إلهة الشمس .. اكتشاف غامض يغير معايير الكون
خلال العقود الماضية، تمكن العلماء من الكشف عن جسيمات مدهشة ومثيرة للاهتمام، مما دفع مجال الفيزياء بأكمله إلى توسيع آفاقه وتحقيق تقدم هائل في فهمنا للكون. والآن، يظهر لنا جسيم جديد يحمل اسم “إلهة الشمس”، وهو يشكل استثناءً مميزًا في هذا المجال.
يتميز هذا الجسيم بمستوى طاقة هائل يفوق بمليون مرة ما يمكن توليده في أقوى مسرعات الجسيمات البشرية. يبدو أنه وصل إلى الأرض وسط جزيئات أخرى ذات نشاط أقل.
ووفقا لموقع “سبيس” تشبه هذه الجزيئات، التي تُعرف بالأشعة الكونية، جسيمات “يا إلهي!” الغامضة التي تأتي من أجزاء بعيدة في الكون. تمت تسمية هذا الجسيم الجديد باسم “أماتيراسو”، مأخوذًا من الأساطير اليابانية التي تصف أماتيراسو أوميكامي كإلهة للشمس والكون، ويعني اسمها “المشرق في السماء”.
بالمثل، فإن جسيم أماتيراسو يكتنفه الغموض والتعقيد. حتى الآن، لا يعرف العلماء من أين جاء هذا الجسيم وما هو طبيعته بالضبط. وما زالوا يبحثون عن سبب الظروف العنيفة والقوية التي أدت إلى ظهور جسيم مثل أماتيراسو.
قال الباحث توشيهيرو فوجي من جامعة أوساكا ميتروبوليتان: “إنه الجسيم المشحون بالطاقة الأعلى التي تم اكتشافها على الإطلاق بواسطة تجربة التلسكوب”.
أفادت التقارير الأخيرة بأن الأشعة الكونية عالية الطاقة تعتبر نادرة للغاية، ولكن اكتشف العلماء جسيمًا غامضًا يُعرف باسم “أماتيراسو”، والذي يتمتع بمستوى طاقة استثنائي لم يشهده الباحثون في السنوات الثلاثين الماضية من دراسة الأشعة الكونية.
تم اكتشاف جسيم أماتيراسو باستخدام تجربة مصفوفة التلسكوب، التي تضم 507 جهاز كشف موزعة على مساحة واسعة في الصحراء المرتفعة بولاية يوتا في الولايات المتحدة. وفي البداية، اعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف قد يكون خطأ أو خلل في التجربة.
ومع ذلك، بعد تحقيق مفصل في الحدث، تبين أن جسيم أماتيراسو ليس خطأً، ما أثار حماسة الباحثين. تم رصد الجسيم لأول مرة في 27 مايو 2021، وقد أظهر طاقة تبلغ 224 إكسا إلكترون فولت (EeV)، وهو ما يعادل 10¹⁸ إلكترون فولت.
تعد هذه الطاقة مماثلة للأشعة الكونية الأكثر نشاطًا التي تم اكتشافها على الإطلاق، والتي تعرف بـ “يا إلهي!” وتم اكتشافها في عام 1991 بواسطة كاميرا Fly’s Eye في ولاية يوتا، وكانت طاقتها 320 إلكترون فولت.