صلاح منتصر يكتب: المكاسب والخسائر!
حقق العرب شكلا وواقعا مكاسب كبيرة جدا نتيجة حرب البترول التى تعاملوا معها بجدية ولم يمكنوا الأطراف من اختراقهم، فأولا رفع العرب سعر بترولهم بقرار فردى لم يسبق من قبل فى تاريخ البترول وحقق لهم ذلك دخولا كبيرة لم يحلموا بها، وثانيا سيطروا لأول مرة على إنتاجه وهيأ لهم هنا فيما بعد امتلاكه، وثالثا أثبتوا قدرتهم لو أرادوا واتحدوا على فرض ما يريدون، ورابعا كسروا كبرياء الدول المستهلكة: أمريكا وأوروبا ودول آسيا، وخامسا دخلت عقوباتهم بيوت المواطنين فى الغرب والشرق ، وسادسا غيروا بصورة كبيرة اقتصاد العالم: انتهى عصر إنتاج السيارات الطويلة الخاصة، ستة وسبعة أمتار، وتسابقت الشركات على إنتاج السيارات الصغيرة التى تستهلك وقودا أقل.
ومن ناحية الدول المستهلكة، فقد أدت الأزمة إلى اكتشاف مناطق جديدة لإنتاج البترول وظهور الغاز بكميات كبيرة .
ولعلنا نذكر أنه عندما أغلقت قناة السويس أول مرة اتجه البحث إلى الغرب واكتشف بترول ليبيا والجزائر، وفى أزمة حرب أكتوبر اتجه البحث واكتشفت حقول بحر الشمال والاسكا.
وقد كان تأثير حرب البترول على العالم قاسيا، فقد سادته سوق الفوضى ورغم انتهاء المقاطعة إلا أن المهم بالنسبة للمستهلكين الحصول على البترول بأى سعر مما رفع سعر البترول وشد معه ارتفاع معظم أسعار السلع فى كل العالم بصورة ضخمة.
ولم تكن مصر بعيدة عن هذا الارتفاع فى الأسعار فما حدث فى يناير 77 ومحاولة الدولة تخفيف الحمل الذى تتحمله نتيجة الدعم كان أحد نتائج حرب البترول.
وفى كل العالم ارتفع سعر الطاقة، فمثلا فى مصر لتر البنزين ارتفع من 15 مليما إلى سبعة جنيهات! وبعد أن كان التعامل بالقرش اختفى القرش وأصبح الجنيه أساس التعامل وزادت أسعار العقارات من سبعة وثمانية آلاف جنيه للوحدة فى المناطق المتوسطة وأصبحت بمئات الآلاف. وهكذا غيرت حرب البترول العالم شكلا وواقعا وبعد ثراء كبير حققته الدول المنتجة تغيرت الأحوال وإن عرفت بصورة ما عدم دوام الأحوال!.