تؤكد مصر يوما تلو الآخر قدرتها اللامحدودة على الريادة برؤية واضحة ، مبتدأ ومنتهاها إرساء السلام فى المنطقة، وحقن دماء الأشقاء فى قطاع غزة.
يبرهن نجاح الهدنة لليوم الثالث على التوالى، على امتلاكها ذراع القوة في القضية الفلسطينية، وما بين اتصالات معلنة وجهود مضنية خلف الكواليس لإتمام بنود اتفاق الهدنة ، ومن بين أهمها صفقة تبادل الأسرى بين حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلى، تواصل الدولة المصرية العمل ليلا ونهارا، لتؤكد بالأفعال لا الأقوال أنها ستظل هي الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية على مر التاريخ.
ومن جانبه، ثمن الدكتور أحمد مجدلاني وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، جهود مصر الكبيرة لإتمام اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين، وأعرب عن تقديره لقطر أيضا.
وأضاف الوزير الفلسطينى: “نسعى لفتح مسار سياسي شامل وتمديد للهدنة من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين”.
تأكيدات دولية بقوة مصر
وفى تأكيد للدور المصرى، أكد نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون فينر، أن التوصل لاتفاق لن يتم دون الدولة المصرية وأن جهود الدولة المصرية الحثيثة تسجل نوعا جديدا من أنواع القدرة على صناعة القرار الإقليمي.
كما قال وزير الزراعة الإسرائيلي، عضو المجلس الوزاري المصغر، بشكل واضح أن صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الاسرائيلي وحماس لن تتم دون قيادة مصرية للوساطة.
وفى هذا السياق، كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد وجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الوصول إلى تنفيذ هدنة إنسانية في غزة، وصفقة التبادل بين إسرائيل وحماس.
مبديا تفاؤلا كبيرا بالخطوة، مؤكدا أن الهدنة فرصة لإيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، ويجب العمل على حل الدولتين لنشر السلام في المنطقة.
وأضاف قائلًا: “نأمل أن يجرى إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن الأمريكيين، والبحث عن المفقودين، ولن نتوقف حتى نُعيدهم إلى منازلهم”.
وبدوره، أكد ألكسندر دى كرو، رئيس وزراء بلجيكا، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعب دورًا هامًا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني، مقدمًا الشكر للرئيس السيسي على ضمان سلامة مواطني بلاده.
وكتب دي كرو، عبر حسابه على إنستجرام: “يلعب الرئيس السيسي دورًا مهمًا في إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة وشكرته على ضمان سلامة مواطنينا، كما أنه يشاركنا قلقنا بشأن العنف والضحايا العديدين فى غزة”.
وأضاف: “يتيح وقف إطلاق النار فرصة لإنهاء العنف وإيصال المساعدات إلى سكان غزة فرصة يجب أن نغتنمها”.
جهود متواصلة
اتصالات مكثفة تجريها مصر مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، للتوصل إلى إطلاق عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية ومن المحتجزين لدى حماس بقطاع غزة، ونجحت مصر في إنهاء أزمة تبادل المحتجزين بقطاع غزة والأسرى الفلسطينيين بعد تعثرها لأسباب فنية، وجرى استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، كما كان مقررًا لها.
وكانت الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي خرجوا من سجن “عوفر” الإسرائيلي في مدينة “بيتونيا” الواقعة غرب محافظة رام الله، والبيرة بوسط الضفة الغربية المحتلة، وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنّ المجموعة الثانية من المحتجزين الذين أفرجت عنهم الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة وصلت إلى إسرائيل مساء السبت.
وكان من ثمار الجهود المصرية أيضا بالتنسيق مع كافه الأطراف، تحرك ما يزيد عن 50 شاحنة مساعدات من منفذ رفح إلى شمال قطاع غزة.