ملاذ آمن للحياة البرية .. الحلم الذى تنتظر محافظة الفيوم تحقيقه بمحمية وادى الريان
مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية المزمع إقامته بمحمية وادى الريان، هو الحلم الكبير الذى تنتظر محافظة الفيوم تحقيقه على أرض الواقع، والذى سيسهم فى وضع المحافظة بشكل قوى على خريطة السياحة البيئية، وسيسهم فى جلب الآلاف من السائحين لزيارة محمية وادى الريان، وباقى المعالم السياحية والأثرية التى تذخر بها المحافظة، والمشروع المزمع تنفيذه هو تعاون مصرى أردنى يقام على مساحة 2000 فدان، وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى منه مليار جنيه.
وقال الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم إن مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان، يمثل مشروعاً متكاملاً يخدم أهداف ورؤية الدولة والقيادة السياسية، فى توفير الرعاية اللازمة للحيوانات البرية، من خلال التوأمة مع محمية المأوى بالأردن وبالتعاون مع مؤسسة سمو الأميرة عالية حيث تم توقيع بروتوكول رباعى بين وزارة البيئة ومحافظة الفيوم ومؤسسة الأميرة عالية ومؤسسة (Four paws) العالمية لإنشاء ملاذ آمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان بالفيوم، ويشتمل على مرفق متكامل لعلاج الحيوانات، وتوفير التدريب الأساسى للأطباء البيطريين والطلاب الممارسين للعمل بالملاذ الآمن، على مجالات رعاية الحيوانات البرية وكيفية التعامل معها، بما يسهم فى فتح مجالات جديدة للعمل محلياً وإقليمياً، كما يشتمل مشروع الملاذ الآمن، على توفير مساكن للحيوانات التى تعرضت للإيذاء وتم إنقاذها، وبرامج لتشجيع السياح المحليين والدوليين لزيارة الملاذ الآمن، ووضع برنامج تثقيفى للأطفال والكبار، فضلاً عن إقامة مشروع لإعادة التدوير بمحمية وادى الريان، بما يرتقى بالبيئة ويخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين.
وأضاف أن الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، أن مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية المزمع تنفيذه على مساحة ألفى فدان بمحمية وادى الريان، سيسهم فى تعزيز فرص التنمية الاقتصادية والسياحية على أرض المحافظة، والنهوض بالمجتمع المحلى، وتوفير فرص عمل لأبناء الفيوم.
وأضاف أنه تم اتخاذ خطوات جادة فى هذا الإطار، معرباً عن أهمية تنفيذ المشروع بمصر وتأثيره الاقتصادى التنموى مؤكداً فى الوقت ذاته استعداد المحافظة لتوفير كافة سبل الدعم اللازم، لضمان نجاح المشروع وتحويله من مجرد فكرة، إلى أحد المشروعات البيئية والسياحية الكبيرة على أرض المحافظة.
ولفت محافظ الفيوم، إلى أن مشروع الملاذ الآمن يمثل أحد أهم المشروعات الاستثمارية المتكاملة، لما يتميز به من موقع تاريخى فضلاً عن قربه من العاصمة، الأمر الذى يعمل على خلق نوع جديد من السياحة بالمحافظة، وإضافة نقطة جذب سياحية لمصر عامة وللفيوم بصفة خاصة، فى إطار رؤية الدولة لتحقيق أبعاد التنمية المستدامة.
ولفت محافظ الفيوم إلى أن المشروع يقام على مساحة 2000 فدان بمحمية وادى الريان، وان إستعراض التصميمات الأولى للمشروع وأهدافه ومراحلة بالإضافة إلى القيام بإعداد دراسة تقييم الأثر البيئى للمشروع، ودراسة تحقيق التوازن المائى ببحيرة قارون بالإضافة إلى توفير المشروع تجربة سياحية ترفيهية متكاملة للزوار تتضمن أنشطة سياحية رائدة كالبالون الذى يوفر فرصة للزوار لمشاهدة المحمية والحيوانات بالإضافة إلى مراكز للزوار ونزل بييئة علاوة على دور المشروع فى إعادة إحياء الحياة البرية والنباتية بالمنطقة ليكون المشروع صورة بيئية اقتصادية ثقافية متكاملة.
وأضاف محافظ الفيوم إلى أن المشروع يوفر فرص لبناء القدرات والكوادر المصرية من الأطباء البيطريين والعاملين بالمحمية بالتعاون مع مؤسسة الاميرة عالية والجانب الألمانى كذلك يساهم فى رفع مركز مصر عالميا مع المنظمات الدولية فى حماية الحيوان من خلال توفير فرص لإعادة التأهيل والمعالجة للحيوانات البرية وإعادتها للطبيعة.
ولفت الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم أنه عقد مع الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة واجتماعا موسعاً لبحث آليات تنفيذ مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان، وذلك عبر خاصية الفيديو كونفرانس وبحضور مسؤلى شركات التصميمات الإنشائية المختصة بالمشروع، والدكتور محمد عماد نائب محافظ الفيوم والدكتور محمد التونى معاون المحافظ، ومنسق مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان، بالإضافة إلى قيادات الوزارة المعنية بقطاع حماية الطبيعة.
أعربت وزيرة البيئة عن خالص تقديرها لجهود الدكتور احمد الأنصارى للترويج لمفاهيم السياحة البيئية لافتة إلى اهتمامه الشخصى بالسياحة البيئية وبتطوير المحميات من خلال العمل المشترك مع الوزارة مما ساهم فى تغير الوضع بالمحميات بالمحافظة.
وأكدت وزيرة البيئة أن مشروع الملاذ الآمن هو احد المشاريع الرائدة والتى تمثل نقلة هامة فى مجال السياحة البيئية لكل من الوزارة ومحافظة الفيوم للحفاظ على ثروات مصر الطبيعية وتوفير ملاذ امن للحيوانات وتجربة سياحية فريدة ومميزة تضع الفيوم على الخريطة السياحية المصرية والعالمية بصورة مختلفة تضاهى المستويات العالمية.
كما تضمن الاجتماع عرض فيديو عن المشروع ومراحله المختلفة واعتماده على الطاقة الصديقة للبيئة ممثلة فى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ودوره فى تنمية محميات الفيوم والحفاظ على الحياة البرية والتنوع البيولوجى وذلك خلال ثلاث مراحل تتضمن المرحلة الأولى حماية الحيوانات المصرية وإكثارها وخاصة حيوان المها وأنشاء 10 نزل بيئية وتوفير مظلة نباتية من الأشجار للحيوانات مع مشاركة المجتمع المحلى بكافة مراحل المشروع باعتبارهم أعمدة أساسية وجزء رئيسى من أى عمل بيئى بالمحميات.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن تصميم المشروع ذو طبيعة فريدة ومميزة ويمثل فرصة حقيقية لدعم السياحية البيئية بالمحافظة، والاستفادة من المحميات الطبيعية واستغلالها بالشكل الأمثل، بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية، لتوفير فرص عمل خضراء، وتعزيز مصادر الدخل للمجتمعات المحلية وتنميتها اجتماعياً واقتصادياً، مطالبة ممثلى المشروع بإعداد تصور متكامل له يتضمن كافة التفاصيل التى تم الاتفاق عليها مدعمة بدراسات تقييم الآثر البيئى والتوازن المائى للبحيرة خلال 10 أيام.
وأكدت وزيرة البيئة، على ضرورة الإسراع فى الانتهاء من التصميمات اللازمة لمشروع الملاذ الآمن، والاتفاق على الخطة الزمنية لتنفيذ كافة الأعمال بالمشروع الذى يضيف موقعاً جديداً لمناطق الجذب السياحى بالفيوم، بأنشطة تحافظ على التنوع البيولوجى والحيوانات النادرة، كما يمثل نوعاً مختلفاً من السياحة البيئية يحقق التكامل والتنوع فى أنشطة المحميات، واستغلال الموارد الطبيعية بالشكل الذى يحقق أبعاد التنمية المستدامة.
كما أشار ممثلو المشروع إلى أنه يتم حاليا تاسيس شركة الملاذ الآمن للحياة البرية لتكون هى المسئولة عن المشروع بالتعاون مع القطاع الخاص والمستثمرين.
واتفق الحضور على الانتهاء من الدراسة الأولية للمشروع هذا الشهر مع الإعداد لوضع حجر الأساس للمشروع مع بداية العام القادم بالمرحلة الأولى والتى تقدر تكلفتها بنحو مليار جنية مصرى، وكذلك ضرورة إدارة المشروع كنموذج بيئى اقتصادى استثمارى يحقق المصالح الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكافة الأطراف مع توفر سبل الاستدامة البيئية للمشروع باعتبارها محاور متكاملة.