف غراب، لـ«المصري اليوم»، أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار السيارات في مصر هو ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، إضافة إلى نقص العملة الصعبة ما يتسبب في لجوء البعض للسوق الموازي خاصة وأن السيارات يتم استيرادها من الخارج، إضافة إلى أن قطع غيار السيارات ولوازمها أيضا مستوردة من الخارج بالعملة الصعبة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم ورفعت من سعر الوقود وخامات الإنتاج والشحن والنقل عالميا ما تسبب في ارتفاع سعر السيارات عموما.
تأثير البريكس على أسعار السيارات في مصر
وتابع: أن الانضمام لبريكس يتبعه تخفيض وإعفاءات في الرسوم الجمركية والضريبية في واردات السيارات من دول التجمع ما يخفض من أسعارها النهائية، إضافة لتوقع زيادة عدد الشركات الموزعة للسيارات للسوق المصري قد يخلق منافسة وخفض في الأسعار، إضافة إلى أن الصين تصنع ثلث سيارات العالم والدولة الأولى في تصنيع وتوريد البطاريات الكهربائية، وأن الاستيراد منها بالعملة المحلية يخفض أسعار السيارات، إضافة إلى أن زيادة استيراد سيارات لادا الروسية وإعادة إنتاجها في مصر يخفض سعرها فيقبل على شرائها المصريين ما يقلل من مشتريات السيارات الأوروبية، إضافة لأن روسيا تعد أولى دول العالم لتصدير الخامات المعدنية وخامات تصنيع السيارات، وجنوب إفريقيا تصدر الأجزاء الإلكترونية الخاصة بالسيارات، والهند تصدر الخامات الأولية المغذية لصناعة السيارات، فهذا كله يخفض أسعار السيارات في مصر ولكن سيأخذ وقتا حتى يحدث ذلك.
مميزات انضمام مصر لتجمع بريكس
وأشار غراب، إلى أن انضمام مصر لتجمع بريكس يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بينها وبين دول التجمع بالعملات المحلية بعيدا عن الدولار ما يقلل الطلب على الدولار بنسبة كبيرة، خاصة وأن مصر تستورد سيارات من دول التجمع من الصين وروسيا والهند، كما أن الصين تقوم بتصنيع ثلث سيارات العالم، إضافة إلى استيراد لوازم السيارات وخامات ومستلزمات الإنتاج من دول التجمع بالعملة المحلية يدعم صناعة السيارات في مصر وبالتالي يسهم هذا لتقليل أسعار السيارات فيما بعد على مراحل مع زيادة الإنتاج وزيادة المعروض وخفض تكلفة الإنتاج، إضافة إلى أن نقل الخبرات الصينية والروسية والهندية في صناعة السيارات لمصر وإقامة شراكات في صناعة السيارات يسهم في خفض الأسعار نظرا لخفض التكلفة.
ولفت غراب، إلى أنه من المنتظر أن يتم تطوير صناعة السيارات وتوطينها في مصر بعد الانضمام لتجمع بريكس، مثل السيارات الصينية بجميع أنواعها والسيارات الروسية لادا ومكونات السيارات الهندية ومن جنوب إفريقيا، خاصة وأن حجم واردات مصر من دول التجمع، بلغ 31.2 مليار دولار خلال عام 2022، إضافة إلى أن مصر تستورد سيارات من الصين بمعدل 45% من السيارات المستوردة فيها، وعندما يكون بالعملة المحلية سيقلل الطلب على الدولار ويسهم في زيادة حجم الواردات وخاصة خامات ومستلزمات الإنتاج والسيارات كاملة الصنع ما يعزز من الإنتاج المحلي والذي يسهم في خفض أسعار السيارات مستقبلا.
المصدر : المصري اليوم